مقالات
ماذا ينتظر اللبنانيون من حكومة العهد الجديد ، قراءة اولية ! بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان –
بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان -

ماذا ينتظر اللبنانيون من حكومة العهد الجديد ، قراءة اولية !
بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان –
على إيقاع التكليف والتأليف والكلمات عالية السقف من العتب والزعل و”تمنين” الرئيس المكلف بتسميته وكل من تناول الحكومة الجديدة بالسلب والإيجاب قبل التشكيل بما تسرّب من اسماء ، وبعده على ما رست عليه ، في هذا المقلب والمقلب الآخر سواء ممّن تأبطه الخوف والقلق من هذا المُوَزَّر وذاك ، او ممّن توسم الخير والإيجابية بانتخاب رئيس ٍ جديد للبلاد وتكليف رئيس حكومة نظيف الكف لا غبار على تاريخه وسيرته الذاتية حيث توزعت الأولويات المطلوبة من الحكومة الجديدة لناحية الإصلاحات السياسية والقضائية إلى المال والاقتصاد إلى تطبيق القرار ١٧٠١ ووقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني وغير ذلك ، فإن الثقة هي الطريق المستقيم ليصدّق المواطن ما تقدم وتعني باختصارٍ شديد ودون مواربة : ان يستعيد ثقته بالدولة لانها هي المفتاح وهي الاساس ليعود إلى كنف دولته ومقولة اجداده ( نيّال من له مرقد عنزة في لبنان )، التي يترحّم عليها اليوم ، وهو الذي يبحث عن ظل شجرة اقتُلِعَت وحائطٍ لم يسلم من الهدم ليحتمي بهما بعد ان باع الارض والعنزة وما فوقه وتحته ليوفر سبيلاً آمناً لاولاده نحو الخارج”يستثمر”في دراستهم و اعمالهم هناك بعد ان عُدِمَ في البلد اي استثمار داخلي وهو يتدحرج إلى القاع وباتت الأدمغة الواعدة والكفاءات الشابة من ابنائه احد اهم ادوات صادراته ،وربما الوحيدة ، إلى الخارج .
هي الثقة اولاً واخيراً والتي لا تخلو جملة مفيدة على لسان رئيسي الجمهورية والحكومة إلا ويتناولاها سواء لثقة الشعب بدولته من جديد او باستعادة جسور الثقة مع الأشقاء العرب والعالم ، ولا يمكن لدولة ان تستعيد أبناءها دون هذه الثقة بعد طول ابتعاد وضياع ، كي لا تُباع وتشترى في ظل تاجر ٍفاجر يتوسع ثراءً بين كل ليلةٍ ونهار ويقول : هذا من فضل ربي ،
اومن مُتاجِر في صحة البشر تعلو طوابق مستشفاه الواحد فوق الآخَر ويطلع على الرإي العام مطالباً الدولة بالتعويض عليه اكراماً ل”انسانيته” التي دفعته إلى تفضيل امتصاص دماء شعبه على دماء الغرباء في الخارج ،
او مِمَّن يدّعي الغيرة على العِلم وترى ان جُلّ همّه ضرب التعليم الرسمي ومحاربته بينما فروع التعليم الخاص تنمو كالفطر على طول مساحة البلد ،
دون ان نستثني سماسرة العقارات الذين لم يتركوا مستأجراً قديماً إلا وَسَعُوا إلى رميه في الشارع لمصلحة حيتان المال التي لا تتورع عن مصادرة الاخضر واليابس في البلد ،
اما ذاك الذي يتحكّم بالكهرباء ويعدنا بزيادة الساعة والساعتين في اليوم فلا يمكن وصفه سوى بالكذّاب عن سابق تصوّر وتصميم منذ ان وعدتنا مرجعيته بالكهرباء ٢٤/٢٤ وتحولت إلى العتمة الشاملة في الليل والنهار ،
إلى المصرف الذي يمدُّ في صلاحياته ليسرق المودعين متجاوزاً كل حرامية البلد ولصوصها بأشواط وأشواط بما في ذلك الاستقواء على الدولة وقضائها .
ان الثلاثية المطلوبة للبناء الوطني للدولة والمتمثلة باستقلال القضاء وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية واعادة النظر بالقانون الانتخابي المعمول به كما ورد في قراءة رفيقنا الاستاذ حسن بيان لخطاب القسم للرئيس جوزيف عون في المجلس النيابي ، لهي من اشد ما هو مطلوب في المرحلة الراهنة غير انه يجب ان يواكبها خطوات عملية لتحريك عجلة الحياة واهمها سد الشواغر في الادارة ومختلف مؤسسات الدولة ومعالجة معضلة الودائع المسروقة لدى المصارف وحصول المودع على ما يكفيه من مصاريف شهرية ولو بالحدود الدنيا ضمن جدول زمني غير بعيد يطمئنه للأشهر والسنين القادمة ، إلى البدء في معالجة سريعة لازمة الكهرباء تضعها على السكة الصح لِما تشكّل المولّدات من أعباء مالية وبيئية على الناس ووضع حد للفلتان الامني وأعمال القتل والسرقة والنهب الحاصلة في وضح النهار و ترسيخ الاستقرار المطلوب اقتصادياً واجتماعياً. لممارسة العهد الجديد وحكومته الاولى مهامهما بكل ديناميكية وأريحية لا يمكن دونهما لعجلة الحكم ان تدور وأمامها تدبُّر شؤون من نزحوا عن قراهم وبلداتهم وإكمال انسحاب العدو الصهيوني واعادة إعمار ما تهدّم دون ان نغفل ان موعد الانتخابات البلدية والاختيارية على الابواب كمحطة اولى للبدء في ورشة الإنماء المحلي للمدن والقرى وان العمر المفترض للحكومة العتيدة مرهون بإجراء الانتخابات النيابية ربيع العام القادم وما يُنتَظَر منها من رسم خارطة جديدة للمجلس النيابي المنبثق عنها ومدى انسجامه مع الواقع السياسي الجديد الذي يعلّق اللبنانيون عليه الآمال بعد طول انتظار .
وهنا لا بد من التذكير ان العماد ميشال عون عندما انتُخب رئيساً للجمهورية خريف العام ٢٠١٦ ، لم يشأ ان يسمّي حكومته الاولى بحكومة العهد معوّلاً على انتخابات نيابية ستجري بعد عام ونصف العام ستُنتِج مجلساً جديداً رأى حينذاك انه سيقُلع به لتحقيق أفكاره ومشاريعه وما كان اكثرها إلى ان تحول عهده إلى الفشل والإيقاع الجهنمي بعدما برّر عجزه على مواجهتها بعبارة”ما خلّونا”، وما أشبه اليوم بالأمس والمسافة الزمنية متقاربة ايضاً بين العهد الجديد والاستحقاق النيابي المقبل ، فهل تتكرر التجربة مع الجديد فيعاود بدوره ما قاله القديم ام ان سيف الإنقاذ والإصلاح والتغيير الحقيقي قادمُ لا محالة وخطاب القسم اُعِدّ ليتحقق لا ليكون مجرد كلام انشائي على ورق وكما قال عنه الرئيس الجديد : كُتِبَ ليُنَفّذ ، وهذا ما يحتِّم ان يكون مدعاة اطمئنان لا قلق