دولة فلسطين 🇵🇸 يرسم حدودها طفل وزهرة من بلادي يرفع العلم الفلسطيني على اسوار القدس، ويحطم امال اليمين المتطرف واتفاقياته. بقلم مروان سلطان-فلسطين 🇵🇸
بقلم مروان سلطان-فلسطين 🇵🇸

دولة فلسطين 🇵🇸 يرسم حدودها طفل وزهرة من بلادي يرفع العلم الفلسطيني على اسوار القدس، ويحطم امال اليمين المتطرف واتفاقياته.
بقلم مروان سلطان-فلسطين 🇵🇸
10.3.2025
————————————
الاتفاقيات التي وقعتها اسرائيل مع العديد من الدول العربية ، هي تحمل في طياتها اهداف استراتيجية لدولة الاحتلال. والاوزان التي تمثلها تلك الاتفاقيات بما تحققه من مكاسب ايضا استراتيجية لدولة الاحتلال. بعض تلك الاتفاقيات لا تساوي الحبر الذي كتبت به ، لانها ذات صبغة بروتوكولية، وبعضها لتعزيز امن اسرائيل وبعضها لتحييدها عن دورها القومي. ويبقى السؤال ماذا حققت تلك الاتفاقيات من مكاسب لكل دولة وقعت اتفاقيات تطبيع او سلام، بخلاف الدول التي وقعت الاتفاقيات فان الدولة العبرية هي الدولة المزدهرة اقتصاديا ولا يوجد لديها مشاكل اذا لم تقم هي باستفزاز الاخرين، لنقف امام حقيقة عن مصير تلك الاتفاقيات التي تلتزم بها الاطراف غير اسرائيل التزاما حديديا ، وما هو السبيل لتحقيق اقضل المكاسب الوطنية لتلك الدول للاتفاقيات؟. هذا هو ما نسميه مربط الفرس!.
ولان المشهد اليوم يدور مؤخرا حول ان الوزير السابق ايتمار بن غافير زعيم ما يسمى حزب ” القوة اليهودية” تقدم بمشروع قانون الى الكنيست الاسرائيلي لالغاء ” اتفاق اوسلو، والخليل ، وواي رفر” ، مطالبا باعادة الاوضاع الى ما كانت عليه ، واعادة الاملاك والاراضي التي تم تسليمها الى الفلسطينيين بموجب تلك الاتفاقيات الى ما قبل توقيع تلك الاتفاقيات بين م ت ف واسرائيل ، بدعم امريكي ودول، بمعنى انهاء السلطة الفلسطينية ، واعادة الادارة المدنية الاسرائيلية لعملها كقوة احتلال لادارة الشان الفلسطيني. مشروع الاقتراح هذا بدئت اسرائيل مسيرته العملية منذ امد طويل ، وخاصة بعد اجتياح اسرائيل للضفة الغربية في عهد رئيس وزراء اسرائيل شارون ، حيث اقدم الجيش الاسرائيلي على تدمير البنية التحتية لكثير من مؤسسات السلطة الفلسطينية وتحديد مراكز الامن الفلسطيني التي دمرتها اسرائيل تدمير كاملا ، وقتلت اعداد كثيرة من قوات الامن الفلسطيني وزجت العشرات منهم في السجون ، كما واقدمت على تدمير للبنية التحتية للمدن الفلسطينية ونشرت فيها الجيش الاسرائيلي من جديد. واستمر هذ المسلسل من المضايقات ، وخنق المدن الفلسطينية وتعطيل الحياة فيها وعمل اجهزة الامن الفلسطيني بالتدريج، الى ان اصبح في كثير من الاحيان عدم قدرة الجهاز المدني والامني في السلطة الفلسطينية على القيام بمهامه. وتمثلت عملية الخنق في في وضع الحواجز والبوابات الحديدية على مداخل المدن والقرى الى ان اصبح عدد تلك الحواجز يتجاوز ثمانمائة حاجز منتشرة في كل المدن الفلسطينية . وقطعت اوصال تلك المدن وحاصرتها بالاستيطان والجدار والشوارع الالتفافية ، مما جعل من المتعذر على تلك المدن ان تتصل ببعضها البعض وخاصة لاسباب اهمها التصنيفات التي صنفت بها المدن والقرى الفلسطينية بما عرف بمناطق A , B, C.
منا يعني ان مناطق التي يطلق عليها B, C هي مناطق تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية. وتحاصر تلك المسميات المدن الفلسطينية حيث اخضعتها اسرائيل للاشراف الامني الاسرائيلي.
لقد عمدت اسرائيل الى خرق تلك الاتفاقيات بالرغم من هزالتها ، وهي اصلا مدة صلاحيتها وفق ما اتفق عليه خمس سنوات ، تفضي بعد ذلك الى مباحثات نهائية حول الدولة الفلسطينية، اذ ان اسرائيل شاهدت ان السلطة الفلسطينية عززت من الهوية السياسية للشعب الفلسطيني ، واستطاعت ان تنقل الواقع الفلسطيني الى واقع مزدهر قابل للانتقال الى مرحلة الدولة الفلسطينية، وهو المشروع الذي تحمله السلطة الفلسطينية للفلسطينين على حدود 1967, وهذا لم يعجب الاسرائيلين، وبدئوا في تقويض مسار السلطة الفلسطينية، ومان اكبر تلك الجهود واخطرها على مسار القضية الفلسطينية هو الدور الاسرائيلي في الانقسام ومنع اللحمة بين شطري الوطن، بهدف منع اقامة دولة فلسطينية على الارض الفلسطينية في حدود 1967، اضافة الى قرصنة اموال الضرائب الفلسطينية التي تتحكم اسرائيل في جمعها ، مقابل عائد مادي وفق الاتفاق، لكنها ما زالت تحجز الكثير من هذه العوائد وتتصرف بها وفق رغباتها، مما احدث ازمة مالية خانقة لدى السلطة الفلسطينية.
والكل يعلم ان الحكومة الاسرائيلية الحالية شرعت قانون في الكنيست الاسرائيلي لمنع اقامة دولة فلسطينية. كما انها بحكم قوة الاحتلال والاستيطان تعمل على ضم مناطق التي تسمى C ، وهي تشكل %63 من مساحة الضفة الغربية ، ناهيك عن تعزيز الاستيطان والجدار ، والشوارع الالتفافية ، والمناطق العازلة التي تعمل على تنفيذها من حول المستوطنات لتبقى مساحة صغيرة من باقي الضفة الغربية لا تزيد عن %15 من مساحة الضفة الغربية، وبهذا تنهي اسرائيل من خلال تلك السياسات والقوانين التي تصدرها في تقليص الوجود الفلسطيني على ارض فلسطين 🇵🇸،
ولذا فان الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة والضفة الغربية واستهدفت مخيمات اللجوء الفلسطيني ، تصب في دائرة التهجير لابناء الشعب الفلسطيني. لان اسرائيل ترى في العمق الديموغرافي الفلسطيني تهديدا حقيقيا لدولة اسرائيل لذا تعمل اليوم وبدعم غربي على تهجير اعداد كبيرة من الشعب الفلسطيني. العقيدة الاسرائيلية السائدة اليوم وفي اوساط اليمين الاسرائيلي المتطرف تنقل اسرائيل من دولة ديمقراطية، الى دولة ابرتهايد عنصري ، ولا تقبل بوجود اثنيات اخرى مما يهدد الوجود الفلسطيني في داخل ما يسمى الخط الاخضر ، مما يؤهل الى صراعات طويلة الامد لاستعادة الحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني على ارضه ووطنه.
كل تلك المخططات وذلك الضجيج ، يصدم بحقيقة ان الشعب الفلسطيني صامد مرابط على ارضه ووطنه، وقد قدم الغالي والنفيس من اجل فلسطين والمقدسات وما زال وسيبقى على ارضه ووطنه. هل يمكن لابن غافير وزمرته ان يطرد فلسطينيا نزح في الحرب عشرات المرات، وعندما سمح له بالعودة الى منزله عاد في مشهد تاريخي يقول اننا عائدون، ومن المراح ما في رواح ، ليست الاتفاقيات هي التي ترفع العلم الفلسطيني انها ارادة الشعب وحين يرفع هذا العلم طفل من اطفال بلادي وزهرة من ازهارها علم فلسطين على اسوار القدس هنا تقام دولة فلسطين. ان صورة مشهد العائدين النازحين من جحيم الموت الى الاطلال ، صورة هذا المشهد يجب ان تبقى حية امام من يريد ان يحول هذا الوطن الى ريفيرا وشيلهات ويظن ان الوطن مزرعة تباع وتشترى. هنا باقون وهنا صامدون وليرحل محتلي فليرحل.