سرقة المستوطنين لمواشي الفلسطينيين تدخل مرحلة خطيرة

سرقة المستوطنين لمواشي الفلسطينيين تدخل مرحلة خطيرة
سعيد أبو معلا
رام الله ـ :يتطوع سائقو السيارات العمومي الذين يعملون على الخط الواصل بين رام الله أريحا بالحديث عن آخر تطورات المشهد الاستيطاني في الضفة الغربية، يستخدمون في ذلك لغة مختلفة عن البيانات الرسمية الفلسطينية، إنها لغة بسيطة جدا.. تدعمها المشاهد التي يقدمها الميدان المليء بالمفارقات.
بعد أكثر من ثلث ساعة من الانطلاق من قلب مدينة رام الله المزدحم تدخل في طريق جبلي إلى الشرق من بلدة الطيبة، تصل السيارة إلى سلاسل جبلية نصف جرداء ممتدة تصل حتى مدينة أريحا في قلب الأغوار الشمالية. في بداية هذه السلسلة التي تبدأ بانحدار شديد يفاجئك السائق بالحديث عندما يبدأ شاب يرتدي اللباس العربي يحمل عصى ضخمة محاط بمئات من رؤوس المواشي، يقول للركاب: بالكم مين هذا الشاب/الراعي؟!
لحظة صمت داخل المركبة في انتظار إجابة متوقعة، لكن يتطوع بالإجابة كاسرا الصمت والإجابة المتوقعة في أذهان من هم داخل المركبة: «إنه الراعي الجديد في المنطقة.. مستوطن إسرائيلي متطرف».
الرعاة الجدد
يوميا يخرج المستوطن/»الراعي الجديد» إلى المنطقة، يقف إلى جانب الطريق الذي سينحدر بعد قليل كاشفا عن عملية توسع وتطهير نفذت بصمت بحق مجموعات من البدو الذين عاشوا لسنوات في تلك الأودية العشبية في فترة فصل الربيع.
بعد كيلو مترات معدودة حيث أحد المنعرجات الصعبة تبدو للركاب أطلال ومخلفات عائلات بدوية فلسطينية كانت قبل نحو عام تعيش بالمكان، أصبحت خرابا حقيقيا.
يسأل أحد الركاب: «لمن الأبقار التي ترعي مبعثرة؟ فيجيب السائق ساخرا: «إنها لراع جديد آخر في المنطقة».
يؤشر السائق إلى منطقة عالية في المقدمة، وهي جزء من سلسلة الجبال الممتدة ويقول: «هناك يتمركز الرعاة الجدد»، وهم مستوطنون متطرفون يخوضون معركة وحشية للسيطرة على الأرض.
وعلى القمة تتربع مزارع لمستوطنين وتضم أبقارا وخراف وماعز وكلابا وحميرا أيضا.
المستوطنة الرعوية الجديدة تكبر رويدا رويدا، وأصبحت تسيطر على كامل المنطقة، «سيطرة فرضتها حدود بسيطة.. إنها حدود حركة الحيوانات وتطلعات المستوطنين ومشغليهم» كما يقول السائق الذي كلما تحدث قام بخفض صوت الراديو الذي يبث الأخبار اليومية فيما تشوش الموجه إذاعات أردنية يصل بثها تلك المناطق.
الحيوانات البريئة في المنطقة لا تدرك ما يتم استغلالها له، لقد تحولت رويدا رويدا إلى أحد أكبر طرق السيطرة الاستعمارية على الأراضي الفلسطينية.
فسيطرة المستوطنين المتطرفين على الأرض والحيوانات تجعلهم يتصرفون كأصحاب المكان الأصليين الذين تم تهجيرهم منها قبل أشهر (بعد السابع من أكتوبر 2023) هي جزء من ممارسات أعمق بحق المزارعين والبدو في مناطق الغور الشمالية وشفا الغورية أيضا.
سرقة الأرض أصبحت سهلة وتقوم على معادلة واضحة.. وبالأساس منها استهداف المزارعين ومربي الثروة الحيوانية.
سرقة وضح النهار
غير بعيد عن مدينة رام الله تقع بلدة دير دبوان على بعد 7 كيلومترات شرق المدينة، تحمل البلدة مفارقة أيضا، فهي وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يبلغ عدد سكانها حوالي 6 آلاف نسمة يعيشون فيها، بينما يعيش ضعف العدد السابق في الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية.
قبل نحو أسبوعين تعرضت البلدة إلى عملية سرقة كبيرة في وضح النهار، لقد هاجمها نحو مئة مستوطن مسلح بعد أن أغلقت قوات جيش الاحتلال مداخل ومخارج البلدة وسرقوا منها تحت تهديد السلاح نحو 1100 رأس من الماشية.
البلدة التي ترتفع حوالي 800 م فوق سطح البحر، تشرف على الأغوار من الشرق، وعلى جبال مدينة القدس من الجنوب.
يفتخر سكان البلدة التي زارها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتاريخ 31 كانون الثاني/يناير 2023 والتقى السكان الفلسطينيين الأمريكيين هناك بإنها ثاني أكبر مدن وبلدات الضفة الغربية من حيث مساحة الأراضي، حيث تبلغ مساحتها حوالي 73 ألف دونم، يقع معظمها في الجنوب والجنوب الشرقي للبلدة. وتنحدر أرضها من الغرب إلى الشرق حيث تبدأ المجاري العليا لبعض الأودية المتجهة نحو وادي الأردن، لكن ذلك الأمر أصبح حبرا على ورق.
من يرسم حدود الجغرافيا في الضفة الغربية هم المستوطنون فقط.
يشرح مربي الماشية عبد الحليم عواودة ما تعرض له من عملية سطو مسلح بالقول: «لقد هاجمنا أكثر من 100 مستوطن مسلحين، هجموا على مزرعتي وعلى جاري المزارع نايف، وأخذوا الغنم تحت تهديد السلاح».
وتابع: «الوضع صار كالتالي، قام الجيش بمحاصرة البلدة وأطلق قنابل الصوت والدخان، فيما شن المستوطنون الهجوم على الرعاة في المناطق الخارجية عن حدود البلدة» التي تمتد على شكل مستطيل متقطع.
يتحدث عن الهجوم على مزرعته بالقول: «أكثر من 15 مستوطنا مسلحا وملثما هجموا علي، سرقوا نحو 350 رأسا من الخاروف البلدي، ورأس خيل، وكل من كان يتحدث كان يطلق عليه النار.. أما جاري نايف فسرق منه نحو 570 رأسا من الخاروف ورأسا من الخيل».
وأكد عواودة: «نحن نسهر ليل نهار على المزارع، الناس هنا كانت لا تنام، كنا نسلم بعضنا ورديات الحراسة، لكن المستوطنين أيضا منظمون، إنهم لا ينامون حيث لا تتوقف هجماتهم علينا، يسلمون بعضهم البعض فترات الهجوم والمراقبة، أصبحت هجماتهم تتم بشكل يومي».
وتابع: «في الهجمات يسرقون كل شيء، الخراف، تنكات المياه المنزلية، ألواح الزينكو، الجدران الشائكة المتنقلة، أي غرض تقع يدهم عليه تتم سرقته».
البلدة التي كانت تبلغ مساحة أراضيها ما بين 73- 75 دونما أصبحت بحكم إجراءات الاستيطان لا تزيد عن 10 آلاف دونم، حيث تتربع على أراضيها أربع بؤر استيطانية أحدها تم تدشينها قبل أشهر.
يقول الحاج عواودة: «مش عارفين شو رح نعمل، لقد حشرنا (تم حصارنا) داخل البلدة، هناك أربع بؤر تحاصرنا، اثنتان في منطقة الغرب، وواحدة في الجنوب، ورابعة في الشرق».
ويكمل حديثه: «في دير دبوان نحو 18 ألف رأس غنم، معظم الناس تعيش من وراء تربية وبيع الحلال (المواشي)، لكن هجماتهم العنيفة وعمليات السرقة لا تبقي ولا تذر، كل المواشي تسرق».
ويطرح عواودة أكبر الأسئلة الفلسطينية بأبسط الكلمات: «بدنا حل، إلى متى سنبقى صامدين؟ مزرعتي بأرض تحمل التصنيف (ب)، يعني مرخصة.. لقد جاءوا وخلعوا الباب ودخلوا تحت تهديد السلاح، مش عارف شو أقول أكثر من هيك».
وبالرغم من ارتفاع مستوى الدخل والمعيشة لسكان البلدة مقارنة مع المستوى الوطني إلا أن سكان البلدة ما زالوا يهتمون بتربية الأغنام وزراعة الزيتون، حيث ينتشر على سفوح تلالها عشرات آلاف أشجار الزيتون المعمر، ما يمنح البلدة منظرا أخَاذا طوال العام، يزيد من جمال البيوت والقصور الفخمة التي شيدت وفق أنماط وفنون العمارة التي تمزج بين العراقة والحداثة بحكم أن جانبا من أبناء البلدة يعيشون ويعملون في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. وكل المعطيات السابقة تعتبر قديمة مع تنامي هجمات المستوطنين على سكانها.
واقعة لا مثيل لها
قبل نحو أربعة أيام (الجمعة الماضية)، وقعت حادثة لا مثيل لها في هجمات المستوطنين المتطرفين، حيث شن ما يقرب من 150-200 مستوطن هجوما عنيفا سرقوا خلاله ما يقرب من 1500 رأس من الأغنام تعود لست أسر بدوية من عائلة الزايد بالقرب من عين العوجا، شمالي مدينة أريحا بالضفة الغربية.
وحسب هيثم الزايد، أحد المتضررين فإن الهجوم نفذ تمام الساعة العاشرة مساء، وبمساعدة من الجيش وشرطة الاحتلال.
تعكس الصور التي وثقتها مستوطنة من سيارتها جانبا من مشهد المواجهة الخاسرة التي خاضها الأهالي في تجمع تلال العوجا القريب من مدينة أريحا، عتمة تخرقها أصوات الخراف التي تصرخ مذعورة بعد أن تم السطو عليها، فيما صراخ المواطنين وفزعهم لم يثمر عن شيء.
يقول الزايد: «دخلوا على التجمع.. حظيرة.. حظيرة أفرغوها من الموشي، قاموا بخلع الشيك وسحب الأغنام وحملوها في 20 سيارة تنادر (سيارات دفع رباعي)».
وتابع حديثه من قلب التجمع الذي أنشئ قبل نحو 40 عاماً: «اخذوا كل شيء، الكلاب والحمير وكل الثروة الحيوانية، لم يبق لنا أي شيء، إنها سياسة تهجير فقط».
وبينما تولى مستوطنون سرقة الأغنام وتحميلها في الهجوم المنظم الأضخم تولى مستوطنون آخرون عملية تدمير وسرقة ما يمكن سرقته، فيما اعتقل الجنود مواطنا حاول التصدي لعملية السرقة.
ولا تتوافر في هذا التجمع البدوي، أي كهرباء باستثناء ما يُنتج من ألواح شمسية متنقلة، وعلى الرغم من وجود نبع كبير على بعد مئات الأمتار منه إلا أنه تم السطو عليه وخصص لاستخدام المستوطنين فقط، حيث يضطر البدو إلى جلب المياه بواسطة سيارات محملة بخزانات.
وعلق أحد كبار عائلة الزايد على سياسة الاحتلال والمستوطنين: «لقد جربوا كل الأساليب، الهدم مرات والمصادرة مرات.. أما اليوم فهم يسعون إلى محاربة الناس في مصدر الرزق الرئيسي وهو المواشي، حتى يجبرون الناس على الرحيل».
ويعني فقدان القطيع بالنسبة لست عائلات تسكن في المنطقة فقدان أي وسيلة لكسب الرزق.
وتعتبر منطقة غور الأردن ذات كثافة سكانية منخفضة نسبياً، وهي تقع بالقرب من نهر الأردن، حيث تتعرض الآن لضغوط متزايدة من المستوطنين لكونها تشكل خزان أراضي للدولة الفلسطينية الموعودة.
رعاة جدد بامتيازات
ينظر عباس ملحم، المدير التنفيذي لاتحاد المزارعين الفلسطينيين إلى القطاع الزراعي في فلسطين، بإنه القطاع الذي يشكل الهوية والوجود والوطن بالنسبة للفلسطيني، «المزارع هو من يحمي الأرض، طالما هو حامي الأرض، فهويتنا مصانة، إنسان من دون أرض، إنسان من دون وطن أو هوية».
ويكمل: «من هذا المدخل يصبح المزارع في دائرة الاستهداف الممنهج والرسمي، بسياسات اعتداء وإرهاب وتدمير ممنهج، بهدف تفريغ الأرض ممن يشغلها، ويفلحها ويزرعها».
ويشير إلى أن اتفاق أوسلو قسم الأراضي رسميا إلى 3 أنماط، «أ، ب، ج»، «أ» المدن، «ب» معظم القرى، «ج» باقي الأرض الفلسطينية، والتي تشكل حوالي 61 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وهذه المساحة هي الخزان الاستراتيجي للأمن الغذائي، والخزان الاستراتيجي لمصادر المياه، وهذان المصدران هما الأساسيان اللازمان لممارسة النشاط الزراعي، بدونهما لا يوجد قطاع زراعة، ولا مزارعين، ولا أية نشاط زراعي.
وتتركز مناطق «ج» في الأغوار ومناطق جنوب الخليل مع مسافر يطا، وهذه المناطق تمتدة من جنوب الخليل إلى شمال فلسطين عند بيسان المحتلة، فيما أكثر من 75 في المئة من مربي الثورة الحيوانية في فلسطين يعيشون في تلك المنطقة.
وشدد على أن تربية الحيوانات مع توسع الاستيطان، وفرض القيود للوصول إلى مناطق الرعي، أصبح تحديا كبيرا.
وعن السياسات الاحتلالية أضاف: «أولا: إعلان مناطق عسكرية مغلقة لأسباب أو دواعي أمنية، وهذا حصل في مساحات شاسعة في مناطق الأغوار، ثانيا: مناطق تدريب عسكري، والتدريب العسكري يكون في وقت الحصاد، في شهر أيار/مايو، من أجل تدمير كل ما هو مزروع، وتحويل حياة المزارع إلى حياة ضغط ولا يمكن الاستمرار فيها، «تطفيش» من أجل التهجير، وثالثا: توسيع مناطق المحميات الطبيعية، التي تستولي على مئات آلاف الدونمات، ويمنع الفلسطيني من الوصول لها، ولكنها موجودة للمستوطنين، رابعا: مصادر المياه حيث أن 88 في المئة من الطلبات الفلسطينية ذات العلاقة بالمياه لم يتم الموافقة عليها، و99 في المئة من طلبات المستوطنين في موضوع المياه صودق عليها.
وحسب ملحم فإن ما بعد 7 أكتوبر عام 2023 المرحلة الأخطر، «فقادة المستوطنين هم وزراء في الحكومة».
وعن المستوطنين الرعاة تحدث قائلا: «هؤلاء هم مدفوعو الأجر، وموظفون لدى قادة المستوطنين، ويأخذون أجرا والقطعان التي يمتلكونها مدفوع ثمنها، وليس مطلوبا منهم الإنتاج وصناعة الأرباح، القطعان ممولة وهم يأخذون رواتب».
ويمارس المستوطنون إلى جانب سرقة المواشي مجموعة من الإجراءات بحق المزارعين ومنها: الاعتداء الجسدي، قتلا وإصابة وتخويفا، تهجير المزارعين من تجمعاتهم التي يسكنون فيها من قبل عام 1967، وتخريب المحاصيل والمنتوجات الزراعية وقلع وتقطيع الأشجار، كما يطارد المستوطنون الرعاة حيث يستخدمون سيارات الدفع الرباعي والخيول و«التراكترونات» الصغيرة والطائرات المسيرة.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذت قوات الاحتلال والمستعمرون 1705 اعتداءات بحق أبناء شعبنا وممتلكاتهم خلال شهر شباط/فبراير الماضي، حيث نفذ جيش الاحتلال 1475 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 230 اعتداء، تركزت مجملها في محافظات نابلس بـ 300 اعتداء، والخليل بـ 267 اعتداء، ورام الله والبيرة بـ 263 اعتداء.
60 بؤرة جديدة
وفي وقت سابق، قالت منظمة إسرائيلية حقوقية إن عام 2024 شهد تأسيس 60 بؤرة استيطانية جديدة في مناطق الضفة الغربية، وهو ما يعادل نحو خُمس جميع البؤر المقامة منذ عام 1997، والذي بلغ 284 بؤرة استيطانية.
ووفقًا لبيانات منظمة «كِرم نافوت»، فإن عدد البؤر التي تم بناؤها، خلال فترة الحرب على غزة، يعد رقمًا قياسيًا في تاريخ تأسيس البؤر الاستيطانية، مع فجوة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة.
وقالت المنظمة إن الكثير من النقاط (البؤر) الاستيطانية الجديدة تحتوي على عدد قليل من المستوطنين، وأحيانًا أقل من عشرة. ومع ذلك، فإنهم يستحوذون على مساحات كبيرة ويقومون بتأسيس بنية تحتية هناك، بهدف السماح لمزيد من المستوطنين بالوصول في المستقبل.
مصادرة للرعي
غير أن التطور الأهم خلال الأسابيع الماضية كان يتمثل في إصدر ما يُسمى «حارس الأملاك الحكومية في الإدارة المدنية للاحتلال»، 6 أوامر عسكرية تخصّص ما مجموعه 16200 دونم من أراضي محافظتي سلفيت ورام الله والأغوار، لصالح الاستيطان الرعوي للمستوطنين.
ويعكس القرار الأخير تلك الزيادة في الممارسات الرعوية التي يمتهنها المستوطنين الجدد.
وعلق رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان في حديث سابق على القرار بإنه «إمعان في تعزيز الاستيطان الزراعي والرعوي، ليس فقط بتشجيع إقامة وإنشاء هذا النوع من البؤر، بل من خلال حمايتها بتخصيص مساحاتٍ كبيرة من قبل المؤسسة الرسمية في دولة الاحتلال لصالح ميليشيات المستوطنين».
وفي المقابل شدد شعبان على أن هذه الأوامر تمعن في منع الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الأراضي وتمنح المستوطنين كامل صلاحية استخدامها.
واعتبر خطوة تخصيص الأراضي لصالح الرعي، ستؤدي إلى تثبيت هذه البؤر بمنحها مساحات شاسعة، لتصبح مركزًا ومنطلقًا لتنفيذ المزيد من الاعتداءات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، مضيفًا أن عدد البؤر الرعوية وصل، حتى نهاية العام 2024، إلى 137 بؤرة زراعية ورعوية، تمنع وصول المواطنين إلى مساحاتٍ تُقدّر بـ 489 ألف دونم.
أما مدير دائرة الرصد والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود، فوضح حقيقة أن الأراضي التي حولت للرعي هي مصادرة منذ سنوات طويلة بصفتها أراضي دولة، وما جرى هو منح المستوطنين صلاحية استخدامها، مؤقتًا، كمناطق لأغراض الرعي.
وتعتبر البؤر الزراعية والرعوية الاستيطانية واحدة من أبرز عناوين المشروع الاستيطاني هذه الأيام، بحسب الخبير داود، إذ يبدو هذا الفعل المتشكل بالسيطرة على أراضي الفلسطينيين من خلال رعاة مستوطنين مسلحين وبحماية الجيش، وسيلة تضاف إلى مجمل الوسائل المتخذة للسيطرة على الأرض وطرد الفلسطينيين والسيطرة على المصادر الطبيعية، وتحديدًا المياه خصوصًا في السفوح الشرقية من الضفة الغربية والتي تمتد من جنوب محافظة الخليل وحتى الأغوار الشمالية.
«القدس العربي»