اجتماعيات

نعي المناضل القومي الكبير الدكتور منير يعقوب ابراهيم البقاعين

من ترك اثرا لم يمت
ومن ترك امره لله أعطاه فوق ما يتمناه
نعم ايها الاخ الحبيب وصديق العمر
الدكتور منير يعقوب ابراهيم البقاعين
ابوانس
ولك من اسمك نصيب فالطيب من يحمل الاسم الطيب وصاحب الوجه المشرق وحسن الخلق والخليقة.
وقد اختارك الله ان تكون بجواره وتحت رعايته في ليلة القدر العظيمة واعياد الفصح المجيده وعيد الفطر السعيد وهذه منحة الهية وعطية ربانية يمنحها لمن يشاء من عباده ….ولنا في هذا درس وعبرة
ما اروعك يا منير وانت الطبيب القدير ومداوي الفدائيين والمحتاجين وطبيب من لا طبيب له .
التقيته عام ١٩٧٦ واثناء تجوالي على مواقع المدفعية في جبل لبنان وقرب بلدة كيفون وتحديدا في جامعها، حيث لفت نظري وجود عيادة طبية ميدانية كان طبيبها والمسؤول عنها ذلك الشاب الودود صاحب الخلق الرفيع الدكتور منير يعقوب البقاعين الذي درس الطب في العراق وجاء متطوعا لخدمة القضية الفلسطينية ايمانا منه بانها القضية المركزية والتحق بالهلال الاحمر الفلسطيني، لمست انسانيته من الوهلة الاولى حين كان يعالج الجرحى والمصابين من المدنيين والفدائيين من جراء القصف المدفعي الانعزالي للجبل ، رحب بنا ولم يتوقف الدكتور منير عن علاج مرضاه وتهدأة روعهم وزرع الطمأنينة في نفوسهم وبث روح الامل في شفائهم ولم يتوقف ايضا عن مجاملتنا وابداء استعداده وجاهزيته لتقديم الخدمات الطبية والاسعاف الميداني لمن يحتاج ذلك وكم كان لذلك اثرا طيبا وفيه كل الدعم المعنوي للمقاتلين والاهالي على حد سواء .
ساهمت اجواء المعارك بتعزيز علاقتنا ببعض حتى انه لم يخلو يوم من زيارتي له وزيارته لي حيث قيادة المدفعية على مقربة من عيادته في راس الجبل ، واصبح يعرف بالطبيب الفدائي لتواصله الدائم مع قواعد المقاتلين وفرسان المدفعية . واصبحت عيادة الدكتور منير صاحب المهمة الانسانية ابن الكرك والاردن وفلسطين وامته العربية وابن الهلال الاحمر الفلسطيني والخدمات الطبية العسكرية تشكل رافعة معنوية ورعاية طبية،
كان لمنير دورا انسانيا اخلاقيا ونضاليا وكل من عرفه عرف فيه الطيبة والشهامة وبشاشة الوجه وتواضعه وحبه للناس، ولن اخفي سرا لو قلت ان منير عالج المئات من المحتاجين ولم يأتوا اليه بل ذهب اليهم ، ليس وحده بل زوجته كذلك التي كانت في ذات حقله الطبي وزميلته وخير معاونة له تلك الشابة المناضلة ابنة صفد وفلسطين والاردن ولبنان سعاد الخطيب وتحمل ذات صفاته من حبها للناس وخدمتهم ، وفي عام ١٩٧٧ اصبحت زوجة له واصبح الثنائي منير وسعاد رفاقا دائمين في زياراتهم الميدانية للمقاتلين وشكلا ركنا للطمأنينة وحاضنة دافئة عززت معنوياتهم وحفزت ثقتهم بانفسهم. وتقديرا له وبناء على سيرته الطيبة ولصفاته الحميدة انتدبه الهلال الاحمر الفلسطيني ومنظمة التحرير للتخصص بالجراحة في برلين بالمانيا ، وقبيل سفرهما عام ١٩٧٩ رافقته لوداع الشهيد ابوعمار في مكتبه بحي الفاكهاني ببيروت، وبعد دقائق معدودة من خروجنا من المكتب واذ بالطائرات الاسرائيلية تقصف البنايات الملاصقة لبناية ابوعمار ، بعد تنفيذ عدة عمليات فدائية موجعة, لم يتوانى منير عن المشاركة في اسعاف الجرحى واخلاء الشهداء من جراء العدوان ولم يأبه لموعد سفره، وتحت غبار القصف التقينا شقيق منير طالب الهندسة جهاد بقاعين الذي كان يكمل تعليمه في الاتحاد السوفياتي وجاء لبيروت فدائيا متطوعا مع المئات من رفاقه الطلاب الجامعيين الذين التحقوا بالقواعد والذين شكلوا الرافد الاساسي للثورة وشريان الحياة فيها وفيما بعد قياداتها . انهى الدكتور منير تخصصه في جراحة الطب من المانيا عام ١٩٨٤ وعلى الفور كلفه الشهيد ابوعمار برئاسة البعثة الطبية الفلسطينية وسفير المهنة الانسانية في جيبوتي ومثل فلسطين بوعيه وحسن اخلاقه خير تمثيل وعالج المئات من اهالي جيبوتي والجاليات العربية وبنى وزوجته العلاقات الطيبة معهم ثم انتقل وعائلته الى الاردن عام ١٩٩٩ ، زار فلسطين (حيث حلم بالعيش فيها ) مرة واحدة كان لي شرف استضافته ومرافقته ، حرص خلالها منير على زيارة القدس والمقدسات وقطاع غزة وكل المحافظات الفلسطينية وزار ابوعمار والقيادة الفلسطينية وكل معارفه واصدقاءه ومن استطاع زيارته .
ما اروعك يا منير وانت رجل الوفاء تتذكر كل رفاقك ولم يثنيك المرض في السؤال عنهم واحدا واحد وتتفقد احوالهم وتسالني عن بلدة كيفون وجبل لبنان حيث كان لقاءنا الاول وحيث ايام عزنا وكرامتنا وايام الهمم التي تطال القمم.
لم يكتمل حلم منير باكمال مسيرته النضالية ومهمته الانسانية في فلسطين الحرة والقدس المحررة وعاد للاردن، وتقاعد الطبيب الرائد منير على مرتب الخدمات الطبية العسكرية الفلسطينية , لكنه لم يتقاعد من مهمته الانسانية وواصل عمله طبيبا ومديرا طبيا في المستشفيات الاردنية، الى ان توفاه الله يوم الاثنين ١٧نيسان ٢٠٢٣.
للمرحوم الدكتور منير يعقوب ابراهيم البقاعين في حياته سيرة حسنة وفي مماته الاثار الطيبة والذرية الصالحة والزوجه المخلصة رفيقة دربه ونضاله الفاضلة سعاد الخطيب والابناء البارين إناس وأنس وحنين والاحفاد على طريق اجدادهم المخلصين.
وسيبقى منير منارة مشعة ونموذجا يحتذى به للاجيال وعيا وصدق انتماء وشهامة وكبرياء.

وسيبقى مبضع منير شامخا بيننا ويداوي جراحنا

رحمه الله واكرم نزله والهم اهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان
انا لله وانا اليه راجعون

واصف عريقات
ابورعد
رفيق دربه
Enass m. Baqaeen
Micheal Baqaeen
Dr.abunada

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب