مقالات

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا بقلم مروان سلطان- فلسطين 🇵🇸 

بقلم مروان سلطان- فلسطين 🇵🇸 

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

بقلم مروان سلطان- فلسطين 🇵🇸 

 

 

4.2.2025

————————————-

لانكم لا تفهمون معنى اشخاص ، سنسميهم مستهلكين  هكذا بدئت حديثها رئيسة المكسيك ” كلوديا شينابوم” في خطابها الموجه الى الرئيس الامريكي ترامب، لانه صوت وقرر بناء الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. وقالت “هناك سبعة مليارات  شخص وراء هذا الجدار. من المهم قبل وضع اي طوبة ان تكتشفوا ان هناك خارج هذا الجدار سبعة مليارات شخص ، ولانكم لا تفهمون معنى شخص ، سنسميهم مستهلكين. واردفت قائلة ان هؤلاء في اقل من 42 ساعة مستعدين لاستبدال هواتفهم النقالة من نوع ايفون  الى اجهزة سامسونج، او هواي. واستبدال ماركة لافيز بماركة زارا…. . وسيارات شيفرليت وفورد بسيارات تويتا وغيرها من الصناعات. واسترسلت السيدة شينابوم لتقول اكتشفوا اين توجد عجائب العالم القديم والحديث، لتجيب انه لا توجد اي منها في الولايات المتحدة. واكدت ان المكسيك تعلم انه توجد ماركات مثل اديدس وليس فقط نايك الامريكية. واسترسلت قولها انهم اي المكسيكيون سوف يمكنهم البدء في استهلاك الاحذية المكسيكية “بانام”. وقالت انهم اي المكسيكيون يعلمون اكثر مما يعتقد الامريكان.

واسترسلت قائلة اذا لم يشتر سبعة مليارات مكسيكي مستهلك منتجاتهم سوف يكون هناك كساد وبطالة وانهيار في الاقتصاد. واختتمت قولها بانهم ارادوا الجدار وسيحصلون على الجدار..

نعم امراءة بالف رجل ، تعرف كيف تدافع عن مصالح شعبها ، هذا الخطاب يعني تماما ان هذه المراءة الحديدية تستطيع ان تلوي ذراع رئيس الولايات المتحدة، ليس كل المطالب والحقوق تنال بقوة السلاح، قوة العقل والحكمة كافية لتدرك المنال.  فالرئيس ترامب ومنذ اليوم الاول في البيت الابيض  بدء صفقاته التي يراها الانسب في ادارة العالم ليحقق مكاسبه ، هو سيدرك ان الدنيا ليست صفقات ، لان هناك اماني وتطلعات للشعوب ، فهو الذي ما فتئ بتوقيعاته بالاوامر والنواهي منذ استلام السلطة ، وتهديداته ومنحه وعطاياه. رجل جامح بتفكيره ولا يرى الا كم هي المكاسب التي يجنيها ويحصل عليها جراء تدخلاتها مع الدول في هذا العالم. لقد نصب نفسه ” شرطي العالم” من هنا عليكم المرور ومن هناك عليكم الخروج. الاستماع اليه اشبه بمسرحية تتلذذ بحضورها ليغمى عليك من كثرة الضحك. 

في حقلنا ، في وسطنا هنا وفي غمرة التعقيدات التي يمر بها هذا الوطن ، فقد اصابتنا فتواه التي ان صح القول فيها ذلك المثل ” خير ما منه خير ودخانه بيعمي العنين” ، فتارة يطل علينا بصفقة القرن ، واخرى بالتهجير. وتارة يريد قضم اجزاء من الاراضي الفلسطينية ليهديها الى اسرائيل كما فعل بموضوع القدس.

كل الذي يدور ويفعله ، هي وجهة نظر دينكوشتيه ، تعصف بها الرياح التي تحرك دولايب الطواحين. لكن التهديد الحقيقي ياتي عندما نتحدث عن اجراءات على الارض تهدد وجودنا وحضورنا. 

انه بالامكان وقف هذه المهاترات ، وبالامكان ان نحصل مساندة الشعوب المحبة للعدل  والسلام في العالم. دعونا نتحدث عن لغة المصالح التي ستؤرق كل مسؤول لا يهتم بمصالح دولته. وهكذا الامر هو مع الاحتلال الاسرائيلي ، لقد وصل حجم التداول الفلسطيني الاسرائيلي السنوي سبعة مليارات دولار، اذا حسمنا مليار ونصف الصادرات الى دولة الاحتلال فان حجم الاستيراد من اسرائيل السنوي يقدر 5.5 مليار دولار.  بمعنى اننا نشتري حتى احلامنا من الاحتلال. وهذه هي الرفاهية وهذا بمعنى لسنا نعيش تحت الاحتلال. نعم نريد ان نؤمن احتياجتنا الضرورية ، لكن هناك الكثير يمكننا الاستغناء عنه في ظل استمرار الاحتلال. 

 لسنا سوقا استهلاكية للمنتج الاسرائيلي ، طالما ان اسرائيل لا ترى مصالحنا وتقف حجر عثرة في طريقنا ، وهي تدير هذا الصراع وفقا لمصالحها وكما تريد . بمعنى ان السياسات الفلسطينية يجب ان تتلاقى مع المصالح الفلسطينية العليا في الوصول الى التحرر الوطني. ولا يجب ان يبقى هذا الاحتلال بدرجة سياحية سبعة  نجوم جاثم على صدر الشعب الفلسطيني. لماذا لا يفكر هذا الاحتلال بعدم تركنا وشاننا في ظل سوق رابح لمنتجاته ؟. نعم السوق الفلسطينية سوق استهلاكي رابح للانتاج الاسرائيلي. الاسرائيليون لا يرون فينا الى مستهلك ،  الامريكان لا يرون فينا الا مستهلك وليس من البشر لهم حقوق سياسية واجتماعية واقتصادية كما هي شعوب الارض ، ونحن هنا نتحدث عن سبعة ملايين فلسطيني.

هذا العالم لا يفهم القيم الانسانية، بل يقفوا متفرجين عندما تنصب المذابح للشعوب المقهورة، انهم يشغلوا انفسهم فقط لادارة الصراع ولا ينتبهون الى انهاء الصراع. ينتبهوا فقط كيف يمكن ان يبقوا الشعوب المقهورة والمحتلة تستجدي حقها، دون وقف للمجازر ، والابادة الجماعية، والتطهير العرقي. ولكنهم متى يستيقظوا عندما تتعرض مصالحهم لمخاطر وصناعتهم الى الكساد، فيهرعوا الى  تزويد الشعوب بمسكنات وحقن التخدير كلما تعرضت مصالحهم للمخاطر وهذا ما يحصل في كل مراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية حتى يوصلك الى مشروعهم في انهاء القضية الفلسطينية.

نعم يمكن ان نقول للاسرائيليين والامريكان وكل من يضع من قيمة الشعب الفلسطيني انهم ياخذوا الجدار ،  من حق الشعوب المقهورة وعلى راسها الشعب الفلسطيني ان ينال حرينه واستقلاله غير المنقوص .  يعملون اي شئ في سبيل استهلاك الشعوب ، ولا يبذلون قيد انملة في تعزيز الشعوب الاخرى لحريتها وكرامتها واستقلالها. هم قادرون ولكنهم لن يصادروا عزتنا وكرامتنا وامننا على هذه الارض.

هذا اقل الواجب ، في استعادة حقوقنا البدائل موجودة ويجب ان نضع حريتنا على الطاولة  لنكسب كرامتنا. نحن نعلم اكثر مما يعتقدون ، وهذه هي رسالتنا في الحصول على حقوقنا المشروعة وتقرير المصير.

يا محلى النصر بعون الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب