مقالات

نتنياهو يعود من واشنطن بخفي حنين بقلم مروان سلطان  فلسطين

بقلم مروان سلطان - فلسطين

نتنياهو يعود من واشنطن بخفي حنين دون تحقيق مكاسب، ليواجه قضايا الملاحقة القضائية والقانونية التي طالما اراد ان يتهرب منها او يعفى منها ويسمى ملك اسرائيل.

 

 

بقلم مروان سلطان  فلسطين 🇵🇸 

8.4.2025

———————————————

ذكرت في مقالات سابقة ان نتنياهو والائتلاف الحاكم في اسرائيل ، منذ مجئ ترامب الى الحكم يتسابقون في احاديثهم ومؤتمراتهم الصحفية الى الاقتباس من تصريحات ترامب ، في شن العدوان على قطاع غزة ومنها قضية التهجير ، او صب الجحيم على غزة، وكانوا يرددون مثل تلك العبارات التي تحدث بها الرئيس الامريكي في ملابسات الحديث حول موضوع الرهائن الاسرائيليين في غزة او الحرب على الارهاب ، فكان يتوارون في تنفيذ عدوانهم وجحيمهم الذي يصبونه عل غزة ، وراء الرئيس ترامب ، وكانهم بحاجة الى من يشد عضدهم ويقوي شوكتهم في عدوانهم، او هو الهروب من المسائلة والحساب من المجتمع والمؤسسات الدولية التي باتت تلاحق تلك الجرائم. جرائم حرب يندى لها جبين العالم التي ضحيتها الاطفال ، والنساء ، والشيوخ ، والامنين.  لقد تم استدعاء نتنياهو على عجل للقاء الرئيس ترامب والذي كان يفضل نتنياهو ان يتم بعد عيد الفصح لكن اصرت  الادارة الامريكية ان يتم اللقاء وفق توقيتها واجندتها، الذي يبدو انهم قد ضاقوا ذرعا بسياسة اسرائيل في المنطقة، لقد تم استدعاء نتنياهو تحت حجة مناقشة الجمارك المفروضة على اسرائيل والقضايا الاخرى التي تشعلها اسرائيل في المنطقة. يبدو انه بات واضحا لدى الادارة الامريكية ان سياسات اسرائيل الحالية في منطقة الشرق الاوسط هي سياسات تؤدي الى التصعيد العسكري ، واثارة الاضطرابات في المنطقة، اضافة الى توريط الولايات المتحدة وجرها الى معسكر الحرب ، الذي لا يعكس بدوره على ما يبدو من اولويات الادارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب الاي تضع على راس اولوياتها الازدهار الاقتصادي الداخلي وانعكاساته على المواطن الامريكي، والعلاقات التجارية مع الصين وانهاء التوترات الدولية.

من المؤتمر الصحفي الذي جرى في البيت الابيض بعد لقاء ترامب نتنياهو، نستطيع ان نفهم ان الرئيس الامريكي  لم يمنح نتنياهو اي جرعة من الدعم المعنوي والنفسي الذي يرغب به نتنياهو ، ليبدو كعادته مزهوا كالطاووس المغرور يفرد جناحيه في لقاءاته مع الرئيس ترامب. لقد اراد الرئيس ترامب ان يضع النقاط على الحروف، اذا اعلم نتنياهو ان محادثات مباشرة بين امريكا وايران  بخصوص البرنامج النووي الايراني سوف تبدء في سلطنة عمان قريبا، وبخصوص العلاقات مع تركيا اكد الرئيس ترامب ان عليه ان يعيد حساباته في التصعيد معها من خلال العمل السياسي الديبلوماسي، وبخصوص غزة يبدو ان الادارة الامريكية سحبت من نتنياهو التصريح باستمرار العدوان الاسرائيلي على غزة، حيث ترى الادارة الامريكية اليوم  ان الحل في غزة ليس عسكريا، ولذا كما يبدو اننا سنشهد اتفاقا جديدا لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والرهائن قريبا.

لقد كانت طموحات واهداف  نتنياهو  والائتلاف الحاكم في اسرائيل اشعال المنطقة والدخول في مستنقع الحروب، وتوريط الولايات المتحدة الامريكية في حرب مدمرة في الشرق الاوسط، لتحقيق مكاسب جديدة استعمارية لاسرائيل، والهروب من تهم الفساد والملاحقات القضائية والقانونية والاخفاق في المهام ، رغبة نتنياهو ليتوج ملك اسرائيل.  وتدرك الولايات المتحدة ان هذه السياسة التي تنتهجها اسرائيل هي من اجل ان تحقق مكاسب شخصية للائتلاف الحاكم في اسرائيل .  واثرت  على ما يبدو عدم الانجرار وراء تلك  التوجهات وخفض التوترات في الاقليم ، في التصعيد والحسم العسكري التي اشعلها نتنياهو على العديد من الجبهات. في اعتقادي ان غزة ستشهد انفراجا قريبا وان يزول هذا الكابوس من على غزة هاشم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب