مقالات

في ذكرى الغزو الامريكي للعراق بقلم الدكتور  حسن طوالبه

بقلم الدكتور  حسن طوالبه

في ذكرى الغزو الامريكي للعراق
بقلم الدكتور  حسن طوالبه
ما أشبه اليوم بالبارحه. قبل ٢٢ عاما انخرست الأقلام والالسن عن إدانة العدوان الأمريكي على العراق، . بل روجت الأقلام العنصرية لمشروعية الغزو والاحتلال، إذ كان المعلن من الدعاية الامريكية قبل عام ٢٠٠٣ انها تريد القضاء على الإرهاب الذي يمثله نظام صدام حسين من خلال علاقة مزعومة مع تنظيم القاعدة . وكذلك القضاء على اسلحة الدمارالشامل التي قيل ان العراق كان يمتلكها.وكلها تشكل مبررات واهية للعدوان، في حين ان السبب الكبير والمهم هو إجهاض التجربة الوطنية في العراق والاطاحة بالنظام الوطني الذي قاده الشهيد صدام حسين الذي قاد التجربة النهضوية بهمة القادة العظام، فصدام دك الكيان الصهيوني بالصواريخ، ونادي بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ونادى بسلة عملات بدلا من اعتماد الدولار لتسعير النفط، ونادى بصندوق تضامن مع الدول الفقيرة في عالم الجنوب. وهو الذي قاد عملية تأميم شركات النفط الاحتكارية، وعمل على انجاح التاميم، وتسخير ثروات العراق في مجالات النهصة وحماية الامن الوطني، وفي عقيدة الولايات المتحدة ان من يتعرض للكيان الصهيوني قولا وفعلا، ومن يتعرض للشوكات النفطية الغربية، سوف تتم مقاطعته وفرض عقوبات عليه، ومن ثم غزوه واحتلاله..
تلك الأسباب هي التي دفعت الإدارة الامريكية لغزو العراق واحتلاله.
وقد فبركت المخابرات الامريكية الأكاذيب المعروفة، وروجتها على أعلى المستويات، وفي المحافل الدولية، وقد بنيت او استندت تلك الأكاذيب على افادات كاذبة من عملاء الادارة الامريكية امثال احمد الجلبي , وقدمها كولن باول وزير الخارجية انذاك امام مجلس الامن الدولي , لتبرير الغزو على العراق , وروجت وسائل الاعلام الغربية تلك الادعاءات الكاذبة على اوسع نطاق لاقناع الرأي العام العالمي بضرورة غزو العراق واسقاط النظام الوطني فيه . وبعد سنوات استفاق ضميربعض المسؤولين وبعض وسائل الاعلام الغربية وأخذت تنشر بعض الحقائق التي اخفتها ادارة بوش الابن وطاقمه الرئاسي حول العراق , وقد اكدت تلك الحقاق بطلان تلك الادعاءات والاكاذيب، وقد اجتهدت وسائل الاعلام للترويج لمذبحة حلبجه، بان العراق هو الذي قصف حلبجه بالكيماوي، وبعد مضي سنوات برز مسؤولون في الولايات المتحدة ليدلو بتصريحات تفيد بان ايران هي التي قصفت حلبجه بالكيماوي , وما زال ضمير القائمين على هذه الوسائل نائما عن العديد من القضايا التي تخص العراق وفلسطين وسوريه وليبيا واليمن وغيرها الكثير في الوطن العربي .
المهم ان ادارة بوش ومجلس الامن القومي الامريكي كان وراء كل الاكاذيب والفبركات الاعلامية التي روجت للغزو , وكان لكونداليزا رايس دور كبير ومهم في الاعداد لذاك الغزو الذي كلف العراق والعراقيين الكثير من الارواح بين قتيل وجريح ومشرد داخل وطنه او خارجه في دول الجوار ودول العالم .
اما الاهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة وراء غزوها العراق وكما اعلنها بوش الابن :
١. تحرير العراق من الديكتاتورية , اي من نظام صدام حسين الوطني .
٢ . اقامة نظام ديمقراطي وفق النموذج الغربي كي يصبح نموذجا في منطقة الشرق الاوسط .
اما الاهداف السرية التي تلتقي مع الاهداف الصهيونية , فهي :
1. اقامة كانتونات طائفية وقومية ودينية في العراق , لتمتد شرارة هذه العدوى الى الدول المجاورة مثل سوريه ولبنان ومصر والمغرب العربي , واشعال للفوضى التي يريدها الصهاينة ” الفوضى الخلاقة ” كما وصفتها رايس .
2. اعادة سيطرة شركات النفط الغربية على منابع النفط في العراق الذي يمتلك 278 مليار برميل نفط حسب ما ذكره شوفنمان وزير الدفاع الفرنسي السابق , بعد ان اممها الشهيد صدام حسين عام 1972 وصار ريع النفط ملك العراقيين .
3. رفع ” المظلومية ” عن قسم كبير من العراقيين المعارضين لنظام الشهيد صدام حسين الوطني . بدعمهم ماديا واعلاميا وعسكريا واعدادهم لتسلم الحكم , وقد ادخلوا في دورات خاصة لهذا الغرض في العواصم الاوروبية وخاصة في براغ ,
4.استكمال ضرب الاتجاهات القومية فكريا وسياسيا في العراق , بعد ان تم ضربها في مصر , واخراجها من دائرة الصراع مع الكيان الصهيوني , وهذا ما نفذته حكومات الذيول من خلال قانون ” اجتثاث البعث ” سيئ الصيت ,الذي تحول بالاسم الى قانون المساءلة . ومن خلاله تمت تصفية الوطنيين من ضباط الجيش العراقي البطل , ومن علماء العراق الذين ابدعوا في الصناعات العسكرية والتقنية حفاظا على استقلال العراق وسيادته ,وتنفيذا لمضمون هذا القانون تم اعتقال مئات الوف العراقيين للاشتباه بأنهم من اتباع النظام السابق او انهم ضد نظام المحاصصة القائم في البلاد .
5. تفكيك الدولة العراقية, وقد كانت البداية في تقويض اركان الدولة العراقية ,بحل الجيش العراقي صاحب الامجاد في سوح الجهاد في العراق دفاعا عن البوابة الشرقية للوطن العربي , وفي فلسطين وسوريه ومصر . واجتثاث البعث والقضاء على الحهاز الاداري للدولة ,واقصاء الاداريين الذين يشك بولائهم للعهد الجديد . واجراء انتخابات في ظل الاحتلال , واقرار دستور يدعو الى الفيدراليات والاستفتاء على كركوك والمناطق المتنازع عليها بين الاكراد والعرب في محافظات صلاح الدين وديالى والموصل .
جرائم القوات الامريكية :
ادعت الادارة الامريكية ان قواتها في العراق جاءت لحماية المدنيين ,ونشر الديمقراطية والحرية بينهم . ولكن الحقيقة لم تستطع ان تحميهم من الارهاب الذي انتشر في البلاد , بل غظت الطرف عن المنظمات الارهابية التي اوغلت في دماء العراقيين من ضباط الجيش الوطني والعلماء والمهندسين والاطباء ومن اعمالهم :
١. . تدمير العديد من المدن والقرى العراقية بدعوى محاربة الارهاب وملاحقة الارهابيين او ملاحقة اتباع الشهيد صدام حسين , كما حصل في الفلوجة وتلعفر والخالص والقائم وبعقوبه فقد تم تدمير هذه القرى والبلدات بالمدفعية والصواريخ والقنابل الفسفورية وقنابل النابالم الحارقة .
٢ . اضطهاد المعتقلين والتنكيل بهم اثناء اعتقالهم , بالضرب والتعذيب بالكهرباء والسجن الانفرادي واغتصاب الرجال والنساء , كما حدث في سجن ابو غريب وبوكا , وكما حدث في اغتصاب الشابة ( عبير الجنابي ) وقتلها هي واهلها . واعتقال الشباب في سن التجنيد من اجل جمع معلومات عن المقاومة , وهذا الاسلوب اوغر صدور العراقيين ضد قوات الاحتلال , وقد اجاد عملاء الامريكان وتبع الصفويين فنون التعذيب والاضطهاد ضد العراقيين والعراقيات , واذاقوهم مر العذاب بدعاوى كاذبة وتهم كيدية دافعها الحقد الطائفي المقيت .
٣ . اطلاق يد الشركات الامنية في اثارة الرعب في نفوس المواطنين وترويعهم لمجرد الاشتباه ان احدهم يشكل خطرا عليهم . وعلى سبيل المثال فقد قتلت شركة ( بلاك ووتر ) عشرات المواطنين الابرياء في ساحة النسور وسط بغداد للاشتباه ان سيارتهم تزاحم سيارة افراد الشركة , ومازالت الحمايات المحلية والاجنبية هي صاحبة الصولة في الدفاع عن المسؤولين الخائفين على حياتهم من غضب ابناء الشعب .
٤ . اطلاق يد المليشيات الطائفية في القتل على الهوية وتصفية كبار الضباط والعلماء واساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين بدعوى انهم موالون للنظام السابق . كما غضت النظر عن جرائم مليشيات ايران مثل فيلق القدس , ولم تتوقف هذه القوات الارهابية عن اعمال القمع والتنكيل بالعراقيين حتى الآن , فما زالت ترسل مجموعات ارهابية الى بعض المحافظات للقيام باعمال ارهابية واستهداف شخصيات وطنية وشيوخ عشائر , وتفجير مساجد وحسينيات لاثارة الفتنة الطائفية في البلاد بهدف تحويل الانظار عن الثورة الشعبية السلمية وخلط الاوراق ومن ثم تشديد القبضة الامنية واجهاض قوى الثورة .
ه .تدميرى هياكل الدولة العراقية بالكامل . كتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمرافق الحيوية , التي تخص حياة المواطنيين العراقيين اليومية . اقامة نظام طائفي يقسم الشعب العراقي , ويشعل النعرات الطائفية والدينية بينهم .
وفي اطار انتهاكات حقوق الانسان في العراق يمكن تسجيل الخروقات الاتية :
1. وفاة عشرات السجناء والمعتقلين بسبب التعذيب القاسي المفضي الى الموت .
2- هروب مئات الآلاف من المسيحيين جراء استهدافهم بأعمال عنف مستمرة، تاركين البلاد كلياً أو جزئياً أو النزوح داخلياً.
3- ارتفاع عدد حالات الاعدام ، و فشل المحاكمات التي أفضت إلى الاعدام في تطبيق ضمانات المحاكم الدولية العادلة، حيث تم الحصول على “اعترافات” تحت التعذيب أو غير ذلك من أشكال سوء المعاملة. وحسب اعترافات رسمية فقد أدين الوف السجناء بتهمة الارهاب غالبيتهم ادينوا بدون محاكمة قانونية .
4 . نال قانون “مكافحة الارهاب”، العديد من عناصرحزب البعث و عناصر الحكومة الوطنية السابقة بذرائع واهية افضت الى القتل والقمع. على الرغم من أن المحافظات السنية العراقية تعاني من القمع والضغط والتمييز على نطاق واسع، إلا أن تقارير مؤكدة تشير إلى أن الشيعة – خاصة أولئك الذين يقفون ضد التدخل الإيراني في العراق- يعانون كذلك من القمع بقوة وقسوة، وما يؤكد بشكل قاطع هذه الحقيقة هو سفر ممثلين عن المجتمع الشيعي من المحافظات الجنوبية من أجل دعم واسناد المحتجين في شمال وغرب العراق وخاصة انتفاضة تشرين , ، وإن صمت الولايات المتحدة تجاه عدم إيفاء الحكومات الذيلية بوعوده فتح الباب عملياً لتركيز السلطة المطلقة للمالكي ومن تبعه، وان هذا الرجل التابع هو المشكلة وليس الحل ابدا , ومشكلة العراق لا تحل الا برحيله ورحيل الذيول . كما أن العراق صار ضمن الدول الفاشلة من حيث الفساد المالي والاداري , ونقص الخدمات الاساسية للمواطنين , والاعتقال التعسفي ضمن قانون الارهاب , والعنف الذي يمارس ضد المعتقلين , وملاحقة القوى الوطنية والصاق تهم الارهاب بهم , كلها مبررات لقيام الثورة العراقية , ومشروعيتها قانونا وشعبيا . كما ان تبعية حكومات الذيول لنظام الملالي في ايران , وفتح ابواب العراق لتسلل الارهابين من عناصر قوات القدس المعروفة بارهابها العالمي , وغض النظر عن ممارساتها ضد العراقيين , يعد تفريطا بالسيادة الوطنية العراقية , وثلم للاستقلال الوطني .وعليه فمن حق العراقيين ان ينتفضوا للحفاظ على سيادة بلدهم واستقلاله الوطني . فالثورة العراقية مشروعة وفق القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة , الذي يدعو الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية .
د. حسن طوالبه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب