أمم تعيش الماضي…شعر  على اوعمر 

أمم تعيش الماضي…

شعر  على اوعمر

كاتب من المغرب.

علماء دول الغرب يبحثون
فهم يخترعون و يبتكرون
ميادين البحث عندهم مفتوحة
تشجيعاً للعلوم الحديثة
أُنشِئَت معاهد و مدارس
هي لكل علوم العصر تشجّع
تتخرج منها أجيال الغد
هي منبع كل تقدم و تطور
خبراءٌ في فيزياء و كمياء
و آخرون في رياضيات و فلَك

دول ترعى الأدمغة الحديثة
تهتم بالنُّبَغاء في كل مجال
تُوَفِّر لهم الوسائل و الأدوات
تدفعهم إلى النيْل من العلوم
هذا طبيب مُختصٌّ وذاك مهندس
هذا أستاذ و ذاك باحث مُخترِع
كُتُبٌ مختلفة في العلم العصري
يستفيد منها كل طالِبِ عِلْم
مصانع السيارات و الطائرات
معامل تَعُجّ بالأناس الأفذاذ
أُناسٌ رفعوا من قدْر أوطانهم
يصنعون يُبدعون يَكتَشفون

همُ الركائز للأمم المتقدمة
دول تَدعَم العلم و العلماء
و بذلك وصلت إلى القمَّة
مِنْ بلدان مُتأخِّرة تَسْتورِدُ
مِنها تأتيها الموادُّ الخامَّة
معادن مختلفة بها تَصْنعُ
تصنع كلَّ شيْءٍ و تُصدِّرُ
البِضاعةُ رُدّت إلى جُهّال
إلى مستهلكين بامتياز
لا يصنعون و لا يبتكرون
أُناسٌ يدّعون أنهم أمم
الأمم لا تُقاسُ إلّا بالعلوم
فالذي يملك العلم هو أمّة
و الراكِن إلى زاوية الجهْل
عارٌ عليه أن يدَّعيَ التَّقدمَ
دول متخلفة سِمَتُها الجَهالَة
لا تملك مدارسَ و لا مَعاهدَ
أَعني مدارس العلم الحديث
لاتزال تعيش في الماضي
تُقدِّس علماءَها الأقدمين
تُمجّد تاريخَها البائِدَ دوما
بعيدة عن كل ما هو حديث
تُقيم مِهرجانات و حفَلات
تُخلِّد لِذكريات الأجداد
تُذكِّر بإنجازات الأوّلين
لا تُعير أيّةَ عناية للحداثة
لا تبني لأجيالها مستقبلا
و لا تمنحُها فرصةً للنَّجاح
مدارسها لا تُخرِّج إلا جُهّالا

لا يصلُحون للعصر الحديث
أمم تتظاهر بالتقدم بُهتاناً
شعوبها عن الرَّكب متخلفة
لم تُسْقَ من عين العَصْرنة
لا تزال تعيش حياة الجهالة
و مَنْ حَضِيَ بشيء من العلم
فهو البارع في سَرْد القصص
قصص التَّفاهاتِ الجوفاء
تاريخ و أساطير الأولين
تبّا لأمم لا تعرف قدرها
قد أساءت فهمها للتَّمدُّن
يا قومُ انْهضوا بأنفسكم
فأنتم في أسفل الأسفلين
متى تستيقظون من السُّبات
لقد عَمِيَت بصائركم عَمىً
فعمى البصائر أشد وطْأة
أنتم و الله عجائز الزمان
لم تُسْدوا للإنسانيَّة شيئا
أنتم عِبْءٌ ثقيل على الأمم
اُخرُجوا من قَوْقَعَة الجهل
و ارْتوُوا من منابع المعرفة
و اتخذوا العلم سبيلاً للنجاح
و احْدوا حَدْوَ الأمم المُتألّقة
أمم اختارت أهدافها بعناية

جدّت و كدّت فحققت مبتغاها