قرارات سلطة “السمعي البصري” في الجزائر تثير النقاش حول حرية التعبير

الجزائر: تواصل قرارات السلطة الوطنية المستقبلية لضبط السمعي البصري في الجزائر إثارة المزيد من التفاعل والنقاش حول المشهد الإعلامي في البلاد وهوامش حرية التعبير.

وعشية إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، قررت السلطة، أمس الجمعة، توقيفاً كاملاً لبث قناة “الشروق نيوز” لمدة 10 أيام، بسبب بثّها تقريراً يحتوي “مصطلحاً عنصرياً خطيراً ينطوي على خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز ضد مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من دول أفريقية”.

وأكدت السلطة، في بيان، وجود “إخلال جسيم بأخلاقيات المهنة وانعدام المسؤولية التحريرية في معالجة موضوع حساس يستدعي الكثير من المهنية والمسؤولية تجاه أشقائنا الذين يجمعنا بهم التاريخ والمصير المشترك”.

وألزمت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري المسؤولين على القناة بتقديم اعتذار رسمي وواضح يتضمن تنديداً بمضمون التقرير المخالف.

وسبق هذا القرار إجراءات “أخرى أقل حدة” ضد برامج رياضية، بدعوى الترويج لخطابات “العنصرية والتمييز والكراهية”، و”التحريض على العنف”.

وترفض سلطة ضبط السمعي البصري اتهامات تقييد حرية التعبير والصحافة، مؤكدة أن قراراتها حتى الآن لم تتجاوز “البعد التحسيسي” في مواجهة “تجاوزات وانحرافات” تهدد تماسك المجتمع الجزائري، وتتناقض مع مبادئ الجزائر.

كما أكدت أن جميع وسائل الإعلام السمعية البصرية ملزمة بالتقيد الصارم بأحكام قوانين الجمهورية والالتزام بقواعد المهنية والاحترافية بما يعكس صورة إعلام وطني مسؤول.

ويسود اعتقاد في الجزائر أن سلطة ضبط السمعي البصري تأخرت كثيراً في التدخل لرصد وردع التجاوزات المتكررة لبعض التلفزيونات المملوكة للخواص.

فيما يرى البعض أن تلك الخطوة لا يجب أن تكون حجة للسلطات لتبرير الانتقادات الموجهة للحكومة بشأن التقييد على الحريات.

( د ب أ)