رئيسيالافتتاحيه

حدة خطابه ضد ” حماس” ماهية الدوافع والتداعيات ومصير الوحدة الوطنية ؟

حدة خطابه ضد ” حماس” ماهية الدوافع والتداعيات ومصير الوحدة الوطنية ؟

بقلم رئيس التحرير 

السؤال الذي يطرح نفسه من قبل الشارع الفلسطيني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي  التصعيد غير المسبوق في لغة خطاب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس  السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتضمَّن عبارات قاسية جداً بحق ” حماس” وقوى المقاومة ؟؟ لماذا رفع الرئيس محمود عباس نبرة الخطاب ضد حماس وحملها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية    

وقال الرئيس محمود  عباس، في كلمة خلال افتتاح الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، إن ” حماس”  تسببت في ” نكبة”  للفلسطينيين. وطالبها، بعبارات مصحوبة بشتائم غير مسبوقة ، بـ” تسليم الرهائن الإسرائيليين” ، وتسليم سلاحها للسلطة والتحول إلى حزب سياسي.

وقاطعت جلسة افتتاح المجلس المركزي  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، و” حماس”  و” الجهاد الإسلامي”  وفصائل أخرى وانسحبت  الجبهة الديموقراطيه مبرره انسحابها بغياب الوحدة الوطنية  ، وذلك  وسط جدل حول أهمية الاجتماع الهادف إلى تجسيد الوحدة الوطنية، علما أن الهدف من دعوة المجلس المركزي للدورة الحالية الهدف منها  تعديل في ميثاق ونظام منظمة التحرير الفلسطينية  واستحداث منصب لنائب رئيس منظمة التحرير، دون أن يكون هناك أي قرارات مصيرية تتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة.

في سنوات سابقه وجه الرئيس محمود عباس انتقادات لحركة ”  حماس ” وحملها مسؤولية الانقسام وسيطرتها على قطاع غزه عام 2007، ووجه انتقادات شبيهة إليها لكنها كانت بحدة أقل، ولذلك قد تكون هذه المرة الأولى التي يصعد فيها من لهجة الخطاب.

الغريب والمستهجن وهو ما أدهش غالبية من المراقبين وشريحة واسعة من الشعب الفلسطيني هي اللغة التي تحدث بها الرئيس محمود عباس، والتي حملت هجوماً ” غير مبرر”  و” قاسياً” وسيكون لها تداعيات على الصعيد الفلسطيني والحوار الفلسطيني  ، خاصة وأن الخطاب استحوذ على مساحه واسعة من الجدل العلني في الشارع الفلسطيني وامتد إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وهناك مواقف لمثقفين ومتابعين للشأن الفلسطيني ممن هم في دول عربية أو غيرها انتقدت لغة الخطاب ومضمونه ، واعتاد الفلسطينيون في كثير من المرات السابقة على لغة الانتقادات الحادة المتبادلة ما بين ” فتح”  و” حماس” ، ولكنها ربما المرة الأولى التي يجري إطلاق شتائم وغيرها من المصطلحات غير المعتادة في إطار الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

في المقابل، رأى كتاب ومحللون وشريحة واسعة من الفلسطينيين   أن الخطاب بهذا الشكل كان ” مسيئاً”  إلى كل الفلسطينيين رغم الخلافات السياسية ما بين ” حماس» و«فتح” وكان يفترض بالرئيس محمود عباس أن يكون أكثر دراية بموقف الشارع الفلسطيني والقاعدة الشعبية وأكثر  حنكةً في التعامل مع الموقف الفلسطيني الحالي، وأن يكون الخطاب موضوعيا وأكثر اتزانا لكن للأسف  ” الخطاب كان مسيئاً وقاسياً ” وسيكون له تداعيات ليس على مختلف القوى والفصائل الفلسطينية  وحسب بل على حركة فتح وصراع الأجنحة فيها

ولا يُخفي كثير من المراقبين أن أحد أسباب هذا التدهور في الخطاب هو أن شعور قيادة السلطة الفلسطينية بتجاهل تام من الإدارة الأميركية وأطراف دولية، في وقت عقدت فيه حركة ” حماس” لقاءات مع بعض أطراف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسئولين دوليين آخرين في إطار البحث عن حلول فيما يتعلق بواقع غزة.

وبحقيقة القول أنه لم يعد هناك متسع على الورق والصحف لعبارات الشجب والاستنكار والإدانة، فقد جفت الأقلام ورفعت الصحف ولا بد أن يكون هناك موقف مغاير لما هو قائم وقادم لما يعانيه شعبنا الفلسطيني في ظل غياب الرؤية الوطنية والمرجعية الإستراتيجية والتعددية والشراكة السياسية

نحن في صراع مع الوقت والذي يجب أن لا يمضي دون تسجيل موقف والترفع عن الخلافات الآنية والفصائلية ألضيقه وضرورة الارتقاء بالمواقف لمستوى المسؤولية وان كل محاولات الفرض دون اكتساب المواقف للشرعية الشعبية يضر بالوحدة الوطنية ويعمق من الخلافات والصراعات ويجسد ويرسخ الانقسام وحتما لن يكون في الصالح العام الفلسطيني

وحقيقة القول بتنا نخشى من تداعيات اجتماع المجلس المركزي ونبرة الخطاب الذي من شأنه توسيع الهوة وتعميق الانقسام والانقضاض على كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في بكين وموسكو والجزائر لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام وتشكيل الإطار القيادي الموحد لرسم الخطط والاستراتيجيات الوطنية لمواجهة مخططات حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو

الشارع بات اليوم أكثر غليانًا من ذي قبل، وينتظر موقفا مخالفًا لما يشاهد ويسمع، ويأمل الفلسطينيون أن لا يطول الوقت الذي يسمع فيه الشارع ما يريد وأن يكون موقفا مسئولا وملتزم بالمواقف والثوابت الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية وان يدشن بداية لمرحلة جديدة يحتكم فيها الجميع للشرعية الشعبية وعبر صناديق الاقتراع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب