عربي دولي

4 عمليات في 48 ساعة: شمال الكيان تحت نيران صنعاء

4 عمليات في 48 ساعة: شمال الكيان تحت نيران صنعاء

رشيد الحداد

صنعاء | ضاعفت قوات صنعاء هجماتها ضد العدو الإسرائيلي، في ظلّ دخول قطاع غزة مرحلة جديدة من مراحل التجويع المميت، وبالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي في الشارع اليمني ضد العدوان الأميركي، واستمرار التظاهرات المليونية في ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة، والعشرات من الساحات العامة. ونفّذت القوات اليمنية 4 عمليات عسكرية في عمق الكيان خلال 48 ساعة، وهو ما تزامن مع توعّد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي الخميس، «العدويْن الأميركي والإسرائيلي بالتصعيد والرد على جرائمهما ضد الشعبيين اليمني والفلسطيني»، وتأكيده أن الرد على جرائم واشنطن في اليمن سيكون مؤلماً.

وأعلن المتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان أمس، تنفيذ عمليتين عسكريتين في عمق الكيان الإسرائيلي، طاولت إحداهما «هدفاً حيوياً» في حيفا شمال فلسطين المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2»، والثانية قاعدة «رامات ديفيد» شرق المدينة بصاروخ باليستي مماثل. وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان تلك القوات تنفيذ عمليتين أخريين استهدفت إحداهما ما وصفتها بالأهداف الحيوية العسكرية للعدو في منطقة تل أبيب بثلاث طائرات مُسيّرة، والأخرى استهدفت هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان بطائرة مُسيّرة.

وأكّدت وسائل الإعلام العبرية حدوث إرباك كبير في منظومات الدفاع الإسرائيلية، مقرّةً بأن جيش الاحتلال فشل في اعتراض الصاروخ الذي استهدف قاعدة «رامات ديفيد». وقالت إن صفارات الإنذار دوّت في أكثر من 250 مستوطنة في شمال فلسطين، فيما وثّقت عدسات مستوطنين تمكّن الصواريخ اليمنية من المناورة والوصول إلى أهدافها. وتحدّث الإعلام العبري، أيضاً، عن تسبّب العمليات في تل أبيب بتأخر الإقلاع والهبوط في مطار «بن غوريون».

وفي صنعاء، رأى مراقبون أن تصاعد العمليات اليمنية في شمال فلسطين، يعكس تعاظم قدرات اليمن العسكرية، ويؤكّد أن الأراضي الفلسطينية المحتلة صارت غير آمنة بعد أن اقتصرت هجمات «أنصار الله» خلال الجولة الأولى من الإسناد اليمني لفلسطين على جنوب الكيان ووسطه.

العمليات القادمة ضد حاملات الطائرات الأميركية ستكون بتكتيك جديد وأسلحة جديدة

في المقابل، تعرّضت صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية خلال الساعات الماضية لعدوان جديد. ووفق مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، فإن مقاتلات حربية أميركية استهدفت بسلسلة غارات، مديرية همدان شمال غرب العاصمة، ومنطقة عصر غربها، إلى جانب تعرّض محافظتي المحويت وعمران لسلسلة غارات جوية طاولت مناطق جبلية وريفية.

ومساء أمس، جدّد الطيران الأميركي قصف منشأة رأس عيسى النفطية في مديرية الصليف شمال مدينة الحديدة على أربع دفعات، محاولاً إجبار السفن المتواجدة في غاطس الميناء على المغادرة وعدم التفريغ، في ما يمثّل مسعى أميركياً لفرض عقاب جماعي على ملايين اليمنيين. وجاء الهجوم على منشأة استقبال شحنات النفط والغاز البترولي، بعد ادّعاء هيئة بريطانية بأن قوات صنعاء تحتجز السفن التي دخلت إلى الميناء بتصاريح مرور حصلت عليها من فريق الأمم المتحدة في جيبوتي.

وفي وقت متأخر من مساء الخميس، استهدف الطيران الحربي محيط مدينة صعدة بخمس غارات. كما تعرّضت مديرية خب والشعف في محافظة الجوف لاستهداف جديد، بعد ساعات من قصف الطيران الأميركي منطقة كتاف ومناطق واقعة وسط الجوف.

وأتت هذه الغارات في أعقاب تراجع في وتيرة العدوان الأميركي مساء الأربعاء وفجر الخميس، أعاده خبراء عسكريون إلى حالة الإرباك التي تعيشها القوات الأميركية، وتمكّن قوات صنعاء من تنفيذ عملية جديدة مساء الأربعاء ضد حاملة الطائرات «كارل فينسون» في البحر العربي، وتأكيدها في بيان صادر عنها، مغادرة حاملة الطائرات «هاري ترومان» البحر الأحمر في اتجاه قناة السويس.

وتستعد قوات صنعاء لشن سلسلة عمليات ضد «كارل فينسون» التي تموضعت شمال البحر العربي، خلال الأيام القادمة. وأكّد مصدر عسكري في العاصمة، لـ»الأخبار»، أن قرار مواجهة حاملات الطائرات الأميركية والإضرار بها اتُّخذ في اجتماع «مجلس الدفاع الوطني» في الـ20 من نيسان الفائت، وأن العمليات القادمة ستكون بتكتيك جديد وأسلحة جديدة.

وأشار إلى أن القوات اليمنية نفّذت عمليات تجريبية بصواريخ وطائرات ضد مواقع في حيفا وقاعدة «نيفاتيم» في فلسطين، من دون الإفصاح عن أسماء تلك الصواريخ والطائرات ومواصفاتها. وأكّد المصدر نجاح «أنصار الله» في حماية قدراتها من الهجمات الأميركية وتطويرها، على الرغم من ارتفاع عدد غارات العدوان الأميركي إلى نحو 1300 خلال 45 يوماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب