فلسطين

النواب العرب في الكنيست يقررون عدم مقاطعة خطاب ترامب أو التشويش عليه

النواب العرب في الكنيست يقررون عدم مقاطعة خطاب ترامب أو التشويش عليه

وديع عواودة

الناصرة-

هبطت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار اللد الدولي صباح اليوم الاثنين، ومن هناك سيصل إلى البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” حيث سيقدم خطابا سياسيا في الهيئة العامة التي سيقاطعها ثلاثة نواب من اليمين الصهيوني احتجاجا على وقف الحرب وعدم تدمير حركة حماس وتحقيق النصر المطلق.

في المقابل، قرر النواب العرب العشرة في الكنيست البقاء داخل القاعة العامة خلال خطاب ترامب، والاستنكاف عن الاحتجاج ومقاطعة خطابي ترامب ونتنياهو.

في حديث لـ”القدس العربي” قال النائب أيمن عودة، رئيس تحالف الجبهة والتغيير، إن النواب العرب وبعد التشاور قرروا البقاء في قاعة الكنيست وعدم مقاطعة الخطابات لسببين هامين أولهما أن هناك خوفا من استغلال نتنياهو الفرصة للتحريض على العرب من خلال الإشارة إلى أن نوابا عربا يقاطعونه، والثاني كي لا يستغل نتنياهو مثل هذه الاحتجاجات للتباهي بديموقراطية إسرائيل التي تتيح لنواب عرب توجيه الانتقادات والاعتراضات والاحتجاجات.

وقال عودة إنّ يوم تنفيذ تبادل الأسرى لحظة إنسانية فارقة طال انتظارها، معتبرًا أن وقف الحرب هو “الإنجاز الحقيقي” الذي يجب تثبيته. وتابع: “هذا يوم مهم، فموضوع التبادل في صميم المطالب الإنسانية لكل إنسان. نحن نعيش أيامًا فارقة أردناها منذ عامين، والمطلوب أن تتم الأمور على الوجه الأفضل”.

وانتقد عودة ما وصفه بـ”الانحياز الواضح في خطة ترامب”، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية والحكومة الإسرائيلية “لا يمكنهما تحقيق إنجاز جوهري للقضية الفلسطينية”، لكن وقف الحرب بحد ذاته مكسب إنساني وسياسي يجب تثبيته. وعن المبادرة الأمريكية للسلام المؤلفة من 20 بندًا، والتي لاقت إشادة من بعض الزعماء العرب، قال عودة إن “الاقتراح لم يكن ليظهر لولا صمود غزة وصمود الشعب الفلسطيني”، مضيفًا: “ترامب كان شريكًا في الجريمة الكبرى، فقد دعم العدوان ووفّر غطاءً دوليًا لإسرائيل في مجلس الأمن. لكن في ظل الضغط الدولي الحالي، نشهد تلاقي مصالح قد يُسهم في التهدئة”. وأشار إلى أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قمة شرم الشيخ جاءت متأخرة “لكنها ضرورية”، موضحًا أن اعتراف دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا بدولة فلسطين “يشكّل تطورًا فارقًا يجب استثماره سياسيًا ودبلوماسيًا.

الانقسام الفلسطيني يخدم نتنياهو
وتطرق عودة إلى الموقف من السلطة الفلسطينية ودورها في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن الانقسام الداخلي بين غزة والضفة “هدية سياسية لنتنياهو”. وتابع: “رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يريد كيانًا فلسطينيًا موحّدًا. الانقسام يخدم هدفه في منع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وحتى بعد الحرب يسعى لترسيخ هذا الفصل”.

وشدد على أن “الموقف الوطني الصحيح هو توحيد الكيانية الفلسطينية بغضّ النظر عن الخلافات السياسية”. وأكد عودة أن نواب القائمة العربية سيحضرون جلسة الكنيست التي سيلقي فيها ترامب خطابه، “لكن دون المشاركة في الاحتفاء الرسمي أو التصفيق”، موضحًا أن “المشاركة تهدف إلى تثبيت الموقف السياسي الرافض للحرب والداعي لوقفها. وأضاف: “نحن أول من طالب بوقف الحرب وصفقة التبادل منذ اليوم الأول، ومن غير المقبول أن نقف جانبًا الآن. لكننا في الوقت نفسه ندين ترامب ونتنياهو على الجرائم ضد الإنسانية”.

ومن المتوقع أن يعود ترامب في خطابه المرتقب بالكنيست للمفاخرة بـ”الحدث التاريخي الرائع” المتمثل بوقف حرب مستمرة من قرون، وللحديث عن القمة الدولية الإقليمية في مصر اليوم للمشاركة في إعلان نهاية الحرب والتداول في المرحلة الثانية من الاتفاق.

يشار إلى أن الرئيس ترامب كان قد رد على سؤال صحافي قبيل إقلاع طائرته من واشنطن، وقال إن الحرب قد انتهت، وإنه واثق بأن وقف القتال سيصمد. وكان رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو قد أعلن في الليلة الفائتة أن الحرب لم تنته، داعيا الإسرائيليين للوحدة. وقد تحدث في فيديو قصير مفاخرا بالمنجزات الكبيرة لكنه بدا متوترا.

وعن ذلك، سأل صحافي ترامب وهو يصعد لسلم الطائرة، فقال: “الحرب انتهت،هل تفهم؟ الناس منهكون من حرب طالت”. وقال مصدر قريب جدا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ”القدس العربي” إن الأخير حاول إقناع الإدارة الأمريكية بأن يقوم ترامب بزيارة مدينة بيت لحم اليوم، وتبشير العالم من المدينة المقدسة بانتهاء الحرب، بيد أن ترامب لم يستجب للفكرة بسبب “ضيق الوقت”.

ويضيف المصدر: “كان الرئيس عباس قد غادر رام الله إلى عمّان استعدادا للطيران إلى موسكو، لكن السعودية ومصر لعبتا دورا في دعوته للمشاركة في القمة الدولية الإقليمية”. معتبرا ذلك تطورا جديدا لأن مشاركة أي مندوب فلسطيني فيه دلالة سياسية رمزية خاصة فيما يتعلق بمستقبل القطاع وإعماره ومستقبل القضية الفلسطينية.

في هذا المضمار، قال ترامب إن “مجلس السلام” الذي سيشارك في حكم غزة بالمرحلة الأولى سيقام بسرعة كبيرة، مرجحا أن يترأسه رئيس حكومة بريطانيا الأسبق توني بلير، وأنه يريد التثبت من أن الاختيار مقبول لدى الجميع.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب