الصحافه

في سؤال “الخطة المصرية”.. لماذا اختار ترامب السعودية مكاناً للقائه مع بوتين؟

في سؤال “الخطة المصرية”.. لماذا اختار ترامب السعودية مكاناً للقائه مع بوتين؟

تسفي برئيل

المتحدث بلسان حماس، عبد اللطيف القانوع، قال أمس إن تنفيذ النبضة الحالية التي أطلق فيها سراح يئير هورن وساغي ديكل حن وساشا تروبنوف، تحقق بعد أن “حصلت حماس على ضمانات بتمسك إسرائيل ببنود الاتفاق”، وأضاف أن حماس تنتظر “بدء الاحتلال في تطبيق البروتوكول الإنساني استناداً إلى تعهد دول الوساطة بضمان ذلك. لكنها ضمانات متفق عليها قبل التوقيع على الاتفاق، وهي التي ضمنت تطبيقه حتى قبل حدوث الدراما الأخيرة التي أعلنت فيها حماس عن تأجيل العملية، ثم تراجعت. تطرق القانوع بالأساس إلى بنود البروتوكول الذي أرفق باتفاق وقف إطلاق النار، الذي يجب على إسرائيل وفقه في المرحلة الأولى السماح بإدخال 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل ومعدات ثقيلة لإخلاء الأنقاض، إضافة إلى الوقود والمياه. وكان يجب بدء عملية الإعمار الأولية لشبكة الكهرباء والمياه والاتصالات والصحة، بالتنسيق مع قطر ومصر وبإشراف الأمم المتحدة.

التقدير أن إسرائيل سمحت حتى الآن بإدخال حوالي 20 – 30 ألف خيمة فقط، ولم يتم إدخال أي بيت متنقل أو معدات هندسية. جزء كبير من هذه المعدات ينتظر الآن قرب الحدود مع غزة، وبقي الآن الانتظار ورؤية هل ومتى ستدخل إلى القطاع. حسب تقارير لمنظمات إغاثة، ستخدم هذه الخيام 580 ألف شخص عادوا من جنوب القطاع إلى الشمال منذ 19 كانون الثاني (بينهم 56 ألف شخص عادوا من الشمال إلى جنوب القطاع عقب مشاهد الدمار التي شاهدوها). هل يتطرق القانون إلى ضمانات ووعود جديدة، وكيف ستقف أمام تهديد الترانسفير؟

وضع كمية كبيرة جداً من المباني المتنقلة والخيام والبدء في أعمال إعادة الإعمار، إضافة إلى أن مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء، ستمكن السكان الذين عادوا إلى شمال القطاع من البقاء فيه… كلها ستشكل سوراً وقائياً أمام إعادة طردهم، وإفشال خطة ترامب للترانسفير.

أمام هذا السيناريو، من الأفضل التذكر بأن إسرائيل وافقت على هذه الشروط التي تعد جزءاً لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار. أمام الادعاء القائل بأن تركز السكان في شمال القطاع سيثبتهم، ها هو جهاز الأمن في إسرائيل أوضح بأن “إعادة تركز السكان في شمال القطاع لن تمنع “إعادة الطرد” بما يشبه نقل السكان الذي نفذته إسرائيل عدة مرات، سواء من الشمال إلى الجنوب أو داخل مناطق الجنوب، بما في ذلك المناطق التي أعلن عنها بأنها مناطق آمنة للسكان.

مثلما لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ تعهداتها حتى الآن، فربما تخرقها أيضاً بعد تسلم التعهدات الجديدة التي لم يتم تفصيلها

هذه الاحتمالية لا تغيب عن أعين حماس. ومثلما لم تلتزم إسرائيل، حسب ادعائها، بتنفيذ تعهداتها حتى الآن، فربما تخرقها أيضاً بعد تسلم التعهدات الجديدة التي لم يتم تفصيلها. في هذه المرحلة، من غير المعروف إذا كانت الولايات المتحدة مشاركة في هذه التعهدات بعد أن أوضح ترامب بأنه سيؤيد أي عملية تقررها إسرائيل. بناء على ذلك، يبدو أن حماس تعطي أهمية كبيرة ليس فقط لإعادة تركز السكان في شمال القطاع، الذي قد يتضح أنه مؤقت، بل لديناميكية أن هذه العملية ربما تنشأ، وعامل الزمن الذي سيمنح دولة الوساطة والدول العربية الأخرى التوصل إلى تفاهمات حول خطة لإدارة غزة، التي يحلق فوق رأسها تهديد ترامب.

لكن “الخطة العربية” أو “المسودة المصرية” مثلما عرفها الملك عبد الله، تصعب بلورتها. مبادئ هذه الخطة تستند إلى إقامة إدارة فلسطينية خاضعة للسلطة الفلسطينية، بدون مشاركة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى، بحيث تكون مسؤولة عن تنفيذ وتنسيق نشاطات إعادة الإعمار الأساسية، وتشغيل منظومات البنى التحتية الحيوية وتشغيل معبر رفح في الطرف الفلسطيني.

النتيجة أنه رغم الموقف العربي الموحد المعارض للترانسفير، فلا توجد خطة عمل قابلة للتنفيذ تقبلها إسرائيل والولايات المتحدة. هذا عائق سيحاول وزراء خارجية الدول الخمس الرائدة التغلب عليه – السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن – المتوقع اجتماعهم الخميس القادم في السعودية والإعداد للقمة العربية المتوقع عقدها في 27 شباط القادم، قبل يومين من موعد انتهاء المرحلة الأولى. في هذه العملية، أعد للسعودية دور رئيسي ربما يؤثر على قرارات ترامب، وربما حتى إزالة تهديد الترانسفير.

السعودية التي وعدت باستثمار حوالي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة في فترة ولاية ترامب، وتمتلك ورقة التطبيع مع إسرائيل، لم يخترها ترامب بالصدفة لتكون الدولة التي تستضيف لقاء القمة بينه وبين الرئيس الروسي فلادمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا. في هذا الأسبوع، ربما تصل مستويات عمل أمريكية وروسية إلى الرياض لبدء الاستعداد تمهيداً للقمة التي لم يحدد موعدها حتى الآن.

قد يكون للسعودية أيضاً دور مهم في الخطوات التي تخطط لها إدارة ترامب أمام إيران، خصوصاً إذا قررت الدفع قدماً بالمفاوضات من أجل صياغة اتفاق نووي جديد. كل ذلك يعطي السعودية أداة تأثير قوية تمنحها وزناً موازياً ضد خطط عمل إسرائيل في غزة.

هآرتس 16/2/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب