حالة تأهب عالية في إسرائيل قبيل دفعة التحرير الرابعة المتوقعة لثلاثة من المخطوفين الإسرائيليين في غزة. حماس ملتزمة بتنفيذ التحرير حتى الساعة 12 ظهراً، وفقاً لإنذار الرئيس ترامب. أما جهاز الأمن فيستعد بالتوازي لإمكانية انهيار وقف النار واستئناف القتال.
تشدد حماس على استعدادها لاستئناف تحرير المخطوفين إذا ما التزمت إسرائيل بتعهداتها. وحسب الناطق بلسان حماس، عبد اللطيف القنوع، هناك “مؤشرات إيجابية” على ذلك.
إسرائيل تترقب تلقي قائمة المخطوفين المرشحين للتحرير، وفقاً لبيان حماس عن إعادة الصفقة إلى مسارها. وحسب الاتفاق، حماس مطالبة برفع القائمة إلى الوسطاء في أثناء اليوم، فيما يتم التحرير نفسه يوم السبت.
معركة روايات
تنتظر إسرائيل أن تحرر حماس ستة مخطوفين آخرين مما سيؤدي إلى إتمام التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى في الصفقة. ومع ذلك، لم يتحقق بعد اتفاق رسمي بين الأطراف على ذلك. أمس، أجرى نتنياهو نقاشاً استغرق خمس ساعات في قيادة المنطقة الجنوبية لفحص خطط القتال الجديدة للجيش الإسرائيلي. وبالتوازي زار رئيس “الشاباك” رونين بار قطاع غزة وقدر الوضع ميدانياً.
جرّت الأزمة معركة روايات حادة بين الطرفين. فبينما تحدثت وسائل الإعلام العربية أمس عن بدء دخول الكرفانات والخيام إلى قطاع غزة، نرى إسرائيل تنفي، “لا يوجد إدخال كرفانات أو آليات ثقيلة إلى قطاع غزة، ولا يوجد تنسيق لذلك”، أوضح الناطق بلسان رئيس الوزراء د. عومر دوستري. وحسب تقارير في شبكة “القدس” الفلسطينية، دخلت القطاع أمس 801 شاحنة مساعدات – العدد الأعلى منذ بداية وقف إطلاق النار.
الخلاف على العتاد الهندسي والكرفانات يرافق المفاوضات منذ بدايتها. حسب المنحى الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني، وافقت إسرائيل على السماح بدخول عتاد هندسي ثقيل إلى القطاع. أما عملياً، فهناك خوف من وصول هذا العتاد إلى حماس. وادعى الناطق بلسان المنظمة طاهر النونو، بأن “إسرائيل تحاول إضاعة الوقت” وشدد على “الحاجة لضمان دخول الكرفانات، والخيام، والعتاد لإخلاء الأنقاض وكل ما يلزم لمواصلة دائرة الحياة”.

الكرفانات ستنتظر
عاصفة ثارت حول عدد الكرفانات التي يفترض أن تدخل إلى القطاع. وأوضحت مصادر رسمية بأن ما ذكره بن غفير من عدد 60 ألف كرفان ليس حقيقياً، وأن حماس طلبت جلب مواد بناء بحجم موازٍ لبناء الكرفانات. وهو طلب رفض على خلفية معارضة الإعمار قبل مغادرة حماس.
حركة “احتياطيون – جيل النصر” هاجمت وقالت: الرئيس الأمريكي يتجاوز حكومة إسرائيل من اليمين. حان الوقت لتوقف الحكومة مسيرة السخافة المتمثلة بإدخال ذخيرة “إنسانية” ومواد بناء في ظل نفي كاذب”. وثمة خلاف آخر ثار حول المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة. الناطق بلسان رئيس الحكومة، نفى ما قاله رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي أدلشتاين، عن وجود مباحثات في الموضوع، وشدد: إسرائيل لا تجري حالياً مفاوضات على المرحلة الثانية. تصر إسرائيل على عدم استئناف المفاوضات إلى أن يعود المخطوفون يوم السبت.
“سنرد على الخروقات”
وفد حماس، برئاسة خليل الحية، أجرى محادثات مكثفة مع الوسطاء في الأيام الأخيرة، بما في ذلك لقاءات في القاهرة مع رئيس المخابرات المصري حسن راشد، ومكالمات هاتفية مع رئيس وزراء قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. وحسب بيان المنظمة، “تميزت المحادثات بروح إيجابية، ووعد الوسطاء بإزالة كل عائق”.
وفقاً للمنحى الأصلي الموقع، تعهدت إسرائيل مقابل تحرير المخطوفين بسلسلة خطوات، بينها الانسحاب من نقاط سيطرة استراتيجية في غزة، وفتح معبر رفح لخروج جرحى إلى مصر، والسماح بعودة فلسطينيين من الجنوب إلى الشمال. معبر رفح يعمل اليوم بإدارة سكان القطاع ممن حصلوا على إذن من “الشاباك”، بمشاركة قوات السلطة الفلسطينية – خطوة اصطدمت بمعارضة نتنياهو ولا تزال تجري عملياً.
شددت حماس على أنها “غير معنية بانهيار وقف إطلاق النار”، لكنها تطالب “بتنفيذ كامل لكل بنود الاتفاق”.
هذا ويواصل جهاز الأمن المتابعة عن كثب للتغييرات في الميدان، ويستعد لكل سيناريو. وقال مصدر أمني كبير أمس، إنه “رغم الأزمة والقلق، الوضع أفضل من الماضي”. ومع ذلك، شدد على أن “إسرائيل سترد بشدة على كل خرق للاتفاق”.
وقال الناطق بلسان “الشاباك” تعقيباً على زيارة رئيس الجهاز في غزة “إنه أجري تقويم للوضع في الميدان إلى جانب جهود لإتمام تنفيذ الدفعات، القوات في الميدان في مستوى جاهزي عالٍ للتصدي لسيناريوهات مختلفة بما في ذلك التصعيد الأمني”.
شيريت افيتان كوهن وآخرون
إسرائيل اليوم 14/2/2025