مقالات
التيار القومي العربي والبحث عن النضال الواجهي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريه-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريه-

التيار القومي العربي والبحث عن النضال الواجهي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريه-
عرف البعث خلال تاريخه بالاعتماد في نضاله على العمل الواجهي،ونجح في هذه المهمة،وأثمرت هذه النجاحات من الظفر بمرافقة الشا رع العربي في نضاله،كان ذلك خلال عقد الأربعينات والخمسينات من الألفية الثانية.وتعينت هذه النضالات في عواصم عربية عدة،أذكرها حسب تدرج اسمها،في النضال وقيادتها للشارع العربي،ومواجهة المؤامرات والأحلاف المعادية لمعركة المصير العربي.فكانت دمشق ثم بيروت فبغداد فعمان .
والعمل الواجهي الذي اعتمده حزب البعث،كان متعدد العناوين والأسماء والمهام،مثل الجبهات ،وعناوين نضالية
متغيرة تطرحها الأحداث والمعطيات على الساحة القطرية والقومية،والنوادي،والجمعيات والتجمعات الشبابية،والنقابات لامكانة في هذه المداخلة-المقاربة للأمثلة،فتاريخ البعث في صفحاته غنى بالأمثلة عن نجاحات العمل الواجهي،للبعث والأغنى أنها أثمرت عن إفشال حلف بغداد في مهامه المعاديةً لمعركة المستقبل العربي.
فمن ينسى في تاريخنا العربي ،عروسة العمل الواجهي آنذاك،وزارة النابلسي التي أحدثت نقلة نوعية في النضال ومن ينسى سقوط مشروع آيزنهاور .
وعن سؤال هل يمكن الآن اعتماد العمل الواجهي،من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي،وماهي مسوغاته على الساحةالسورية؟
من يضع في ناظره يوم الثامن من آذار،وماحمل من ضربات موجعة للبعث،وخاصة في أعقاب المؤامرة المركبة على البعث والمتمثلة في حركة شباط،وماقدمت من أمثلة عن ا الجرائم التي ارتكبت في حق البعث ومناضليه،وما تلاه في أعقاب إنقلاب الأسد،الشريك الرئيس في المؤامرة الشباطية،من جرائم وحكم مليشياوي، وشراء ضمائر واغتيالات،وخطف وفساد أخلاقي وسياسي وقضائي،وتدمير مدن،وتسريح ضباط
ومعتقلات،حتى أصبح القطر السوري يعيش في غابة لاحرمة فيها للمعاني الوطنية والأخلاقية والعقائدية و……إلخ وهذه التعينات البنائية والسياسية والثقافية في الحياة السورية التي تراكمت من شباط،عام1966،وحتى مطلع كانون الأول عام 2024،فأساءت لسمعة البعث لأنها أتت تحت اسمه وعناوينه
في الوحدة والحرية والاشتراكية،هذه العناوين التي غرسها حكم آل الأسد بدم الشعب العربي السوري.
فصار المطلوب من البعث التاريخيّ الذي لاقى من هذا النظام ما لاقته قوى المعارضة السورية الجادة،أعظمها وأخطرها،أن تشارك عصابات الأسد النظام الإيراني الفارسي،في حربه ضد العراق،تلك الحرب التي حملت عنوان تصدير الثورة الصفوية “الإسلامية ” إلى الوطن العربي.
نقول صار المطلوب من البعث التاريخي،البحث الجاد عن العمل الواجهي في نضاله في سورية اليوم.
ًوقد رأيت،على سبيل المناقشة وأخذ الرأي أن يناضل البعث تحت إسم:” الصداميون العرب-حركة الطليعة العربية.وذلك ما لاسم الرفيق الشهيد صدام حسين من شعبية غير مسبوقة في الشارع السوري،مثل صوره التي تظهر في كل المدن السورية،وعناوين صداميّة أخرى.
فهل ترى قواعد البعث في هذه المداخلة-المقاربة العناوين المطلوبة للنضال في الشارع العربي السوري،في سياق البحث عن بدائل نضالية يرى فيها المواطن العربي السوري نفسه وتاريخه،يوم كان أحد المؤسسين لحزب البعث العربي الاشتراكي أكرم الحوراني رئيساً لمجلس النواب،ويوم كانت حماه تعد محافظة البعث،حيث نجحت فيها قائمة البعث الخضراء بكامل أعضائها.
ذكر فإن التاريخ لاينسى هذه الصفحات المشرقة من تاريخ البعث العربي الاشتراكي.
د-عزالدين حسن الدياب.