إسرائيل تواصل «روتين» الإبادة: بوادر مجاعة في غزّة

إسرائيل تواصل «روتين» الإبادة: بوادر مجاعة في غزّة
غزة | دخل قطاع غزة في موجة جديدة من الجوع غير المسبوق، مع بلوغ الأزمة مستويات كارثية تهدّد حياة أكثر من مليونَيْ فلسطيني.
ففي الوقت الذي واصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق جميع المعابر الحدودية منذ خمسين يوماً، مُنع دخول أنواع السلع والمساعدات كافة، بما في ذلك المواد الغذائية، ما أدّى إلى تفاقم المجاعة المنتشرة في أنحاء القطاع، خلافاً لما كان عليه الحال خلال الأشهر الأولى للحرب، حين سُمح بإدخال كميات محدودة إلى مناطق جنوب وادي غزة فقط.
وأمس، حذّر «برنامج الأغذية العالمي» من أن «مليونَيْ شخص يعتمدون كلياً على المساعدات، لا يجدون الطعام»، فيما أعلنت وكالة «الأونروا» عبر حسابها على منصة «إكس»، «نفاد كامل إمدادات الطحين»، مؤكّدة وجود «3000 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية جاهزة لدخول غزة»، لكنّ «السلطات الإسرائيلية تمنعها من الدخول».
وفي الأسواق المحلية، يبدو الوضع مأساوياً بكل المقاييس، إذ أصبحت السلع الأساسية نادرة جداً، والأسعار وصلت إلى مستويات قياسية. ويختصر المواطن أبو معين روقة، الذي التقته «الأخبار» في سوق الشيخ رضوان شمال غزة، الواقع بقوله: «الأولاد يشتهون رغيف الخبز، الخضروات طعام الأغنياء، كيلو البندورة بـ10 دولارات، وكيلو البطاطا بـ20 دولاراً، وكيس الطحين وصل إلى 200 دولار». ويضيف: «الناس جعانة وما معها فلوس تشتري، ومن يمتلك المال لا يجد السيولة».
وبدورها، تتحدّث الحاجة أم رأفت، التي تعيل 36 يتيماً، قائلةً: «بشق الأنفس نؤمّن وجبة واحدة يومياً. الأولاد يعانون من سوء التغذية حتى صاروا كالهياكل العظمية».
وتشير إلى أن انقطاع المحروقات وإغلاق المعابر أدّيا إلى نقص حادّ في مياه الشرب أيضاً. ووفق تقرير صادر عن الغرفة التجارية في القطاع، فإن الأسعار ارتفعت بنسبة 527%، ما يعني أن أكثر من 90% من سكانه باتوا غير قادرين على تأمين حاجاتهم الغذائية الأساسية، وسط تجويع وتعطيش متعمّدَيْن يمارسهما الاحتلال.
ميدانياً، واصل جيش العدو تصعيد عدوانه على مناطق القطاع كافة، حيث سُجّل أمس ارتقاء 53 شهيداً، بينهم 20 في جنوب غزة، بعد استهداف خيمة نازحين لعائلة أبو عمرة ومنزل لعائلة كوارع. كما شهد وسط القطاع ثلاث مجازر استهدفت شقة سكنية وتجمّعاً للمواطنين على بسطة خُضر وكافتيريا مزدحمة، ما أدّى إلى استشهاد 18 مدنياً.
أما شمالاً، فقد وُثّق سقوط 15 شهيداً، غالبيتهم من عائلة البطش في حي التفاح. وفي المقابل، واصلت فصائل المقاومة ردّها على العدوان؛ إذ أعلنت «سرايا القدس» استهداف ثكنة عسكرية داخل شقة سكنية في حي التفاح بصاروخ موجّه، فيما أفادت «كتائب القسام» باستهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة «الياسين 105»، بالإضافة إلى تفجير عبوة مضادّة للأفراد بقوة إسرائيلية شرق الحي.