مقالات

حكاية البعث بعد الثامن من آذار بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -سوريا

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -سوريا

حكاية البعث بعد الثامن من آذار
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -سوريا
كانت ثورة 8شباط في عام 1963 في العراق ،فرصة لمن جمعتهم الظروف التي تمر بها سوريا،في أعقاب الانفصال الذي فكك عرى الوحدة السورية المصرية،وهم مجموعة من أطلق عليهماللجنة العسكرية،وغيرها من الأسماء وهؤلاء ينتمون إلى حزب البعث العربي الاشتراكي،وهم محمد عمران،وصلاح جديد،وحافظ الأسد،وعبد الكريم الجندي،ومن في معيتهم من ضباط الجيش السوري،ممن يحسبون على البعث،تنظيماً،وتعاطفاً وتأييداً ومناصرة،نقول كانت الثورة التي قادها حزب البعث في العراق فرصة لهذه اللجنة الانقضاض على حكم الانفصال في دمشق،في يوم الثامن من آذار عام 1963.
لن ندخل في الملابسات التي ترافقت مع هذا الحدث ،حول التحالف البعثي الناصري وإشكالاته،ولا عن التسميات والألقاب التي تطلق على هذا اليوم،مثل القول:”ثورة عدس”وما كانت لتحمل من إشارات،تقولها وتترجمها الأحداث التي أتت تباعا بعد الثامن من آذار،والتي تمثلت في الانقسامات التي طالت بنية البعث،من انشقاق أكرم الحوراني،إلى حركة23 اشباط التي أبانت الوجه الحقيقي للثامن من آذار،من أنه الوجه الذي تمس سحنته،ومافيها من معالم وتلون في الوجه،وأداءات لا تنم،عن أي مستوى للوحدة الفكرية بين المجموعة العسكرية التي نفذت الانقلاب،ولماذا نسميه بالانقلاب،لأن الثورة غير الانقلاب،الثورة تقاد بحزب،ومبادئ وبرنامج،يحمل مشروع التغيير الذي تقول به الأهداف الكبرى للحزب الذي يقود الثورة أما الانقلاب فإنه يقود التغيير ،بقوة الوازع العسكري،ومنطق القوة،والتغالب مع القوى الشريكة،والقوى التي تحين الفرصة
للانقضاض على الخصوم.
لكن”  ثورة عدس” بدأت تتفكك بدءاً من سليم حاطوم،ومن قبل مع شباط،ومن بعد مع انقلابً حافظ الأسد،التفكك الذي تكمن وراءه صراع العصبيات،حسب صراع مستويات العصبية، على حد قول ابن خلدون،في نظريته عن صراع العصبيات.وقد أفادت الأحداث والمؤشرات التي طرحتها ،أن وازع الشركاء في تنفيذ آذار،يختلف ويتباين،في نزعاته واتجاهاته،وما يسانده من عصبيات ثانوية ورديفة .
ومع ذلك ظلت يافطة البعث مرفوعة،بكل ماحملت من تشويهات وتزييف وتزوير.
لاندخل في التفاصيل،حتى لانحمل هذه المقاربةأكثر مما يقضي موضوعها الأساس،الذي يظهر حكاية البعث في نهاياتها يوم أشهرت حركة 23شباط أسلحتها ضد البعث بقياده التاريخية ،وفكره الذي جاء يستكشف معالم الحياة العربية،وجيلها الجديد،ورسالتها الخالدة،ومعركة مصيرها ،والدور الحضاري للأمة العربية،الحامل لرسالته الخالدة الإسلام ثقافة وعقيدة وحضارة،تم ذلك باعتقال وتهجير قادتها،وسجن المئات من البعثيين،وتسريح الضباط المناصرين والمنتمين حقيقة للبعث،وبالتقرير العقائدي،الذي حمل مهمة البديل فكرياً وعقيدة ورؤية واستبصاراً للمستقبل العربي.
وجاءت الحركة التصحيحية لتكمل في الخروج من ثوب البعث الذي ألبس بالقوة والتآمر واليسراوية السعدية/نسبة إلى على صالح السعدي/الذي ناصر العدوان على القيادة التاريخية للبعث التاريخيّ،حزباً للأمة العربية.
وكانت الخطوات المدروسة من قبل حركة الأسد الحفاظ،علىاليافطة البعثية إمعانا في حرق وتشويه سمعة حزب البعث العربي الاشتراكي،فتم اعتقال الكثير من البعثيين التاريخيين،وحكم على أمين عام البعث الأستاذ ميشيل عفلق بالإعدام.واستكمل تسريح ماتبقى من ضباط،وحكم على كثرة بالإعدام والتعذيب الوحشي الممنهج،زد على ذلك أراد أن يلبس أعضاء حزبه الرشوة والفساد،والنزعات والولاءات،التي تنتهي في نهاية
المطاف لجعله صنماً يعبد،حتى صارت النكتة على كلمة رفيق دلالة على السخرية،ومن أن الرفيق يسرق ويرتشي،ويغالب وازعه الوطني والقومي بالولاء الجهوي المناطقي والعشائري،لتصب هذه الولاءات والنزعات في شخصية”الأسد قائدنا للأبد وبقي الولاء لمتاصرته لإيران شرط قومية سوريا،تحتً حجة الثورة الإسلامية ،التي ليس  لها بالإسلام شيئا،إلا مايصب في المشروع الفارسي،الذي يؤسس إمبراطوريته،على حساب الأمة
العربية،ورسالتها الخالدة،ودورها الحضاري الإنساني،وتمثل ذلك الخرق والتشويه للبعث التاريخيّ،بالانضمام إلى جانب إيران،في مشروعها لتصدير الثورة.وإذا أخذنا النهاية التي انتهى بهاً حكم الأسد،،ألاًب وابنه الوريث
على ركام المدن المدمرة،وعشرات الآلاف من القتلى،ومئات الأسر المهجرة،والمليارات المنهوبة،والخلل الطبقي الذي أنزل الطبقة المتوسطة ،إلى مصاف الفقراء،فحرم المجتمع من طبقة تخلق وتؤسس التوازن الاجتماعي في المجتمع السوري،حتى صارت نسبة الفقر في سوريا عالية،تطول غالبية السكان،وبنيةتحتية مدمرة وصلت إلى مستوى الفاجعة بمعناها:السلم الاجتماعي،وماله من من أمور وطنية وثقافية وسياسية، وسلامة في الأمن الوطني السوري،ودلالاته العسكرية والاجتماعية..،إلخ.
بعد هذا يأتي الإعلان المقصود باعلامه وغاياته الدعائية والسياسية،عن حل حزب النظام،الذي كان بقوة التآمر،اسمه :حزب البعث،ولتأتي كل القوى المعادية للبعث التاريخي،مشهرة وقائلة بحل حزب البعث..
قال لي صديقي الذي كنت ألتقيه في بيروت،وكان معنا في جامعة القاهرة أعرفك من المناضلين البعثيين في جامعة القاهرة،فكيف يطاردك النظام السوري ،وهو بعثي،كان ذلك نهاية عام 1969
قلت إسأل أهل الحكم في سوريا،من الحركة الشباطية وقنديلهم الموشح بالسواد “اليمين العفن والساقط على طريق النضال”وعليك بمتابعة مايجري لتعرف حكاية البعث في سوريا،فأنا وأمثالي من رفاقي المشردين من هذه الحكاية.
*من كثرة سماعي بهذه الكلمة، أتاحت لي الظروف مقابلة الأستاذ ميشيل،فسألته هل توحي كلمة حدث التي يتفوه بها كثرة من الناس لكنه لم يرد على سؤالي.*
*يامن تذكرون بارتياح حل(حزب البعث العربي الاشتراكي) هل تعرفون أنّ مؤسس وأمين عام حزب البعث محكوم بالإعدام من قبل النظام السوري.الذي حمل اسم البعث تزويراً وبهتاناًوتنفيذا لأوامر خارجية.
د.عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب