
العيد وساعة الصفر في السودان.
ايمن السيسي
يبدو أن هذا النهار (العيد ) لن تكون له قدسية كما لم يكن له عند فض اعتصام القيادة العامة ليلة العيد قبل الماضي ، ومن يعرف العقلية السودانية في الحرب جيدا يدرك أنها لا تكترث ولا تدرك عواقب التهور ، وأن الطقس الديني ليس له معنى عندهم رغم تدينهم الشديد مسلمين ومسيحيين ، ومن ليلة أمس بدء انتشار ” وحدة الاحتياطي المركزي ” التابعة للشرطة في شوارع الخرطوم ، وهي شرطة متخصصة في حرب المدن ، اضافة إلى سيطرة الجيش على كل الطرق القومية حول الخرطوم ، وقيامه بحشد ما يقرب من 70% من قواته التي استدعاها من الولايات و حاصر بها العاصمة السودانية تماما ، صحيح أنه قد استولى على معسكرات الدعم السريع في كل الولايات الحيوية مثل الأبيض وبور سودان والفاشر وأم درمان ولكن يبدو أن حميدتي يراهن على التحرك القبلي والدعم من الإمارات واثيوبيا وبعض القوى الإقليمية وعناصر “فاجنر” التي بدأت بدعمه ، ويتردد حديث حول وصول بعض من قادة فاجنر من بانجي ( إفريقيا الوسطى) إلى الخرطوم مؤخرا ، تسللا من أم درمان ومحاولة تنظيم وتوجيه أرتال قدمت إلى الخرطوم من كردفان – أكثر من 100 سيارة كروزر- ولكن تم ضربها في منطقة المويلح على أطراف أم درمان ، وكذلك الرتل الذي تم ضربه في منطقة ” المربعات ” والذي تم جمعه من المتناثرين ممن كانوا في معسكر الدعم السريع بمنطقة ” صالحة ” ، المصيبة أن الطرفين لن يقبلا بتفعيل الهدنة ، ولا شك أن الغلبة ستكون للجيش وهو ما يعني مزيدا من الدماء والجثث المتناثرة في مواقع وشوارع عديدة مثل “كرري ” وعند كوبري ” الحلفاية ” والتي بدأت تتعفن مما ينذر بكارثة بيئية في الخرطوم تضاف إلى كوارث انقطاع الكهرباء والمياه وخروج ما يقرب من ثلث المستشفيات في الخرطوم من الخدمة ، ولكن هل ستحسم اشتباكات العيد المعارك؟ لا أعتقد ، والسؤال : أين وزير الدفاع السوداني الفريق ابراهيم ياسين الذي لم ينبث ببنت شفة إلى الآن ؟ وكيف سينهي الجيش سيطرة الدعم على ربع الخرطوم تقريبا و إن كانت سيطرة تبادلية بينه وبين الجيش لساعات متوالية ؟ وهل سيستمر دعم الإمارات للميليشيات وهل سيقبل السودانيون هذا الدور الإماراتي والاثيوبي ؟ فالشعوب لا يمكن أن تقبل التنظيمات الميليشياوية ، وحميدتي ودعمه السريع تنظيم ميليشاوي قاتل ، و لشعب دارفور ثأر عنده والشعب السوداني في أغلبه رفض إرسال ابنائه كمرتزقة لصالح الإمارات في حربها على اليمن … و هناك تساؤلات وترقب عن موسى هلال وثأره عند حميدتي وتغيرات الموقف القبلي.
