ما حقيقة منع مذيعة محجبة من الظهور على شاشة تلفزيون لبنان؟

ما حقيقة منع مذيعة محجبة من الظهور على شاشة تلفزيون لبنان؟
ناديا الياس
بيروت –عاد «تلفزيون لبنان» ليثير الجدل، ليس من باب تعيين رئيس وأعضاء مجلس الادارة هذه المرة، بل من باب منع محجبة من الظهور على الشاشة عملاً بعُرف تاريخي كما أوضحت المديرة العامة المساعدة ندى صليبا الشويري، التي قالت «إن التلفزيون لا يعتمد تاريخياً وعُرفاً أي إشارات أو شعائر أو رموز دينية لإبرازها على الشاشة من أي نوع كانت. وقد التزمت كل مجالس الإدارة السابقة بهذا التوجه، ولم يُسمح للمذيعات من الطوائف المسيحية والإسلامية بارتداء أو وضع أي رمز ديني خلال الظهور على الشاشة، وهذا ما انطبق عليّ وعلى مذيعات أخريات».
وبدأت فصول القضية من فترة الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان إذ اضطرت بعض المؤسسات الاعلامية ومن بينها «تلفزيون لبنان» للاستعانة بمراسلين من أجل توسيع مساحة تغطية الأحداث والغارات، ومن بينها مَن استعين بهم الإعلامية المحجبة زينب ياسين، التي كانت تعمل في قسم محرري شريط الأخبار، حيث أفيد أن اطلالتها الأولى على شاشة «تلفزيون لبنان» لم تلق تأييد جميع من يعملون في ادارة التلفزيون.
وبعد انتهاء الحرب توقف ظهور زينب على الشاشة، وطلبت من مديرة الأخبار دينا رمضان نقلها إلى قسم المراسلين، فأحالتها إلى الإدارة على اعتبار أنه وفقاً للسياسة المعتمدة في التلفزيون عليها كمحجبة مراجعة الادارة في الأمر. وفي غياب مجلس إدارة بعد عدم البت باقتراح وزير الإعلام بول مرقص على طاولة مجلس الوزراء، أفيد أن الجواب أتى بعدم ظهور رمز ديني على شاشة التلفزيون الرسمي، ما دفع بالإعلامية إلى تقديم استقالتها. وعلى الأثر، شُنّت حملة على «تلفزيون لبنان»، ودان البعض «القرار الجائر وعدم المساواة بين المواطنين وتجاوز الحقوق». وهذا ما ردّت عليه المديرة العامة المساعدة بقولها في بيان «هناك مغالطات ومعلومات غير صحيحة». وأوضحت ما يُثار بشأن الحجاب، قائلة «إن زينب ياسين ليست موظفة بل متعاقدة وبالتالي لا يمكنها فرض شروط لتغيير وضعها الوظيفي»، نافية «أن تكون ضحية توجهات طائفية داخل التلفزيون»، وأضافت «الجدير ذكره أن زينب ليست مراسلة في قسم الأخبار وهي تعمل في قسم السوشيال ميديا، وتحديداً في الشريط الإخباري، ومع انتهاء الحاجة إلى خدمات المراسلين المؤقتين، توقفت عن الظهور على الشاشة كما هو الحال مع غيرها من الصحافيين الذين تمت الاستعانة بهم خلال فترة الحرب، وبالتالي الايحاء بأن إيقافها عن العمل كان نتيجة «تمييز ديني» هو تضليل واضح للحقائق».
وتابعت «أما أنها تضغط اليوم بالاستقالة حتى يُسمح لها بالظهور على الشاشة، فمثل هذا الأمر ليس وليد الساعة، بل أُثير في عهدٍ سابق وحُسم الأمر بعدم تعديل هذا التوجه».
وختمت «أي تغيير في هذه المعايير المعتمدة منذ عقود طويلة، والتي تعود إلى تاريخ انطلاقة هذا التلفزيون، هو من صلاحيات مجلس الإدارة حصراً، والذي يعمل وزير الإعلام الدكتور بول مرقص على تشكيله».
تجدر الاشارة إلى أن قناة LBCI استعانت بدورها خلال فترة العدوان بمراسلة محجبة من النبطية، فيما تظهر مذيعات أخبار محجبات على شاشة «المنار» فقط وبنسبة أقل على شاشة NBN.
«القدس العربي»: