سوريا الجديدة: من «شكراً نتنياهو» إلى «الموت لإسرائيل»

سوريا الجديدة: من «شكراً نتنياهو» إلى «الموت لإسرائيل»
اختلفت آراء بعض السوريين حيال القضايا المصيرية في محطات كثيرة خلال الأعوام الفائتة من عمر الحرب التي بدأت في عام 2011 ولم تنته حتى الآن.
خلال ما مضى، وصل الخلاف إلى حد يُفترض ألا يكون هناك نقاش فيه، وبلغ حد القول بأنّ إسرائيل ليست عدواً، بل بشار الأسد، وضرباتها على مواقع الجيش السوري سابقاً ليست عدواناً، إنما «غارات مباركة».
اليوم، انقلبت الموازين لدى السوريين الذين يقفون صفاً واحداً مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وقوات الجيش السوري الجديد، خصوصاً أولئك الذين قاتلوا في صفوف المعارضة المسلحة ضد النظام السابق، وأثبتت الأيام الأخيرة التي شهدت غارات إسرائيلية مكثفة على مواقع للجيش المنحلّ، وتجمعات للفصائل المسلحة الجديدة، أنّ بعض أولئك السوريين لا ينظرون إلى العدو بالعين المجردة، بل ينظرون إلى الطرف الذي يُنكَل به ليقرروا ما إذا كانت إسرائيل «شيطاناً أو ملاكاً».
وفي رحلة من لافتة «شكراً نتنياهو» التي رُفعت في إدلب عام 2017، إلى لافتة «الموت لإسرائيل»، ومن توزيع «البقلاوة» على المارة بعد كل ضربة إسرائيلية، إلى المسارعة نحو الإدانة والاستنكار، حدثت نقلة تحتاج بعض الوقت لفهمها، فمن قال العبارة الأولى هو الذي قال الثانية أيضاً. إنّهم الأشخاص ذاتهم، لكن مع فرق في الأزمنة والطرف المستهدف.
ترى شريحة لا يستهان بها من السوريين أنّ الضربات الإسرائيلية على «سوريا الجديدة» تسعى إلى تقويض أمن واستقرار الدولة «المحررة» حديثاً من الديكتاتور، ومن كنا نراهم يطالبون النظام السابق بالرد على إسرائيل ونعته بالجبن والخسة، نراهم اليوم لا يطلبون من الشرع الردّ، بل يدعون العدو إلى ضبط النفس وإفساح المجال أمام سوريا ورئيسها للبناء من جديد، لتجنب حشر الأخير في زاوية لا يملك القرار فيها، أو وضعه أمام سؤال يعجز الإجابة عليه.
وهنا ما يؤكد أنّ «التشبيح» في سوريا مهنة يحترفها بعضهم، تعمل على الإفراط في تلميع صورة الحاكم بكافة السبل، فمن لا عمل له، يمكنه أن يعمل بوقاً للملك في سوريا، يلاحق المنتقدين في التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويسارع إلى الأدعية والابتهالات بأن يحفظ الله «فاتح الشام» و«ناصر المسلمين»، ويُميت أعداءه غيظاً من كرسيه وقصره، كأننا تماماً أمام «بشار» جديد، يجتمع حوله «المطبّلون»، ويُقمع «الكارهون»، فعن أي تحرير يتحدثون؟.
الاخبار




