مقالات

حق الأمة العربية على الجيل العربي الجديد في انتماءاته وولاءاته بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -دمشق-

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين دياب -استاذ جامعي -دمشق-

حق الأمة العربية على الجيل العربي الجديد في انتماءاته وولاءاته
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
الانتماء والولاء للعروبة،أحد أهم معالم وخصائص الجيل العربي الجديد،ويفوق في شخصية المناضل القومي الولاء والانتماء لعروبته كافة الولاءات الأخرى،وخاصة الولاءات والانتماءات الجهوية والقبليةوالمذهبية والطائفية.
ومن قاعدة هذه الولاءات القومية،ترى في من ينتمي للتيار القومي العربي،همومه القومية،تشكل له الشغل الشاغل،وتراه في بحث عن التحديات التي تعترض الأمة العربية في معركة مصيرها،وإيجاد الحلول لها،وإذا استعدت هذه الهموم مشاركته الفعالة،في معاركها،فستجده في المقدمة.
وتاريخنا العربي القديم والمعاصر والراهن يحدثنا،عن هذه المشاركة النضالية،يوم توجه أبناء التيار القومي إلى بغداد نصرة لثورة الشعب العراقي ضد الاستعمار البريطاني،وثورة الشعب العربي الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني ووعد بلفور، وثورة الجزائر،وضد العدوان الثلاثي على مصر،ونصرة للحكم الوطني القومي في العراق،ضد العدوان الأطلسي الصهيوني.
إذا؛الاهتمام بالشأن العربي،حالة نضالية يعيشها المناضل القومي العربي،في حياته اليومية،وتراه يدفع حياته ثمنا لقضاياأمته العربية.
وفي البراهين المختصرة جدا،عن غلبة الولاء والانتماء لمعركة المصير العربي،وتجلياتها القديمة والمعاصرة على الساحات الوطنية العربية،نريد أن نرد على من يكابر جهلاً،والقول أمام من ينبري للدفاع عن أهلنا في غزة،ضد العدوان الصهيوني وما مارس من جرائم وحشية،طالت الإنسان والزرع والأرض والحجر،بالقول اترك غزّة لأهل غزّة،فأهل مكة أدرى بشعابها،ولا تقترب نقداً من السلطة الفلسطينية.نقول لهؤلاء ؛ إن المناضل العربي الوحدوي،هو من أهل مكة في أي بقعة من بقاع الوطن،وفي أي معركة يخوضها الشعب العربي.
وعلى هذا الأساس ،أقول من أرضية اهتمامي بالسودان قطراً عربياً،منذ أن كنت طالباً في جامعة القاهرة،ومشاركتي في التنظيم القومي لحزب البعث العربي الاشتراكي (1960-1961)واختلاطي بطلبة السودان،كنت أتابع مايجري في السودان،وخاصة في أعقاب الانقلاب الذي قام به البشير مستداً إلى أجنحة من التيار الإسلامي،وعندما قام البرهان بالتحالف مع حميدتي بانقلابهما ،خوفا من وصول الحراك الشعبي، الذي بلغ أوجه إلى ثورة شعبية، تريد ترتيب الوضع السوداني على أسس شعبية مدنية ديمقراطية،كانت القسمة بينهما،حكم السودان،في أعقاب نجاحهما بمحاصرة الحراك الشعبي،تحت ذرائع لم تقنع أحد غيرهما.
وإنا أتابع لعبة هذا الثنائي،البرهان وحميدتي، كنت أنبه بومضاتي من الدور الذي يلعبه الدعم السريع في ضرب الحراك الشعبي كلما شعر الدعم السريع ان الشارع السوداني يتقدم خطوة إلى الإمام باتجاه دولة مدنية وانتخابات برلمانية.
لماذا تخوفي من الدعم السريع،وتحالفه التآمري مع البرهان؟
نعود بتكوين قوات الدعم السريع وتحولها إلى جيش ثاني،جنباًً إلى جنب الجيش النظامي،وننظر إلى مهام هذا التشكيل،من خلال استنادها إلى معرفية عقلية البشير ،الذي حكم السودان بعقلية الباحث عن القوة العسكرية القادرة على ضبط الحراك الشعبي والحيلولة دون نجاح هذ الحراك الانتصار على حكمه ونظامه،وأسند هذه المهمة،إلى حميدتي،الذي نجح أكثر من مرة في ضرب القوى المعادية لنظام البشير،فارتكب في هذه الحالة جرائم بشعة بحق الشعب السوداني،وكانت هذه الوحشية مدخلا لكسب ثقة البشير وزيادة عدد قواته،حتى اصبحت قوة ضاربة بعددها وسلاحها،والأوراق التي منحها لها البشير،وفي مقدمتها القضاء بقوة عقلية العصابة على الاحتجاجات والمظاهرات.
والمعروف عن حميدتي بأنه رجل عصابة في بداياته الباحث عن القوة والثروة والجاه،ووجد في البشير من يبحث عن هكذا عقليات،فأرخى لها الرسن على آخره،وكان لحميدتي مايريد وما يطمح إليه.
وتتسم شخصيته، بفعل الظروف التي كونتها،أنّ ولاءها لمصالحها أولا وأخيرا،وانتماءها لتشكيلها العصابي المليشياوي،وهكذا قائد وهذه ميليشيا يظل البحث من قبلهما جاري لتوسيع دائرة مصالحها،وماتحتاج من مال لبناء عصبية المال الذي يشكل المشترك بين القائد وأفراد ميليشياته.
وجاءت اللحظة المناسبة لحميدتي،بأن يجد في البرهان شريكا في الانقلاب على البشير،انسجاما مع ولائه لميليشياته،هذا الولاء الذي يشكل له نقاط استناد لانقضاض على البرهان،وان يصبح السودان مزرعة/عزبة المستقبل،وعندما طلب منه إذابة ميليشياته في الجيش النظامي،رفض وتمرد على شريكه في الانقلاب،وحاول التفرد في الحكم.
تطرح هذه الافكار السؤال الآتي ومفاده هل يستكين حميدتي لمطالب الشعب السوداني،ويفاوض البرهان تمهيدا للتنازل عن قوته الميلشياوية ؟
لابد للقوى الشعبية، والأحزاب السودانية من دعم الجيش السوداني ومناصرته في معركته،للظفر بمغالبة حميدتي،تمهيداً للخلاص من البرهان،وعودة الجيش إلى سكناته،وممارسةالشعب في بناء دولته المدنية.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب