مقالات
ترامب ودعوته لترحيل أهل غزَة.. . بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق سوريا-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق سوريا-

ترامب ودعوته لترحيل أهل غزَة.. .
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق سوريا-
مناقشة ترامب في دعوته لترحيل سكان غزة ،حتى تضع النقاط على الحروف،وتتعرف على غايات هذه الدعوة وخلفياتها الثقافية السياسية،والخطط الموضوعة،التي تنفذها سياسة ترامب.لابد من معرفة الشخصيات التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية،ولمعرفة هذه الشخصية لابد إن تكون على معرفة واعية بالثقافة الأمريكية قيمها وأعرافها وتقاليدها،وكل مكوناتها الفكرية والاجتماعية والسياسية والمادية.ذلك يأتي من معرفية واعية ومنهجية،في الثقافة،قائمة على دراسات ميدانية حقلية،قام بها علماء الاحتماع والدراسات الأنثروبولوجية الاجتماعية والثقافية،هذه الدراسات التي قادتها أطروحة منهجية تقول بالتأثير المتبادل بين الثقافة والإنسان،
وخلاصتها أن الثقافة تكوّن الإنسان.
ولا تتسع المقاربة للتفصيل في الثقافة الأمريكية والقيم التي تحكمها،ومصادرها الفكرية والاجتماعية،وكل مايمكن قوله في إطار وسياق هذه الثقافة،أن الثقافة الصهيونية يقيمها وموروثها الثقافي وأساطيرها الدينية،أصبحت تحتل في سلم الثقافة،وخاصة المكون الديني للثقافة الدينية،التي يطلق عليها
باختصار الثقافة الدينية المسيحية الصهيونية.وأصبحت الثقافة الأمريكية الدينية المسيحية الصهيونية المكون الرئيس للشخصية الامريكية بشكل عام،وللشخصية الأمريكية التي تدين بالمسيحية الصهيونية.
وهذه الشخصية الأمركية تتواجد بكثرة بين من عانى من الهجرة ومتاعبها وويلاتها،وما تترك في الشخصية من نوازع وتوجهات،تجعله ينحني للقيم الصهيونية وأساطيرها،وهذا حال الكثير من الأسر ذات الأصول البريطانية،أقصد مناطق محددة ومعينة منها.وأسرة ترامب من هذه الأسر،فقد لاتجد ترامب صهيونيا بمعنى
الالتزام بالحركة الصهيونية التزاماً حركباً تنظيمياً وسياسياً،مثل سابقه بايدن.
على أساس هذه الخلفية الثقافية لترامب،ونوازعه في الامتثال للحركة الصهيونية ودواعيها،ومخططاتها في إقامة إسرائيل الكبرى،تعمل مع أي رئيس إمريكي لتنفيذ وتطبيق مخططها القاضي ببلوغ الدولة الاسرائيلية الكبرى،التي تبنيها على خطوات ،على الطريقة الصهيونية الكيسنجرية.
وتأتي تصريحات ترامب في هذا السياق بشأن ترحيل سكان غزة،خارج أرضهم وترابهم وذكرياتهم.
لكن ترامب،وهو يلقي بتصريحه الداعي إلى ترحيل سكان غزة،لمً يكن له دراية ومعرفه بثقافة الإنسان العربي،ومنهم الفلسطيني،ولو عرف لتأتى الكثير في تصريحه،فالثقافة العربية تعطي الأرض قيمة كبرى،فهي،تصل إلى مستوى العرض( الأرض عرض)وما للعرض من محددات سلوكيةوأخلاقية يتكون على أساسها،مواقف الإنسان العربي عموماً،والإنسان الغزاوي خصوصاً.هذه القيم التي لايعرفها ولايدركها ترامب،وبالتالي لايتحول بها.
وانطلاقا مما تقدم،وبناءً على ما أتت به المقاربة عن ثقافة أهلنا في غزة،وما للأرض من قيمة كبرى،فإن حلم ترامب في ترحيل غزة،ستبوء بالفشل،وسيكون تمسكهم في الأرض برهان طوفان الأقصى،بأنّ بقاء أهل غزةسيكون بمثابة نصر يضاف للنصر الذيً إحرزه شهداء غزّة في مواجهة الجيش الصهيوني.بقي على ترامب وأسياده من الحركة الصهيونية ودولتهم القوية،القابعةًفي وكرها واشنطن أن يأتي لنا من الآخر،فهات
من الآخر ياترامب.
د-عزالدين حسن الدياب