مِنَ المُستحيلِ تهجيرُ أهالي غزة..

مِنَ المُستحيلِ تهجيرُ أهالي غزة..
بقلم/ علي او عمو.
كاتب من المغرب.
اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، مُشيراً إلى "أنّه يريد من مصر
والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط"..
وخلال حديثه إلى الصحفيين ، أشار ترامب إلى "أنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، خاصة
وأن القطاع "مُدمَّر" بشكل تام وفي حالة فوضى عارمة، على حد تعبيره"..
• من هنا، يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل يستطيع "ترامب" تهجير فلسطينيّي غزة؟؟ لا و الله لن يقوَى على ذلك.
لقد خاضت إسرائيل حرباً أكثر همجيّة و وحشيّة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لمدة 15 شهراً، تكبّد خلالها
الكيان المُحتلّ خسائر فادحة، آلاف القتلى و آلاف الجرحى و آلاف المُصابين بالأمراض النفسية جرّاء الخوف و الهَلَع
بالإضافة إلى تدمير المئات من الدبابات و ناقلات الجند و الجرّافات، و أخيراً أذْعَن لإجراء مفاوضات مع حماس لإنهاء
الحرب لأنّ قوات الكيان فشِلت في الحرب و لم تستطِع حسْمَها، أمام بسالَة المُقاوَمة و حنكتها و بَراعتِها في القِتال، كلّ
ما حقَّته إسرائيل هو إبادة المدنيّين الأبرياء العزّل و تدمير المباني و المشافي و المدارس و غيرها من البنية التحتية
للقطاع و منع دخول المساعدات الدولية من أجل تجويع ما بَقيَ حيّاً من الغزَّوين و إجبارهم على النزوح و الهجرة، و
لكنّ الكيان الغاشم لم ينجَح في إضعاف الحاضنة الشعبيّة للمُقاوَمة، و لم يزِد ذلك إلّا إصراراً للشعب للتمَسُّك بأرضِه و
وَطنِه…
• كيف يُمكن للرئيس الأمريكي مُساندة إسرائيل في القضاء على حركة حماس و تهجير المواطنين؟؟ هل ستتدخَّل أمريكا
بجيشها في غزة من أجل تحقيق ما لم تستطِع إسرائيل تحقيقَه؟..
• التدخّل عسكريّاً من قبل أمريكا في القطاع من باب المستحيلات، فقد سبق لأمريكا أن خاضت حروباً في أفغانستان و
العراق و في الصومال و غيرها، و خرجت من هذه الحروب مُنهزِمةً شرّ هزيمة دون أنْ تُحقِّق أيّ هدفٍ من أهدافها
التي سطَّرتها و خطَّطت لها..
• الجيش الإسرائيليّ جيشٌ جبان استسلَم أمام فصائل المقاومة و لم يقوَ على هزمِها، و لن يستطيع العودة إلى الحرب
ثانيةً من أجل تهجير الشعب الذي صمَدَ لأكثر من 15 شهراً و في مقدوره الصمود لأكثر من ذلك.. ما يقوله ترامب
هُراء و تصريحات فارغة، فما هي خطّته لتهجير أهالي غزة من أرضهم؟؟ ليست لديه أية خطة حقيقة و صادقة، فهو
يكذب على الجمهور الإسرائيلي و يضحك على دقون الأغبياء فقط و يُهدّئ من روْع الجناح المُتطرِّف في حكومة الكيان
الإسرائيلي الذي ينتظر من ترامب مساعدته للتخلُّص من المقاومة الفلسطينيّة التي تَقُضُّ مَضجعه، و نافلة القول : أنه
لا أمْنَ و لا استقرار للصّهايِنة إلّا بالاعتراف بالدولة الفلسطينيّة كدولة مُستقلّة حرّة و ذات سيادة و عاصمتها القدس
الشريف..
• و ما شاهدناه و نُشاهدُه منذ الاثنين 27 يناير2025 من عودة جحافل المُهجّرين الفلسطينيين إلى بيوتهم المُهدَّمَة
شمال القطاع إلّا دليل واضح على أنّ تهجير الفلسطينيّين خارج وَطنهم إلى مصر و الأردن الذي جاء في تصريح
الرئيس الأمريكيّ أمر مستحيل و غير قابل للتطبيق و أنّ ترامب يحلم، و كلامُه يثير السخريّةَ، ألا يخجل رئيس أكبر
دولة في العالم من نفسه أنْ يُرَوِّجَ للأكاذيب أمام الرأي العام الأمريكيّ و العالميّ..
• و الله لو خاضت إسرائيل و أمريكا و الغرب مُجتمِعةً حرباً طويلة مع المقاومة ما انتصرت عليها، لأنّ التاريخ علّمنا
أن المُدافع عن حقّه المشروع لم ينهزم قطّ.. و أنّ تاريخ الفلسطينيّين حافل بالبطولات، فمنذ احتلال أراضيهم عام
١٩٤٨ و هم يُناضلون و يُكافحون و يُقاوِمون الاحتلال بما أوتوا من قوة من أجل تحرير أرضهم المسلوبة..
فما دام الاحتلال قائماً فإنّ الفلسطينيّين مُستعدّون للمُقاومة بعزيمة قويّة و إرادة مَتينة لن يكلّوا و لن يملّوا حتى إجلاء