الصحافه

نتنياهو ودريمر متسلحين لـ “اللقاء الحاسم”: “حماس عائق أمام مستقبل الشرق الأوسط”

نتنياهو ودريمر متسلحين لـ “اللقاء الحاسم”: “حماس عائق أمام مستقبل الشرق الأوسط”

داني زاكن

من الصعب التقليل من أهمية زيارة نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع، وأهمية لقائه بترامب. هذا لقاء حاسم؛ سيتقرر فيه مستقبل الشرق الأوسط القريب.

على جدول الأعمال قائمة مواضيع، كلها مرتبطة ومتداخلة وموجهة إلى هدف ترامب: الصفقة الكبرى – التسوية الإقليمية الشاملة للشرق الأوسط الجديد: إعادة المخطوفين وإنهاء الحرب، بما في ذلك حل مسألة غزة بمشاركة دول الخليج، والتطبيع بين إسرائيل والسعودية، ومستقبل النزاع مع الفلسطينيين، وحل مسألة إيران وكذا مسائل جغرافية استراتيجية أخرى كدور الصين وروسيا في المنطقة، وسوريا، وتركيا وغيرها.

حماس – كالشوكة في الحلق

لكن حماس تظل الشوكة العالقة في حلق حل كل المسائل تقريباً. مسألة تربيع الدائرة، أي إخراج حماس من المعادلة في غزة، وكقوة إرهاب بعامة، إلى جانب تحرير المخطوفين وإنهاء الحرب، هي المهمة الأولى في جدول الأعمال. في هذه المسألة، يتلقى نتنياهو في الأيام الأخيرة مساعدة ثقيلة الوزن قبيل اللقاء من السعودية ورئيسها محمد بن سلمان ولي العهد. مصدر سعودي مطلع على الاتصالات يقول لـ “إسرائيل اليوم” إن هناك رسالة تتضمن حلاً كاملاً للقطاع شرط إخراج حماس من معادلة السيطرة على القطاع وتجريدها من السلاح، وهي رسالة نقلت إلى ترامب، سواء في لقاءات ويتكوف في السعودية أم بطرق أخرى.

يقول المصدر إن كل الأطراف التي تعنى باليوم التالي للحرب، مشاركة في هذا الموقف، بما في ذلك السلطة الفلسطينية نفسها، وإن البيت الأبيض على وعي بهذا الموقف ويسانده. مصادر دبلوماسية أمريكية تؤكد هذا. على حد قولهم، الموقف السعودي الصريح نقل إلى واشنطن في الأيام الأخيرة بشكل لا لبس فيه، بل وحصل على جواب بأن الإدارة أيضاً تعمل على تنفيذ هذه الخطوة. المعنى، أن الضغوط التي تتحدث عنها إسرائيل تجاه نتنياهو في سياق استكمال الصفقة ليس قبولها بكل ثمن، بل حول الطريق والجدول الزمني لإسقاط حماس. تكاد تكون كل دول المنطقة – والأهم، الأمريكيون – تسير على الخط مع هدف الحرب الإسرائيلي: تقويض حماس وإخراجها من القطاع كقوة فاعلة.

حماس ترفض التخلي عن الحكم في القطاع، واستعراضات القوة تشهد على ذلك. فهي تحاول إعادة تفعيل الأجهزة المدنية، ولا تسمح لرجال السلطة الغزيين بالمشاركة في ذلك

هنا، في “إسرائيل اليوم”، كتبنا عن ذلك قبل بضعة أسابيع، وواضح الآن أن هذه هي المسألة الأساس. غير أن حماس ترفض التخلي عن الحكم في القطاع، واستعراضات القوة تشهد على ذلك. فهي تحاول إعادة تفعيل الأجهزة المدنية، ولا تسمح لرجال السلطة الغزيين بالمشاركة في ذلك. تلوح بالورقة الوحيدة التي في يدها، وهي المخطوفون المتبقون البالغ عددهم 79، منهم نحو نصفهم على قيد الحياة (ومنهم 24 ينتظرون المرحلة الثانية بما في ذلك أربعة جنود) كي تمنع استئناف القتال وأساساً إبعادها عن القطاع – الفعل الذي يشهد على هزيمتها المطلقة.

بضعة حلول للمعضلة

على جدول الأعمال بضعة حلول للمعضلة: أحدها سبق أن عرض على حماس- نفي كبار رجالات المنظمة من القطاع ومعهم جزء من القوة القتالية “النظامية” إلى دولة كالجزائر، وإعطاء حصانة في البلاد المضيفة. عندها يفترض أن تسلم حماس سلاحها. حماس الخارج لم تستبعد مبدئياً؛ أما حماس الداخل، أي محمد السنوار، فقد رفض رفضاً قاطعاً. الثاني – الحل العسكري، والعودة إلى القتال لتحرير مزيد من المختطفين بالضغط العسكري، لكن مع هدف محدد يتمثل بتصفية قيادة حماس وقوتها العسكرية. النواقص، تخوف شديد على حياة المخطوفين المتبقين، وقتال شديد قوي باهظ الثمن وطويل المدى سيركز فيه الجيش الإسرائيلي قسماً مهماً من قوته والحاجة إلى الحرص على احتياجات السكان المدنيين الغزيين.

أفضل العقول في إسرائيل والولايات المتحدة – وهذا ليس كليشيهاً، تنكب على حلول خارج الصندوق. بضعة اقتراحات موضوعة على طاولة نتنياهو وترامب، وألمح بها الرئيس الأمريكي في تصريحاته بشأن نقل مؤقت لمئات آلاف الغزيين إلى دول أخرى في زمن الإعمار. الخط الرابط بين معظم الاقتراحات هو جدول زمني طويل. أي، العمل على تحرير المخطوفين قبل نزع سلاح حماس، ثم إخراج حماس من المعادلة.

وعلمت “إسرائيل اليوم” عن اقتراح آخر يتحدث عن مرحلة أولى موسعة من الصفقة؛ أي تحرير مجموعة مخطوفين آخرين لمواصلة المفاوضات ووقف النار، وبالتوازي نقل قسم من الإدارة المدنية والمساعدات الإنسانية إلى أياد دولية.

هنا ستكون إسرائيل مطالبة بمزيد من التنازلات، مثل تحرير مخربين من النوع الوحشي والنازف للدم، وعلى ما يبدو ستكون مستعدة لذلك لإعادة المخطوفين الأحياء. في أثناء هذه المرحلة، سيكون تركيز جهد دبلوماسي وغيره على قيادة حماس في ظل تهديد ملموس في أنهم إذا رفضوا، ستخرج إسرائيل إلى خطوة عسكرية قوية مع إسناد كامل من الولايات المتحدة، مع وقف المساعدات وتشديدات أخرى.

تشكك إسرائيل في الحلول، والتقدير: ثمة حاجة للجيش وللمستوى السياسي إلى عملية عسكرية واسعة أخرى لتنفيذ القضاء على حماس. هذا هو المزاج كما سمع في مكتبي رئيس الوزراء والوزير رون ديرمر، وفي تقديرات الجيش و”الشاباك”.

تغيير “عميق وجوهري” في السلطة الفلسطينية

هناك مواضيع أخرى في اللقاء في البيت الأبيض – اتفاق مع السعودية، الذي من المتوقع أن يتحقق بعد انتهاء الحرب، إلى جانب صياغة بند يعنى باستئناف المفاوضات لحل سياسي مع الفلسطينيين. هنا يقول لي المصدر السعودي إنه واضح للجميع أن الحديث يدور عن خطوة للمدى البعيد، وأن السلطة الفلسطينية، التي تواجه بنقد حاد من دول الخليج بسبب الفساد وانعدام القدرة على الحكم، تحتاج إلى تغيير عميق وجوهري. لكنه يضيف: “على إسرائيل أن تعطي موافقة على تحريك المسيرة مع إرادة والتزام للوصول إلى الحل السياسي الصحيح الذي يضمن أمنها والتطلعات إلى تقرير المصير. “في النهاية، هناك حاجة لأفق نحو دولة فلسطينية، وإلا فسيستمر النزاع إلى الأبد”، هكذا حسب الناطق السعودي.

في مسألة إيران يبدو أنه متوقع أن تهاجم إسرائيل بنفسها وليس الولايات المتحدة حين يتضح أن مثل هذا الهجوم سيحظى بإسناد كامل في واشنطن.

 إسرائيل اليوم 2/2/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب