مقالات
رؤية مستقبلية في بنية تكوين الجيش العربي السوري بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -
رؤية مستقبلية يتداخل فيها الماضي والحاضر والمستقبل في بنية تكوين الجيش العربي السوري
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
من الواقعية المنهجية عندما نقدم على معالجة أحد الموضوعات البنائية،نسبة للبناء الاجتماعي،في كل أنساقه الاجتماعية والسياسية والثقافية وأنساق الضبط الاجتماعي،فعلى الباحث توضيح اقترابه من الواقعة التي يريدً بحثها ومن ثم القول الصحيح والسليم في مكونات بنيانها.وعليه أيضاً أن يحدد منهج التحليل والتفسير،ووضع المعاني التي سيرت أداته المعرفية،في الوصول إلى ما يريد الوصول إليه،وبلوغ الخاتمة الحمالة للنتائج التي توصل إليها.
هذا القول المقدمة يعلم القارئ،أنني لست من العسكر،ولا ممن تقول عنهم المحطات الفضائية(المحلل الاستراتيجي)وإنما من موقّع ودراية الباحث الأنثروبولوجي الحقلي الميداني،الذي يجيد التنصت لحركة البناء الاجتماعي،والاستفادة المعرفية،من آراء الناس في شؤونهم الحياتية،والأسماء التي يطلقونها على الحوادث والواقعات والظواهر البنائية،التي تقع في بنائهم الاجتماعي،وماله من أنساق بنائية سياسية واجتماعية وثقافية..إلخ،وما يحيط بها من إشكالات،ومن ثم الوحدة والتنوع في هذه الاراء،فهي معينه ودالته في القول
الصحيح والسليم،والدقة العالية في النتائج.وعن سؤال هل كل ماأتينا به من أقوال في نهاية الأمر،يسوغ
لنا رؤية مستقبلية لبناء الجيش العربي السوري بناء فيه السلامة الوطنية،والوفاء للأمن الوطني القومي،اعتماداً عرف يقول:الجيش هو الذي يحمي الوطن داخليا وخارجيا”حماة الوطن”
لاشك إن متابعة الحياة السياسية،وحضور الجيش بقوته العسكرية في سوريا،وفي الأقطار العربية،وما كان لهذا الحضور من انقلابات وصراعات وأحداث مكلفة،للشعب العربي السوري وفي بعض الأقطار العربية،كلفة كادت تفتت وحدته الاجتماعية وتؤدي به إلى حروب لاتحمد عقباها،وصلت إلى خطوط فقدان الأمن الاجتماعي والثقافي والسياسي،والانئسار إلى ولاءات جهوية وشللية وحزبية وطائفية.
من يقول هات لنا بمؤشرات تؤيد ماتقوله،ومحملة بالبراهين التي تدلل وتؤشر على سلامة قولك وما ترافقت مع نتائج مستخلصة من الواقعات البنائية السورية العربية.تشكيل ماسمي آنذاك في العراق،غداة ثورة عام 1958،المقاومة الشعبية،التي تحولت منها بعض الفصائل إلى قوى مسلحة بواعز عسكري،وروح قتالية،وكم كانت مكلفه هذه المليشيا للعراقً ووحدته الوطنية،والضريبة الدموية التي دفعتها القوى القومية،وبعد الثامن من آذار وما تلاها من انقلابات،بغض النظر ما أطلق عليها من شعارات وأسماء،،وما تمخض عنها من مجموعات عسكرية،من ظاهرة كتيبة الرائدة سليم حاطوم،ودفعه لمهاجمة الرئيس السوري الفريق محمد أمين الحافظ،ومن بعد سرايا رفعت الأسد ومحاولته الانقلاب على شقيقه،وماجرى في اليمن الجنوبي ومن بعد الجمهورية اليمنية من صراعات عسكرية مكلفة لأمن اليمن وشعب اليمن التي انتهت بالتشكيل الحوثي الذي يدير الشأن اليمني على هواه بتخطيط وتوجيه وإدارة من طهران.وخاتمة هذه التشكيلات العسكرية الموازية والمجاورة للجيش ما يجري في السودان من حرب بين الجيش السوداني،وقوى التدخل العسكري السريع.
وحكاية قوى التدخل العسكري في السودان،سنحاول قراءتها من تاريخ تشكيلها،يوم أراد البشير من ورائها،أن تكون أداة قمعه للمعارضة بوحشية العصابة،لأنّ مؤسسها كان بالأساس رجل عصابة تهريب،ومليشياوي للقتل والنهب والتنقيب عن الذهب إلخ من سلوكيات المليشيات العسكرية،التي يصبغ عليها الحكم في السودان شرعيته،وعندما تمكن مؤسسها من وضع قوته في الشأن السياسي قام إلى جانب قادة بعض القوى العسكرية بقيادة البرهان من الإنقلاب على البشير.وفي لحظة الشراكة بين الجيش السوداني وقوّى التدخل
فرضت القسمة السياسية بينهما إلى الحرب،كل قوة عسكرية ومليشياوية تريد الشأن السوداني على هواها ومصالحها،واستحقاقاتها المالية،لامن إحل السودان،وإنما من أجل أن تكون القوة العسكرية المليشياويةً صاحبة حانوت تشتري ناموس وولاء القادة ومن في معيتهم،وكان الحصاد المر للشعب السوداني،من هذه الحرب،التي وضعته على حافة الانقسام والفقر والجوع،وضياع السودان.
التمنيً المنهجي،إذا جاز هذا التعبير،يأتي مقدماً نفسه في سؤال،هل هذه الأدلة والحوادث،وما حملته من براهين ومؤشرات،تجعلنا في رؤية مستقبلية لتكوين بنية الجيش العربي السوري،وقد أعلن عن تشكيله من المنظمات المسلحة التي قامت بالتغيير،الذيً كانت كل مكونات الشعب العربي بانتظار ساعة التغيير هذه.
السؤال على ما أعلن هل لهذا التشكيل للمنظمات المتعدد والمتنوع الخلفيات الفكرية الاجتهادية،والمحروسة ولاءاتها عسكرية مسلحة متحدة النزعات ومنقسمة الوازع والنهج والهدف،وإذا قال أحدهمً:لا نحن لسنا من هؤلاء،فنكتفي بالرد والإجابة:الزمن بيننا.ونكمل بسؤال تمليه هذه الرؤية القائمة على تداخل ماضي الجيش العربي السوري،مع حاضره،وتداخل الماضي والحاضر في مستقبله،أين الجيش السوري الذي انشق في بداية انتفاضة الشعب السوري عام 2011،،أين موقعهم في بنية هذا الجيش الذي يأتي محملاً بهموم الوطن في السلامة والوحدة الوطنية والأمن الاجتماعي،وما تساكنه من أمور بنائية،ونحن نرى في تحليلنا لهذه الرؤية،أن بنية الجيش العربي السوري تبدأ من الجيش المنشق الحر،فهو الضمانة لأن يبعد عن تكوينه بنية
التنظيمات العصبوية،المتنوعة في وازعها وولاءاتها،والمنقسمة على حد رأي ابن خلدون ،في عصبياتها المسكونة بوازع الانقسام.وهل من يدلنا،على أنّ ماحدث ويحدث في الصنمين ودرعا والسويداء إشارات على مايجب أن يكون عليه الجيش العربي السوري الجديد الذي يحتضن،كل من دفع ثمن إنقسامه وانشقاقه؟
د-عزالدين حسن الدياب