الكالسيوم، المعدن المعروف ارتباطه بصحة العظام، يعد واحداً من أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية بشكل سليم. فقد اعتدنا منذ طفولتنا على شرب الحليب لزيادة الطول وتقوية العظام، لكن فوائد الكالسيوم تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.

ما هي هذه الفوائد؟

يشتهر الكالسيوم بدوره في بناء وتقوية العظام، إلا أن تأثيره لا يتوقف عند هذا الحد. فإن الكالسيوم له وظائف متعددة تشمل دعم حركة العضلات، تنظيم إفراز الهرمونات، وتحفيز الإشارات العصبية في جميع أنحاء الجسم والدماغ. كما يساعد في تنشيط الدورة الدموية عبر تعزيز حركة الدم.

المصادر الغذائية للكالسيوم

رغم أن المكملات الغذائية والفيتامينات المتعددة توفر طرقاً للحصول على الكالسيوم، إلا أن تناول الأطعمة الغنية به يعدّ الطريقة المثلى. من أبرز مصادر الكالسيوم الطبيعية نجد منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن، بالإضافة إلى بعض الخضروات مثل السبانخ والبروكلي. كما يمكن العثور على الكالسيوم في بعض الأطعمة البحرية المدعمة مثل السردين. تُعد الأطعمة المدعمة بالكالسيوم خياراً آخر لمن يسعى إلى زيادة استهلاكه لهذا المعدن الضروري.

كمية الكالسيوم المطلوبة

تختلف الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم حسب العمر والجنس. بالنسبة إلى البالغين من سن 19 إلى 50 عاماً، يُنصح بتناول حوالى 1000 ملغ من الكالسيوم يومياً. أما للنساء اللاتي تُراوح أعمارهن بين 51 إلى 70 عاماً، فإنهن بحاجة إلى 1200 ملغ يومياً، في حين يبقى نفس المعدل للرجال في هذه الفئة العمرية.

علامات نقص الكالسيوم

يمكن أن يظهر نقص الكالسيوم في الجسم بعدة أعراض، تشمل التشنجات العضلية، التنميل في الأطراف، الغثيان، الإسهال، آلام العظام، وهشاشة الأظفار والشعر. في الحالات الشديدة، من الممكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى اضطرابات قلبية. وعليه، يُوصى دائماً باستشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان نقص الكالسيوم هو السبب وراء الأعراض.

التوازن في تناول الكالسيوم

في حين أن الكالسيوم عنصر غذائي أساسي، يجب الحذر من تناوله بكميات مفرطة. الإفراط في تناول الكالسيوم قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل سرطان البروستات وأمراض القلب. لذا، ينصح الخبراء بالحصول على الكالسيوم من المصادر الغذائية الطبيعية، مع الحرص على التوازن وعدم الإكثار في المكملات الغذائية.

من الضروري أن يتناول الجميع كميات كافية من الكالسيوم للحفاظ على صحة عظامهم وأجسامهم بشكل عام. ومن الأفضل دائماً استشارة الطبيب لتحديد الاحتياجات الشخصية وضمان الحصول على الجرعة المناسبة من هذا المعدن الحيوي.