نتنياهو يخطط لتمديد المرحلة الأولى.. ماذا يقول ويتكوف؟

نتنياهو يخطط لتمديد المرحلة الأولى.. ماذا يقول ويتكوف؟
عاموس هرئيل
ردت إسرائيل على مناورات حماس في حربها النفسية التي تتبعها بشكل شديد؛ فقد تم تجميد إطلاق سراح الـ 602 أسير فلسطيني الذي كان مخططاً له مقابل تحرير ستة من المخطوفين الإسرائيليين. اتخذ القرار رداً على ما وصف في إعلان مكتب رئيس الحكومة نتنياهو بـ “خروقات متكررة من حماس، بما في ذلك المراسم المهينة لكرامة المخطوفين”. في الخلفية، كانت هناك أحداث أخرى، مثل توثيق إحضار مخطوفين لمشاهدة إطلاق سراح ثلاثة من أصدقائهم، وإعادة جثة امرأة فلسطينية بدل جثة شيري بيباس، وسلسلة تفجيرات حافلات في تل أبيب الكبرى مساء الخميس.
اتخذت إسرائيل قرارها كما نشر المراسل براك ربيد في موقع “اكسيوس”، بعد جلستي نقاشات. ففي الجلسة الأولى بمشاركة نتنياهو وكبار قادة جهاز الأمن، أوصى كبار قادة جهاز الأمن بالامتناع عن تأخير إطلاق سراح السجناء خوفاً من أن ترد حماس على ذلك بتأخير إعادة جثث المخطوفين الأربع في إطار المرحلة الأولى للصفقة، المخطط لها الخميس المقبل. وبعد ذلك، عقد نتنياهو جلسة مشاورات مع عدد قليل من الوزراء بدون إشراك المهنيين، قرر فيها تجميد إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
قدمت حماس شكوى لدول الوساطة، لكن إسرائيل ما زالت تقدر أنه يمكن حل الأزمة حتى الخميس
قدمت حماس شكوى لدول الوساطة، لكن إسرائيل ما زالت تقدر أنه يمكن حل الأزمة حتى الخميس. الصعوبة الكبيرة تكمن في ما سيأتي لاحقاً. سيبدأ الجيش الإسرائيلي السبت القادم، في إطار صفقة التبادل، في إخلاء محور فيلادلفيا، الخطوة التي يبدو أن نتنياهو غير معني بتنفيذها. ومن المؤكد أنه سيحاول تمديد المرحلة الأولى من خلال نبضات فرعية صغيرة لتحرير عدد قليل من المخطوفين مقابل بضع مئات من السجناء الفلسطينيين. تطمح إسرائيل إلى تبكير إطلاق سراح عدد من المخطوفين، الذين علم بأن حالتهم الصحية خطيرة. ستكون في الخلفية محاولة لتمديد وقف إطلاق النار في شهر رمضان الذي سيبدأ في نهاية الشهر أو بداية الشهر المقبل. هذا الأمر سيتم حسمه وفقاً لمواقف الإدارة الأمريكية.
ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، قال أمس لشبكة “سي.ان.ان” إن الإدارة الأمريكية تتوقع تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، ولكن يجب تمديد المرحلة الأولى من أجل ذلك. وقال ويتكوف أيضاً إنه سيصل إلى المنطقة بعد غد لمعالجة الأمر. “أعتقد أن لنتنياهو دوافع لتحرير المزيد من المخطوفين”، قال. “له خطوط حمراء، وهي عدم مشاركة حماس بالحكم في غزة. سيحاول الحصول على رد على الأمرين”. ثمة اختيار مهم للصياغة؛ فعندما يصف ويتكوف طلب نتنياهو بأنه رفض لإشراك حماس في الحكم، فهذا طلب يمكن لحماس التعايش معه بطريقة ما، خلافاً لوعود نتنياهو بالقضاء عليها وتفكيكها كلياً.
ادعاء إسرائيل بأن الخاطفين الفلسطينيين من أعضاء منظمة “سادة اليباب” قتلوا طفلي عائلة بيباس، كفير وأريئيل، هو ادعاء يعتمد على نتائج الفحص في معهد الطب الشرعي، وعلى المعلومات الاستخبارية. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري، نشر بياناً حول ذلك في نهاية الأسبوع بالتنسيق مع الأب يردين بيباس الذي عاد من الأسر. يقول جهاز الأمن إن الخطأ في إعادة جثة شيري بيباس نبع من خطأ لحماس، وحسب معرفتنا فإنه لم يكن جزءاً من مناورة متعمدة. قيادة حماس في القطاع أصيبت بالإحراج عندما كشف عن هذا الخلط، فأسرعت في إعادة الجثة الصحيحة. تم نقل ذلك الإعلان إلى قناة “الجزيرة”، المقربة من حماس، لتنقله إلى إسرائيل حتى قبل وصوله إلى دول الوساطة.
الحكومة والجيش ينشران الآن بيانات متشددة في موضوع الضفة الغربية، التي خرج منها -حسب الاشتباه- واضعو العبوات في الحافلات في مركز البلاد. بعد يومين على زيارة نتنياهو الخاطفة إلى طولكرم، أصدر وزير الدفاع إسرائيل كاتس بياناً تفاخر فيه بأن 40 ألف فلسطيني “تم إخلاؤهم حتى الآن” من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، وقال: “أصدرت تعليمات للجيش بالاستعداد لوجود طويل في المخيمات وعدم السماح بعودة سكانها وعودة الإرهاب للنمو”. وأعلن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي عن “تعزيز القوات في العملية، تشمل وحدات مشاة وسرية دبابات”. وتحمست مواقع وسائل الإعلام المتماهية مع اليمين من نشر الدبابات في المنطقة، “للمرة الأولى منذ عملية السور الواقي في 2002″، ولم يتوقفوا عند مسألة عدد دبابات السرية.
هآرتس 24/2/2025