مقالات

ضرورة النقد والمراجعة في التيار القومي العربي الوحدوي.  بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –

 بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

ضرورة النقد والمراجعة في التيار القومي العربي الوحدوي.
 بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
  ان البحث في شأن التلاقي بين فصائل التيار القومي العربي،مهمة مصيرية لاتقبل التأجيل،ولكن التلاقي له شروطه ومقدماته وبيان أهدافه وغاياته القريبة والبعيدة،وله مسوغاته التي تشكل القاسم المشترك بين تلك الفصائل.
أن نبدأ النقاش فذلك من بديهيات،أدبيات الفكر الحواري والعقل المحاور،والخطوة الفاتحة في وضع فصائل التيار العربي،على طريق جبهة عربية مناضلة ومحاربةلسلوكياتً الأنظمة العربية،التي سلمت شؤون الأمة العربية،للجبهة المعادية للأمة العربية في معركة مصيره،والنهوض بالشارع العربي،إلى المواقع التي يكون فيها مهاجما للتحديات التي تتعرض لها الأمة العربية،في معركة مستقبلها،وأبجدياتها في ممارسة دورها الحضاري الإنساني. النقاش جار بين هذا الفصيل العربي وذاك،وهناك خطوة إلى الأمام مرة،وخطوة إلى الوراء مرة أخرى،وكأن التيار العربي،يعيش في سياق مكانك راوح.
إذاً؛لابد من البحث عن مخارج لهذا الاستسلام،ونراه،في غياب النقد الموضوعي والجريء،والمكاشفة في الأخطاء التي مر بها التيار العربي ،في مرحلة النضال السلبي،ومرحلة النضال الإيجابي ووصول هذا الفصيل وذاك إلى دفة الحكم،وبداية التفكك في الجبهات النضالية،من تفكك الجبهة في العراق غداة ثورة عام 1958 في العراق،ثم في سوريا ومصر،عندما  أخذ الاختلاف بين عبد الناصر والبعث حدّه في استقالة وزراء
البعث من الحكم،ومن بعد ماجرى في السودان،ومن ثم في الحزائر الذي تمثل،في انقلاب بومدين على بن بلّه،وتداعياته على الساحة العربية،ثم نعود إلى العراق،غداة ثورة رمضان وانقلاب عبد السلام عارف،وأيضاً تداعياته عل التيار القومي،ومن ثم انقلاب شباط في سوريا عام1966،وماتردد من بعد، من خلافات وتصدعات،والافتراق بين عصبيات،كان أمامها الفرص مفتوحة،لتجديد بنية التيار القومي،ووضعه على سكة سلامة النضال القومي،واسترداد قوته النضالية الهجومية.*وقيادة سوريا للنضال الوحدوي،وصلاً لعقد الخمسينات من الألفية المنصرمة.يدل أن  هذا الانقلاب وضع  سوريا،عل مفترق الطرق،والانشغال بصراع عصبيات،ستقود سوريا إلى حكم استبدادي،أعاد سوريا إلى الوراء،إبان المرحلة الاستعمارية
الفرنسية،ولعبها،بأوراق التقسيم والتحزئة،وثقافة الفرقة والتناحر الجهوي والمذهبي والعشائري.
عندما نضع هذه الأحداث أمام المراجعة،ومن ثم تحليلها،لأننا نرى في هذه المراجعة،ليس نشراً للغسيل الوسخ،على حد من يخاف المراجعة والمكاشفة،كما يثرثرون،وإنما لنتخذ منها حوادث تاريخيّة مستفادة،وليس بعقلية ثأريةًكما تتوهم القلة غير الواعية بالخطر الشعوبي القادم،تحت شعارات وأجندات تستهدف عروبة جغرافية الوطن العربي من المحيط إلى الخليج العربي،شعوبية متعددة الألوان والوجوه،ومتنوعة الأهداف والغايات،وما تسلكه من دروب،تلتقي في ممانعة الأمة العربية،من بلوغ وحدتها،ودورها الحضاري،ورسالتهاالخالدة،بوصفها أحد أهم مسوغات وجودها.وكعادتنا نعتمد بعض الأحداث التي وقعت في حياتنا العربية وتموضعها في ظواهر وواقعات بنائية،داخل البناء الاجتماعي العربي،في مستوياته البنائية الجهوية والوطنية والعربية.
في أعقاب استقالة وزراء البعث من حكومة الوحدة،أيام الجمهورية العربية،وذهاب نائب رئيس هذه الجمهوريه،أكرم الحوراني إلى الصلنفة،باعتبار هذا الذهاب احتجاجاً على وضعهم السياسي،في شأن الحكم،
نقول أراد الرئيس عبد الناصر أن يرد على هذه التموضعات البعثية،إذا جاز هذا التعبير،فقام بجولة في محافظات الإقليم الشمالي،ومر في اللاذقية،وألقى فيه خطاباً،قال من جملة ماقال:سيدوس بحذائه(الجزمة)على البعثيين،الخطاب موجود في أكثر من مصدر إعلامي،خوفاً من اتهامنا بالتجني،،ونحن من يقدر القيمة النضالية لهذا القائد التاريخي.
في نقاشي المسؤول حول هذا الخطاب،قلت إنه يأتي من عقلية تعميمية،فاقدة لشرعيتها المنطقية،وكانت مهمة عبد الحميد السراج،ومن معه من رجالات سوريا في الحكم،والقوى القومية،أن تنتقد خطاب الرئيس عبد الناصر،وأن تسعى لعودة المياه،إلى مجاريها،بدل السكوت،وعلى طريق السراج لزيادة التناقض،والهوة بين البعث وعيد الناصر،ومن ثم الانفراد المباحثي بشأن الإقليم السوري.
والمثل الثاني نأتي به إلى حركة/انقلاب شباط،ونقول لو إن وازع وحدة البعث،ووضع سوريا على طريق الطليعة العربية ،وتثقيفً القوى المتصارعة بإهمية وحدة الحزب ،وتفويت الفرصة على النزعات الفردية،الباحثة،في موروثها الثقافي عن الزعامة والقيادة والألوهية و….إلخ لما حدث الذي حدث من تفكيك للعصبيات الحاكمة، الاستئثار في الحكم،لتصل بعد نصف قرن من الضياع والفرقة والفساد،والتحالفات المشبوهة مع دعوات باطنها الشعوبية الحاملة في حوانيتها،مغالبة الأمة العربية عل دورها الحضاري،هذه الشعوبية التي كانت تتآمر على الأمة العربية على أكثر من جبهة وحزب ومقاومة.
على قاعدة منهجية تسأل،والسؤال سنة منهجية،هل آن الأوان للبدء باستعادة النقد والفكر النقدي الذي نشأنا عليه في الفمر القومي خلال عقد الخمسينات،من الألفية الثانية،يوم كان النقد وليد الأحداث التي تقع على الساحة العربية،ويوم كان الفكر القومي يضع الحدث بكل واقعاته وتعيناته،ويضع النقاط على الحروف،وتجاوز العقلية التي ترى في هذا الحدث وذاك ملكها،ومن خصوصياتها،والاقتراب منه جريمة ,آن الأوان أن نسترد النقد الموضوعي المنهجي،الغائب في عقول أنصاف المثقفين،وأن نخرج من موروثنا الثقافي الذي تتناقض مفاهيمه. وقيمه ومعانيه،مع حقائق عروبة الجغرافيا،المستهدفة من الشعوبية الجديدة القديمة.
*لم نتناول كل الانقسامات والصراعات التي مر بها التيار القومي العربي،فموضعها يحتاج إلى. دراسات نقديًة جدية،ويحتاج إلى مراجعة نقدية،قاعدتها وسندها العروبة الجغرافية،وفكرها العربي الوحدوي،وهذا يبدأ في ضرورة النقد لمسيرة التيار القومي العربي،فكرا ونضالاً.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب