البقاع الأوسط: صراع مسيحي وهدوء شيعي وتخبّط سني

البقاع الأوسط: صراع مسيحي وهدوء شيعي وتخبّط سني
باستثناء مدينة زحلة، يغيب التنافس السياسي عن الانتخابات البلدية في قرى البقاع الأوسط، رغم الحضور الحزبي الفاعل في نحو 30 بلدة تضع اللمسات الأخيرة استعداداً للمنازلات التي تنحصر بالصراعات العائلية والشخصية.
وفي وقت تنفرد عاصمة البقاع بمعركة سياسية حامية بين لائحة تدعمها «القوات اللبنانية» والكتلة الشعبية من جهة، ولائحة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب المدعومة من النائب ميشال ضاهر وحزب الكتائب وخصوم «القوات اللبنانية»، يخيّم التوافق في القرى التي للثنائي الشيعي حضور فاعل فيها، ويُسجّل غياب «مدوٍّ» لتيار المستقبل، رغم أن المعارك في القرى البقاعية السنية تدور بين «مستقبليين».
المعارك في القرى البقاعية السنية تدور بين «مستقبليين»
في القرى ذات الغالبية الشيعية هدوء لافت انعكاساً لاتفاق الثنائي مركزياً على عدم الدخول في اصطفافات ضد العائلات وترك الحرية للمنازلات المحلية التقليدية، مع العمل على إنتاج مجالس بلدية توافقية أو لوائح شبه تزكية كما في حزّرتا مثلاً، حيث توافق الثنائي والفعاليات العائلية على تسمية حسان أبو حمدان رئيساً للبلدية.
وفي بلدة علي النهري، الثقل الأكبر للطائفة الشيعية في قضاء زحلة والتي اعتادت خوض الاستحقاق البلدي بلائحتي مواجهة، توافق الثنائي على دعم ترشيح أحمد ملحم المكحل لرئاسة البلدية بدعم من عائلة المذبوح الأكثر عدداً. وفي مقابل الهدوء على ضفة الحراك البلدي، يتوقع أن تشهد البلدة معركة قاسية على المواقع الاختيارية بين العائلات وداخلها.
وفي حارة الفيكاني، يحاول الثنائي الشيعي التوافق على إعادة ترشيح حسن دلول مجدداً لرئاسة البلدية. إلا أن كثرة الطامحين قد تؤدي في نهاية المطاف إلى لائحة يرأسها دلول مناصفة مع مرشح آخر لم يتم التوافق عليه بعد.
أما في بلدة ماسا، فقد أُنجز التوافق وفقاً للصيغة التي اعتمدت في الانتخابات البلدية الأخيرة بالمناصفة في موقع الرئاسة بين الرئيس الحالي أحمد ناصر الموسوي وحسين علي ناصر.
في الناصرية، تبدو الأمور في طريقها إلى فوز اللائحة التي يرأسها رئيس البلدية الحالي فواز الترشيشي بالتزكية، والأمر نفسه ينسحب على المقعد الاختياري الذي يشغله حالياً أحمد فياض الترشيشي.
أما في القرى ذات الغالبية السنية، فتبدو المنازلات أكثر حماوة وتشارك فيها كل العائلات من دون ضوابط. وفي غياب تيار «المستقبل» عن الحراك بسبب استمراره في قراره تعليق العمل السياسي، يدور التنافس في معظم القرى بين أبناء تيار المستقبل أنفسهم.
ففي مجدل عنجر التي اعتادت أن تشهد صراعاً تقليدياً بين عائلتي العجمي وياسين، حاول المرشح السابق إلى الانتخابات النيابية رئيس البلدية السابق سعيد ياسين فتح باب التوافق العائلي عبر عزوف العائلة عن ترشيح رئيس للبلدية، إلا أن ذلك لم يحل دون اتجاه الأمور نحو مواجهة بين لائحة يرأسها الرئيس السابق للبلدية سامي العجمي المتحالف مع المرشح علي صالح بعد التوافق على التناوب على موقع الرئاسة بينهما، ولائحة ثانية يرأسها جاد حمزة.
وفي برالياس التي تشهد أيضاً صراعاً تقليدياً بين عائلتي الميس وعراجي، انضمت عائلات سلوم وميتا ودلة إلى المواجهة التي تشهد حماوة شديدة في ظل وجود ثلاث لوائح تتنافس على المجلس البلدي: لائحة «صوت برالياس» برئاسة الرئيس الاسبق للبلدية رضا الميس، وتضم الجماعة الاسلامية والعائلات و«التغييريين» (يمثلهم وسيم الحايك واسامة الحشيمي اللذان يشكلان قوة اضافية للائحة)، فيما اختارت الناشطة الاجتماعية وديان عراجي اكمال الحراك البلدي منفردة ولم ترضخ للضعوط العائلية للانسحاب من الحراك البلدي.
اللائحة الثانية التي أطلق عليها «مستقبل برالياس» تجمع رئيس البلدية السابق عضو مكتب منسقية تيار المستقبل في البقاع الأوسط سعد ميتا والمهندس محمد فرحان دلة اللذين اتفقا على المناصفة في موقع رئاسة البلدية، ووفقاً لما يشير إليه اسم اللائحة، فإنها تراهن على اجتذاب أصوات المستقبليين في البلدة.
وشكّل اللائحة الثالثة عصام خير عراجي وفايز سلوم اللذان اتفقا على المناصفة في رئاسة البلدية، وهي المرة الأولى التي تجد عائلة عراجي حاجة إلى التوافق على المناصفة في موقع رئاسة البلدية.
وفي قب الياس، رسا الحراك البلدي على لائحتين، يرأس إحداهما المختار صلاح طالب حمزة والثانية برئاسة فادي المعلم، فيما تبدو حظوظ الأول أقوى.
وبعدما شهدت تعلبايا تجاذباً حول موقع رئاسة البلدية، تم الاتفاق على إبقائه لمرشح مسيحي مع إعطاء موقع نائب الرئيس والمخاتير للطوائف الإسلامية.
واتفقت العائلات الإسلامية على دعم ترشيح الكاثوليكي سليمان سماحة الذي اعتاد حصد الرقم الأول في الانتخابات البلدية السابقة، فيما يعمل الرئيس السابق للبلدية الماروني جورج صوان على تشكيل لائحة برئاسة طوني فياض.
غير أن حظوظ الأخير تبدو صعبة بسبب استقالة صوان من البلدية خلال الأزمة الأخيرة، ما انعكس سلباً بين الأهالي الذين يرفضون تكرار تجربة صوان أو من يرشحه.
المعركة في سعدنايل على موقع رئاسة البلدية عائلية بامتياز بين عائلات الشحيمي وصوان ورحيمي والشوباصي والحمصي، فيما تشهد البلدة تطوراً هو الأول من نوعه مع ترشح ندى صوان التي تعدّ أول سيدة تترشح عن رئاسة البلدية في قضاء زحلة.
يشار إلى أن قضاء زحلة يضم 7 بلدات حُلّت مجالسها البلدية ووُضعت في تصرف محافظ البقاع، وهي تربل وجديتا وتعلبايا وبرالياس ورعيت وكفرزبد وأبلح.