ترامب و أحلام اليقَظَة..

ترامب و أحلام اليقَظَة..
بقلم علي او عمو.
كاتب من المغرب.
ترامب غارقٌ في أحلام اليَقظَة،الرجل يريد إجلاء الفلسطينيّين من أرضهم المحتلة، هذا هُراء و كِذْبة ضمن جُملة أكاذيبه
التي لا يُمكن تصديقُها، لقد قال بأنّه يريد شرق أوسط مستقرّ و دون حروب و لا نزاعات، و لا يُدرك أنّ تصريحه حول إخلاء
الغزّاويين من القطاع هو إشعال لنيران الحرب في المنطقة لكوْن القضية الفلسطينيّة
هي محور قضايا دول المنطقة، ما لم تُحلّ هذه المُشكلة، فلن يكُونَ هناك أيّ استقرار و لا سلام.. لا يفهم الرئيس
الأمريكي أنّ الفلسطينيّين مُتشبِّثون بوطنهم و لن يرتاح لهم بال حتّى تحريره من براثِن الاحتلال الغاصب، ذلك أنّ
القضية قد مرّت عليها أكثر من سبعة عقود و لم تستطِع إسرائيل إخماد نار المُقاوَمة و لم تَقوَ على إخلاء فلسطين من
أبنائها الذين ضحّوْا بأرواحهم في سبيل العزّة و لم يتوانَوْا لحظةً واحدة في الدفاع عن أرضهم و وطنهم أمام غطرسة و
جبروت إسرائيل التي تَتَهرّب من الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة، رغم صدور العديد من القرارات الأمميّة التي تُقرّ بحقّ
الفلسطينيّين في تقرير مصيرهم و إقامة دولتهم المستقلة ذات سيادة..
فقد اعتمدت الأمم المتحدة قرار يحمل رقم 3236 في 22 نوفمبر 1974 بموافقة 89 صوتاً مقابل رفض 8 وامتناع
37، ويحمل هذا القرار عنوان "حقوق الشعب الفلسطيني" و هو يؤكد الحقوق الثابتة للشعب الفلسطينيّ. في تقرير
مصيره و الاستقلال والسيادة على أرضه دون أيّ تدخُّل أجنبيّ..
لم يُدرك ترامب جيّداً أنّ المقاومة الفلسطينيّة مبنية على عقيدة ثابته و لا يمْكن لأحد زعزعتَها ألا و هي مُقاومة المحتلّ
الغاصب إلى حين خروجه من أراضٍ احتلَّها لعقود.. ترامب جاهل للعقيدة التي جُبل عليها أهالي فلسطين تلك العقيدة
الراسخة في أذهانهم و التي يستحيل أن يَحيدوا عنها قيْدَ أُنْمُلةٍ، إنها العقيدة الإسلامية التي توجِب على المُسلِم الجهاد
في سبيل الله في الدفاع عن حقوقه المشروعة بمقارعة العدوّ حتّى استرجاعها، لا يمكن لترامب و لا لغيره محو هذه
العقيدة المُتجذِّرة في نفس كل فلسطينيّ، فالفلسطينيّ مُجاهد مُقاوِم في سبيل الدود عن وطنه و لا يخشى الموت، فهو
يعتبر الموت في سبيل تحرير أرضه شهادة يرقى من خلالها إلى ربّه و هو راضٍ عنه و إذا قَتَل عدوّه فقد ينال جزاءه
عند خالقه..
لقد خاض الكيان الإسرائيلي حروبا طويلة و مريرة مع الفلسطينيّين منذ عام ١٩٤٨ و لم يستسلم فيها قطّ، و باتت
قضيتُه ثابتة تتوارثُها الأجيال دون إحراز الكيان المُحتلّ الغاشم أيّ انتصار فيها رغم ما يمتلكه من أسلحة حديثة و
جيش جرّار و رغم وقوف الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربيّة إلى جانبِه بمَدّه بالأموال الطائلة و بالأعتِدة
العسكرية التي يحتاج إليها..