مقالات

 المبعوث الامريكي ياتي الى الشرق الاوسط وفي فمه ماء بقلم مروان سلطان -فلسطين 

بقلم مروان سلطان -فلسطين 

 المبعوث الامريكي ياتي الى الشرق الاوسط وفي فمه ماء

بقلم مروان سلطان. فلسطين 

 

14.3.2025

————————————

ليس عبثا ان تطلق تطلق الدعوات من الرئيس الامريكي لتهجير الفلسطينيين من غزة بعد التدخلات التي سعى فيها الى اتفاق وقف اطلاق النار والاعلان عن الهدنة بين حركة حماس واسرائيل قبل تنصيب الرئيس الامريكي في البيت الابيض، وليس حسن النوايا والاستجابة للمبادرة العربية هو من اطفأ تلك الشعلة.  الادارة الامريكية مشاركة تماما في المباحثات  الهدنة في غزة، ولا يعني هذا باي حال من الاحوال ان  الامريكان ياتون الى المنطقة من اجل ادخال مساعدات انسانية او غيرة بقدر ما تعمل الادارة الامريكية اليوم على اطلاق مشروع لما يسمى اعادة صياغة الحل السياسي لوجه الشرق الاوسط الجديد. لا شك اننا امام مشهد كبير قد يتم طرحه من قبل الادارة الامريكية.

بالقدر الذي تحاصر فيه الان اسرائيل قطاع غزة، وتمنع المساعدات الانسانية من الدخول الى غزة وتمارس حرب التجويع او ما يمكن ان نطلق عليه استعمال القوة الناعمة منا يعني من لم يمت بالسيف مات بغيره ، وتقوم بعمليات عسكرية انتقائية وهذا وحد جديد للحرب في قطاع غزة، فان ما يجري في الضفة الغربية حربا شرسة ومعقدة واشد ضراوة تمهيدا كما يبدو لتنفيذ المشروع الاسرائيلي في ضم الضم الغربية الى اسرائيل، وهنا اتحدث عن اجراءات عملية يقوم بها الاحتلال الاسرائيل امام سمع وبصر العالم دون ان يحرك ساكنا. اسرائيل اقامت حزام استيطاني واسع النطاق صادرت فيه مؤخرا الاف الدونمات من الاراضي حول القدس، وذلك لقطع التواصل الجغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية ، واستكملت حزام استيطاني واسع حول المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، مما يمنع من اي تمدد طبيعي للمدن الفلسطينية مستقبلا ، وهذ يعني فرض التهجير الطوعي للشباب الفلسطيني عندما يفقدون اي مستقبل لهم في السكن الامن والحياة الكريمة على ارضهم ووطنهم، كما وقامت بشق طرق التفافية واسعة النطاق للتواصل الجغرافي بين المستوطنات في الضفة الغربية واسرائيل لتكون جزءا لا يتجزء من اسرائيل، واغلقت مناطق C على الفلسطينين التي تشكل %62 من مساحة الضفة الغربية تمهيدا لضمها ، وتعمل على تهجير ما تبقى من المزارعين الفلسطينيين الى التجمعات الفلسطينية في المدن الفلسطينية التي تعرف بمناطق تصنيف A ، وقامت ايضا بوضع بوابات حديدية على كافة المدن والقرى الفلسطينية، تغلقها وتفتحها متى تشاء، كما تخوض حربا ضروسا في المخيمات للتخلص من ظاهرة اللاجئين الذين رحلوا عن ديارهم بعد عام النكبة سنة 1948.  واخذت تعمل على تغير معالم المخيمات  بدءا من شمال الضفة الغربية وتنتقل تدريجيا الى جنوب الضفة الغربية. 

اذن نحن امام مشهد كبير في الضفة الغربية يدور رحاه بالتوازي مع مجريات الاحداث في قطاع غزة، وبالتالي فان المبعوث الامريكي الذي يقوم بزيارة مكوكية من اجل دفع الاتفاق على الهدنة، كله في تلك اللحظات هو عيون واذان على برنامج كامل متكامل قد يتم طرحه في خضم الاتفاق الشامل للحل للوضع الفلسطيني، وفي اعتقادي ان هذا المشروع يلبي الطموحات الاسرائيلية اكثر ما يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في دولة فلسطينية على حدود 1967.  وهذا السبب في اعتقادي الذي سبب امتعاضا لدى القيادة الفلسطينية في ان الامور تسير بعيدا عن الثوابت الفلسطينية ، مما يعني توريط  حركة حماس في مشهد سياسي للقضية الفلسطينية هي في غنى عنه. اذ ان ما يطرح من قضايا في المباحثات الدائرة في قطر ، لا يمت بصلة على ما يتم الكشف عنه في العلن للراي العام المحلي والدولي، في اطار صفقة قد تفرض على المنطقة.

اعتقد من الضروري الان وفي هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ القضية الفلسطينية  ان تتوحد الجهود الفلسطينية اليوم بمشاركة م ت ف وعلى راسها القيادة الفلسطينية وليس غدا ، للمشاركة في تلك المحادثات التي تدور في قطر. المرحلة الحالية يصح ان نسميها “الشرق الاوسط الجديد”،  ونحن هنا سواء،  قطاع غزة والضفة الغربية اراضي الدولة الفلسطينية هي عرضة لهذا الوجه الذي يرسم اسرائيليا وامريكيا. 

استطيع ان افهم السبب وراء السابع من اكتوبر ، فالممارسات الاسرائيلية كانت خانقة للشعب الفلسطيني،  ولا يمكن قبولها باي حال ولكن لا يمكن ان يستوعب احد ان تستفرد حركة حماس في مباحثات تجري في مع الادارة الامريكية قد تفضي الى واقع جديد في الشرق الاوسط الجديد، الشكل والمضمون فيها هو وفق الرؤيا الاسرائيلية.

 اعتقد جازما ان حركة حماس وهي تخوض هذه المفاوضات منفردة لن تستطيع ان تتحمل ما ينتج عن تلك المباحثات اذا جاءت النتائج مغايرة لما تريد او تعلن عنها والتي قد تفضي الى شكل جديد للديموغرافيا الفلسطينية. وخصوصا ان ما تبقى من اوراق للمفاوضات هي غير ذات قيمة بالنسبة لاسرائيل اذا ما قررت ان الوجه الجديد للديموغرافيا الفلسطينية هو الاهم بالنسبة لها وهو جزء من اهداف حربها التي شنتها على غزة وهذا ما يفسر رغبة الاحتلال في استمرار المرحلة الاولى وعدم الانتقال لمراحل اخرى من اتفاق الهدنة في غزة ،وذاك الذي ستطلق عليه الحل للقضية الفلسطينية، وتبنته الادارة الامريكية في مشروعها واعلنت عنه الى العالم العربي والاسلامي عموما والفلسطينين تحديدا، وبالتالي مما يعني تصفية القضية الفلسطينية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب