
الكل الفلسطيني رجليه بالفلقة ، ومسلسل التهويد يشق طريقه بتسارع وبلا هواده وفلسطين لم تعد تحتمل المزايدات والتناقضات.
بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
28.4.2025
—————————————
المشاهد التي تصل الينا حول حرب الابادة في غزة، او حرب المخيمات في الضفة الغربية او الحملة المسعورة للاستيطان تجعلنا نقف لنراقب المشهد عن كثب ، من جهة تلك الدماء التي تجري كالانهار على الرمال، اطفال تنام ولا تصحو الا جثث من تحت الانقاض ، او تتطاير لحومهم في الفضاء، وما بين القرصنة للارض والاموال ، وما بين تهجير واحلال ، ورواد للمقهى يحلسون لاحتساء القهوة فتصيبهم شظايا القنابل فلا يقومون في مشهد غاب عنه الوعي المحلي والعربي والاسلامي لما يحدث ويدور . الة التهويد تدور ولا تتوقف عن الدوران لاسرلة وتهويد كل ما هو عربي واسلامي ، بمباركة او اغير مباركة لقوى الظلام في هذ العالم. الحرب التي تدور هي وسيلة تمضي بلا هوادة خدمة للمشروع الاسرائيلي الذي تم ذكره “التهويد والأسرلة ” للارض الفلسطينية.في قطاع غزة والضفة الغربية، لذلك الحرب ماضية باي شكل من الاشكال، وتحت الضغط فتح باب التهجير الذي بات يمضي قدما بدعم من جهات دولية وعبر معبر رامون .
المشروع الإسرائيلي في سلم اولوياته امران هو المشروع الاستيطاني والثاني كي الوعي الفلسطيني وتدمير الحلم الفلسطيني باقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس. المشروع الاستيطاني وهو يعتمد كما يعلم الجميع على الاحلال بمعنى طرد الفلسطينيين واحلال اليهود مكانهم. وحتى يفهم القارئ كيف يتم طرد العرب فان هناك اجراءات معقدة تتبع في سبيل ذلك وعامل الوقت مفتوح ، اي بمعنى ان الاجراءات الاحتلالية تبقى قائمة في الحصار والتضييق على السكان واغلاق الطرق ، وحمل الامتعة على الاكتاف لمسافات طويلة، ونقل المرضى لا يتم بشق الانفس، وكذلك لدفن من توفاه الله في المقابر، والاهم من ذلك ان التكاثر الطبيعي في المناطق المستهدفة من الاستيطان شبه معدومة، ومن يتوفاه الله يمنع ان يحل مكانه اي ابناؤه او اخوانه فتذهب الاملاك الى ايدي المستوطنين. وتلك الاجراءات المتبعة وهذا هو عدى عن استفزازات المستوطنين وتعدياتهم على الفلسطينيين من اجل ذلك. كثير من التجمعات السكانية يمنع فتح شارع ليخدم تلك التجمعات، ويمنع حتى تركيب الواح الكهرباء الشمسية للاضاءة ، ويمنع اضافة غرفة من الاسبست وغير ذلك من الاجراءات. وما يقال يحتاج الى مجلدات لذكره ومتابعته.
عدد المستوطنين اليوم حوالي ثمانماية الف مستوطن في الضفة الغربية ، ينتشرون على طول ما يعرف في المنطق ج ، التي تشكل %62 من مساحة الضفة الغربية، كما ان هذه المستوطنات تحاصر المدن الفلسطينية وهو الامر الذي يمنع التمدد الطبيعي للمدن الفلسطينية، ما يعني التهجير القسري للفلسطينيين الذي لا يجدون مساحة كافية للعيش فيها، بسبب هذه السياسة. والمستوطنون اليوم عبارة عن جيش رديف لجيش الاحتلال الاسرائيلي ، مهامهم الرئيسية تضييق الخناق على الفلسطينين واجبارهم على الهجرة ، وباستعمال كل الادوات الممكنة والتسهيلات التي تقدمها الحكومة الاسرائيلية ، وهي حكومة من المستوطنين وزعماء الاستيطان المتطرفين.بن غافيير اليوم يزور الولايات المتحدة بعدما رفع الحظر والعقوبات عليه، ويقيم الندوات ويجمع الاموال للاستيطان. ( ” في وقت لاحق من ذلك المساء، يستضيف فرع من فروع حركة “حاباد-لوبافيتش” بن غفير في حفل جمع تبرعات في بروكلين لصالح حركة حاباد في الخليل، في الضفة الغربية. ويعلن فرع بايس شموئيل حاباد، في كراون هايتس، عن ”حلقة نقاش مفتوحة“ مع بن غفير ”لاكتساب نظرة ثاقبة من وراء الكواليس حول الكفاح من أجل السيادة اليهودية على كل أرض إسرائيل والدفع باتجاه النصر من خلال القوة على أعلى مستويات الحكومة“. يبلغ سعر التذكرة للمشاركة في الحلقة 36 دولار للشخص الواحد.”. ) “تايمز او اسرائيل باللغة العربية”.
المشهد للواقع الفلسطيني الجغرافي هو يقبع في معازل اشبه بالسجون الواسعة ، التي تغلق بوابتها باوامر الجيش الاسرائيلي ، او تحريض المستوطنين فيمنع عنهم الحركة والتنقل بين المدن، وتتعطل كل انواع الحياة فيها، وتصاب القطاعات المختلفة اقتصادية واجتماعية وغذائية بالشلل اذا ما اغلقت تلك البوابات، ومنذ عملية السابع من اكتوبر تعمدت اسرائيل الى تعميق الحواجز والبوابات وحدت بشكل واسع حركة المواطنين من خلال تلك البوابات والحواجز التي يقترب عددها في الضفة الغربية من الف حاجز تنتشر حول المدن والقرى والمخيمات وطرق الضفة الغربية.
وفي خضم هذا الواقع الاستيطاني المرير والحرب التي تشن على غزة والضفة الغربية تعمل اسرائيل بهدوء على المشروع الثاني في القضاء على الحلم الفلسطيني في اقامة الدولة وعاصمتها القدس . المشهد الذي تدير ملفه بعناية نتنياهو وحكومته يعمل ليل نهار على تقويض السلطة الفلسطينية ، وتشويه برنامج عمل وخدمات السلطة الفلسطينية بشخوصه وخدماته وإراداته التي طالما تبرزها الدعاية الاسرائيلية ان الارادة الفلسطينية تمر من اسفل الحاجز الاسرائيلي، والمثال الاخير تدخل نتنياهو شخصيا لمنع الطائرة الاردنية من نقل الرئيس محمود عباس هو مثال حي عل ذلك. وبرنامج تقويض السلطة الفلسطينية من قبل اسرائيل هو مشروع كبير في المشهد ، ولدى اسرائيل كل الخطط والبرامج التي تخدم هذا المشروع ، بسبب بسيط لكنه هام ان المشروع الفلسطيني منذ ولادته شعرت اسرائيل انه يقوض احلامها في التوسع وانه يضبط حدودها لذا هي ادركت خطئها بتوقيع اتفاق اوسلوا وان كان هزيلا في نظر الفلسطينيين، واخذت تعمل على الغاء تلك الاتفاقية .
وهذا السياق فان اسرائيل ترى في الاسلام السياسي البرنامج المنافس الذي يقوض السلطة الفلسطينية وليس حبا فيه لكنه ترى فيه تحقيق ماربها طالما انه يمكن لها تحديد مساره في انعاشه او اضعافه كما تشاء، وهو نفس التوجه والاسلوب في تعزيز الفرقة السياسية في العالم العربي ، حيث يدار هذا الملف بابداع متناعي لخلق البلبلة والتمرد في البلدان العربية، وهذا الواقع له ما له وعليه ما عليه فكثير من الامور تحدث خارج نطاق المالوف لتشويه الحقائق على الارض وتنسب الى تلك الجهات لتعزيز الانقسام في بلادنا العربية. وهذا ما قامت به في غزة عندما عززت الانقسام، فالاخوان المسلمين يرون في غزة نواة لمشروعهم العالمي ، وهذا الحديث يتحدثون به الاخوة في حركة حماس ، فالزهار يقول ان ” مشروعنا اكبر من فلسطين……”. ، على كل الاحوال موضوع اللحمة الفلسطينية تبدو بعيدة المنال لان اسرائيل تقتل كل من لديه التوجه الحقيقي للوحدة الفلسطينية مثل الشيخ احمد يسن والشهيد الرنتيسي وكان اخرها الشيخ صالح العاروري رحمه الله الذي كان يحمل هذا الفكر الوحدوي في حركة حماس. لكن هل من الممكن تفويت الفرص على العدو ، وتعزيز اللحمة والوحدة الفلسطينية ، سؤال بحجم الكرة الارضية، يحتاج الى ارادة ونوايا حسنة لتذليل العقبات. فما زالت المزايدات سيدة الموقف، وفلسطين تهدم ويهجر اهلها ، فهل هذا سيوقظ الحالمين؟ !. اليوم هناك حاجة الى من يعزز الصمود ، ويمنع التهجير ويحمي الارض والمقدسات .
المشهد الذي تقوده اسرائيل وعدد من دول العالم الكبرى اكبر حتى من تتحمله السلطة الفلسطينية ويحتاج الى الاسناد العربي والاسلامي ما بين الاغاثة، وترميم النكبات هنا وهناك وتعزيز الصمود ، وابقاء على قناديل الاقصى والحرم الابراهيمي مضاءة. فلسطين لم تعد تحتمل المزايدات او الشعارات.
حماك الله يا فلسطين، وحمى الشعب الفلسطيني.