رئيسيالافتتاحيه

بعد تمسك نتنياهو بالحرب.. ما فرص التوصل إلى هدنة في غزة؟

بعد تمسك نتنياهو بالحرب.. ما فرص التوصل إلى هدنة في غزة؟

بقلم رئيس التحرير 

نتنياهو يكرر مواقفه: “لا وقف للحرب قبل القضاء على حماس”.. وسموتريتش يدعوه لاحتلال غزة ، فقد أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات مساء السبت، أكد فيها  على أن الخيار العسكري له الأولوية  إلى أن يتم القضاء على حركة حماس. كما شدد نتنياهو على أهمية المناطق العازلة في كل من القطاع وسوريا ولبنان.

وشدد رئيس الوزراء على أن “لا خيار أمام إسرائيل سوى مواصلة القتال في غزة”، حتى تتمكن تل أبيب من “تحقيق النصر”. بينما اعتبر أن إسرائيل تمر بمرحلة حاسمة من تاريخ الصراع، وفقا لكلمته المسجلة.

وتوجه نتنياهو إلى جمهوره بنبرة تحذيرية أقرب منها إلى التهديد، مؤكداً أنه في حال عدم استمرار الحرب والقضاء على حماس، فإن تكرار سيناريو السابع من أكتوبر أصبح “مسألة وقت”، لا أكثر.

كما اتهم نتنياهو الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب بأنها تردد “كلمة بكلمة دعاية حماس”، وقال بأن حكومته ستزيد من ضغطها العسكري لإخضاع حماس.

ولطالما كان استمرار الحرب هدفاً ومطلباً ملحاً لليمين الإسرائيلي، وبعد تصريحات نتنياهو، جدد وزير المالية سموتريتش، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، مطالبه باحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين منه، وطالب نتنياهو بـ “فرض حكم عسكري”، من خلال تغيير نهج الحرب المتبع في غزة.

وفي منشور على حسابه الرسمي على منصة إكس، قال سموتريتش مخاطبا نتنياهو “سيدي… يجب تغيير نهج الحرب والتوجه نحو احتلال كامل لقطاع غزة دون خوف من إدارة عسكرية إذا لزم الامر”.

من جهته، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير “سنواصل الحرب لتدمير حماس وسنمنع الوقود والكهرباء ومستمرون في الضغط العسكري”.

مواقف وتصريحات نتنياهو ومعه اليمين المتطرف تدفع المنطقة لمزيد من أتون الصراع وأن نتنياهو ممعن  بمزيد من التصعيد داخل قطاع غزة، وممعن في القتل والأعمال الإجرامية، في ظل غياب الإرادة السياسية للانخراط في مفاوضات جدية تؤدي إلى الإفراج عن المحتجزين”.

نتنياهو يسعى إلى تحقيق صفقة بمفهوم “الكل مقابل لا شيء”، حيث يريد استعادة جميع المحتجزين دون تقديم أي تنازلات، وأن التصريحات الإسرائيلية الحالية تهدف إلى تدمير مسارات العمل السياسي، ولهجة التصعيد العسكري مرتبطة  بتطورات إقليمية أخرى، وخاصة المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وأن “نتنياهو يخشى أن يؤدي اتفاق بين واشنطن وطهران إلى إحباط المبرر الذي يستخدمه لتبرير التصعيد والفوضى بالمنطقة”

وأن استمرار التصعيد يهدف إلى جر  الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، للانخراط مجدداً في صراعات المنطقة وأن استمرار  الحرب في غزة هدفه الضغط على  الإدارة الأميركية، كردة فعل  عن القلق من المسار الإيجابي للتفاوض بين الولايات المتحدة وإيران، وأن نتنياهو يسعى إلى خلق المزيد من الفوضى للحفاظ على مبرراته للتصعيد الإقليمي.

هذا في حين تتجاهل تصريحات نتنياهو مطالب الشارع الإسرائيلي والأصوات الداعية لوقف الحرب، متمثلة بحركة العرائض المنددة والرافضة لاستئناف الحرب التي توسعت رقعتها، وحصدت آلاف التوقيعات من كافة أطياف المجتمع الإسرائيلي، من عسكريين ومدنيين وأكاديميين، وصولا إلى سلاح الجو وقوات النخبة في الجيش.

وترفض عائلات الرهائن خطاب نتنياهو، بينما هاجم الإعلام الإسرائيلي ما وصفه “بالبيان الفضفاض” الذي يتحدث عن مواضيع كثيرة دون عنوان واضح، بينما يعطي أملاً كاذباً لعائلات الرهائن، وفقاً لما جاء في القناة 14 الإسرائيلية.

بينما يقول متظاهرون من أهالي الأسرى بأن خطاب نتنياهو لم يأت بجديد وهي نفس النغمة التي يرددها منذ بداية الحرب، و”كان على نتنياهو الخروج بموقف يقول إنني موافق على إعادة الأسرى وإنهاء الحرب أو أنني سأستقيل من منصبي”، وفقاً لما قاله أحد أقارب رهينة في غزة.

ويشدد الشارع الإسرائيلي على أن الاستمرار في الحرب إنما الهدف منه هو المصالح الشخصية التي تخدم نتنياهو وحكومته، وهي بعيدة كل البعد عن “أمن إسرائيل”، كما يقول المحتجون.

وتحسم تصريحات نتنياهو موقف إسرائيل، وتأتي بعد أن رفضت حماس المقترح الإسرائيلي الأخير لصفقة الرهائن ، كما تاتي في وقت أعلنت فيه قطر بأنها ماضية في جهودها الدبلوماسية وأكدت، يوم الأحد أنها ملتزمة بإحياء الاتفاق من جديد. وقال محمد الخليفي، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية، إن ما نسمعه عادة من انتقادات من نتنياهو، تكون غالباً “مجرد ضجيج”.

ومن نافل القول أن ألمقتله الدموية الهائلة الجارية حاليا في فلسطين تجسد إلى حد كبير الآلام الفظيعة التي يعانيها الفلسطينيون، منذ نشوء إسرائيل عام 1948، التي تعمل، منذ ذلك التاريخ، على منع انبعاث الشعب الفلسطيني، وقيامته، وأنه إذا كان هناك من مأساة تاريخية كبرى يمكن أن تتجسّد فيها معاناة السيد المسيح  عيسى بن مريم فهي التراجيديا الفلسطينية الرهيبة التي يعيشها الفلسطينيون على أيدي الجلاد الإسرائيلي وأن جل ما تسعى اليه حكومة نتنياهو هو تقويض أي فرصه للتوصل إلى هدنه وإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى ضمن مفهوم صراع البقاء وديمومة الصراع وفق رؤيا وتوجهات حكومة اليمين العنصرية برئاسة نتنياهو

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب