غزة.. جدلية النصر او الهزيمة .. ج8( النفوذ الايراني) بقلم عبدالخالق الشاهر
بقلم عبدالخالق الشاهر

غزة.. جدلية النصر او الهزيمة .. ج8( النفوذ الايراني)
بقلم عبدالخالق الشاهر
لعل الأسئلة السابقة الموجهة للجارة إيران تبدو عبثية ورأيي المتواضع في الاجابة انها لن تقبل طبيعة العلاقة القائمة بينها وبين العراق ان كانت معكوسة مطلقا ، فضلا عن انه لا يوجد مواطن ايراني واحد يقبل بها الا اذا كان عراقي الاصل او موالي للعراق .. الفرد كما هي الدولة لا تقبل بأن تكون تابعة لأية دولة مهما كانت الاسباب والمبررات الا اذا كانت مقهورة من لدن قوة عظمى فيكون الأمر مبررا وتبرز المقاومة وسبق ان كانت الاحصائيات الرسمية الامريكية تشير الى مقتل 4500 جندي امريكي على أيدي المقاومة العراقية الباسلة ، وقبلها الإطاحة بالاستعمار البريطاني وإعلان الجمهورية بلواء مشاة واحد، وقبلها ثورة العشرين وكنت عندما طرحت الاسئلة اعرف ان الكثيرين سيقولون ان ذلك مستحيل .. لماذا؟؟ كون الادراك العام (الحالي) يقول ان العراق ليس ندا مكافئا لإيران ولعل الصراع في الماضي القريب لا أعاده الله اثبت ان العراق ند لإيران لثماني سنوات من الصراع على كافة الصعد .
الدول صاحبة السيادة سادتي الكرام تؤمن على الأقل بالمبدأ الدائم ( المعاملة بالمثل) وبما ان العراق لا يتدخل بشؤون الدول الأخرى فهو لن يقبل بالتدخل ولا بالنفوذ الأجنبي ولا حتى بحيازة فرد لمسدس وهو يتبع لدولة اجنبية مهما كانت العلاقات العقيدية او التحالف بين الطرفين ، ويعرف الجميع ما يعنيه هذا العمل في قوانين كل الدول بضمنها ايران والعراق ، وأن قبلت الدولة فالمواطن لا يقبل بالتأكيد.
اذا كان الامر يتعلق بالتحالف الاستراتيجي بين العراق وإيران فأنا شخصيا اول وآخر عراقي تمكن من طرح الآتي خلال لقائه بالرئيس الأسبق صدام حسين في نيسان 2002 مع المواطنين وكنت برتبة لواء وقدمت له مقترحا من بين (32) مقترحا يقول (( يبدو ان لا مناص سيدي من تفعيل محور طهران بغداد دمشق لأننا الثلاثة في قارب واحد مثقوب وفي بحيرة مغلقة …)) ولكني لم اقصد التحالف القائم اليوم .. فالتحالف يعزز السيادة ولا يضعفها .. التحالف لا يعني تجفيف الاهوار ( والتي اعدت خارج الدستور جريمة جنائية كبرى لرموز النظام السابق) وتحويل مجاري الانهر الايرانية الى داخل ايران، والتحالف لا يعني الكثير مما حصل ومنها تصريحات مسؤولين وفقهاء ايرانيين ان العراق (ايرانو) واليمن (ايرانو) فضلا عن الفصائل المسلحة الموالية لها.
نهاية لا بد لي كعراقي عربي يدرك خطورة الكيان على مستقبل الأمة العربية وليس خطورته على العالم الإسلامي فالمجال الحيوي (التوراتي) المزيف لها يقع في الوطن العربي ، فالعالم الاسلامي مجال حيوي عقيدي لإيران حسب دستورها وليس من عندياتي ، بل يمكن القول ان الكيان لن يهدد حتى ايران ان كانت لا تهدده ، وهو في طريقه الى شل القدرة الايرانية على انتاج سلاح نووي بدعم تقني وبمباركة امريكية لأنه يعي خطورة امتلاكه على مستقبل الكيان اكثر مما تعيه الولايات المتحدة .. وأن على العرب الناقمين على ايران (لا اقصد الانظمة) ان يدركوا انها قدمت اكثر مما قدمته اي دولة عربية بعد العام 1974 وجازفت مجازفة تأريخيه بمستقبلها، ولولا اجهزة البيجر التي فاجأت كل المتنبئين في العالم لكان الأمر مختلفا ، ويدعم رأيي لواء احتياط اسرائيلي بقوله ان ارادة الله حمت اسرائيل في ان حزب الله لم يبادر بالاشتراك مع حماس في الأيام الأولى وألا لكانت المعركة جرت في القدس .. خسرت ايران الجولة على ما يبدو كما خسرناها مرارا ، وأن ارادت التكرار (وستريد) عليها اولا ان تكسب شعوب الاقطار العربية وتحترم سيادتها ولا تقف مع الانظمة بل مع الشعوب ,, اي تقفل على الهدف الذي يمر طريقه بالشعب العربي المسلم لا محالة والشعب باق والأنظمة متغيرة ، وشعب فلسطين باق مع مقاومته الباسلة رغم ان البعض يتصور العكس تماما
ما العمل ؟؟ أيران والعراق :
السياسة لم تكن يوما تعرف الثبات لأنها (علم المتغيرات) ولم تكن يوما تعمل باتجاه الرفض والقبول بواقع معين بل بكيفية التعامل مع الواقع بما يفرضه سلبا او ايجابا ، ويفكران سوية بأن لا وجود لأنسان مرسل بعد خاتم المرسلين محمد (ص) الذي ختم بخاتمه الشريف صلح الحديبية مع (عبدة الاصنام) بذل وانكسار، وكل المؤرخون اجمعوا على ان هذا الصلح هو المقدمة الحقيقية لفتح مكة ونشر الاسلام ، ولعل الأفضل للجارة ايران ان تتحول من دولة المشروع الى مشروع الدولة وتبدأ بإعادة التنظيم بعد اعادة تقييم للمرحلة السابقة بإيجابياتها وسلبياتها وتستثمر ذلك في بناء استراتيجية جديدة مبنية على امور عدة منها البيئة الدولية والبيئة الاقليمية والقدرات المتاحة او الكامنة والتي يمكن تفعيلها لاحقا وتؤمن بحق شعوب الممر العربي في ان تقاتل الكيان او لا وعلى ايران ان تدفع البلدان لأن تؤسس هي فصائل مسلحة للمقاومة ان رغبت وأقول بكل ود واخلاص ان عاصفة الجنون والغرور الامريكي الاسرائيلي ستمر لأن العالم ليس كله امريكا واسرائيل والعاصفة قوية وفي شدتها الآن وعلينا الانحناء قليلا كما تنحني الاشجار الباسقات لهبة ريح خفيفة.. ننقذ ما يمكن انقاذه والبقية تأتي .
وللحديث بقية
4/3/2025