هآرتس.. “سنحرقكم.. ارحلوا لغزة”: يهود إرهابيون يعتدون على اجتماع نظمه أهالي ضحايا الحرب في يافا

هآرتس.. “سنحرقكم.. ارحلوا لغزة”: يهود إرهابيون يعتدون على اجتماع نظمه أهالي ضحايا الحرب في يافا
في ظل دخان الحرائق، وإلغاء المناسبات، وتغيب رئيس الوزراء عن قسم من الاحتفالات، وبث مسجل للعرض التدريبي في كل قنوات التلفزيون والسحابة الكثيفة التي غطت على دولة إسرائيل في يوم الذكرى ويوم الاستقلال، برز سلباً حدث واحد: اعتداء اليمين في الكنيس الإصلاحي في رعنانا مساء يوم الذكرى هو نوع من الأحداث التي تستوجب رداً نشطاً وغير مساوم. بدلاً من هذا، لاقى هذا الحدث صمتاً مخزياً من معظم قادة المعارضة، وانعدام فعل بقدر لا يقل خزياً من محافل إنفاذ القانون، وعلى رأسها الشرطة.
احتفال الذكرى المشترك الإسرائيلي – الفلسطيني الذي عقد في يافا وفي بيت جالا بث في مواقع جماهيرية في أرجاء البلاد، وبينها الكنيس الإصلاحي في رعنانا. عشرات نشطاء اليمين تجمعوا خارج الكنيس، وبعضهم اقتحموه، ورشقوا أمتعة، وألقوا حجارة وألعاباً نارية وهتفوا هتافات قومجية مقززة ضد المشاركين.
احتفال الذكرى المشترك لضحايا إسرائيليين وفلسطينيين، الذي ليس هناك ما هو أنبل منه، يعد منذ سنين في نظر اليمين خيانة، ويرون في وقوف أهالي ثكلى من أبناء الشعبين معاً في دعوة واحدة خطراً وجودياً.
رغم تحذيرات من وجود نشطاء يمينيين ينظمون أنفسهم لإلقاء الأذى في الاجتماع، قررت الشرطة إرسال سيارة دورية واحدة فقط إلى المكان. عندما تصاعد العنف وهتاف “فلتحرق قريتكم” و”ارحلوا إلى غزة”، اضطر المشاركون للفرار نجاة بأرواحهم، لكن زعران اليمين طاردوهم. لم تعتقل الشرطة إلا ثلاثة مشبوهين وحتى هؤلاء سرعان ما أطلق سراحهم. هذه الشرطة إياها التي أدت إلى اعتقال طويل لمطلقي قنابل الإنارة في قيسارية.
مشاركو الأمسية، الذين كل ما سعوا إليه هو مشاهدة بث الاحتفال، وصفوا الحدث اعتداء (بوغروم). ليس صعباً أن نتخيل ما كان سيحصل لو أن جموعاً عنيفة هاجمت كنيساً في أوروبا. رئيسة فرع الليكود في رعنانا. رحيلا بن آري سقاعت هددت: “لليسار في رعنانا، ها أنا أعلن: هذه ليست سوى رصاصة البداية. لا تجربونا”.
كل رؤساء المعارضة، باستثناء يئير غولان، ملأوا أفواههم بالماء، وبينهم من يسكن رعنانا ويدعي تاج رئاسة الوزراء نفتالي بينيت. لم يخرج أحد في الليكود ضد رئيسة الفرع المهددة برصاصات البدء.
الحدث في رعنانا ليس شاذاً وليس لمرة واحدة. اليمين العنيف والساحق يخنق كل محاولة حوار إسرائيلي – فلسطيني. بث الأفلام حظر، مواطنون يشاركون في ألم الشعب الآخر اعتقلوا، مسيرة النكبة السنوية لم تجر هذه السنة بسبب تهديدات الشرطة المس بمشاركيها، وإسرائيل آخذة في الانطواء حول صوت واحد، قومجي وعنصري، يخلق كل همسة بديلة. تقف معارضة هزيلة وجبانة حتى اليأس أمام كل أولئك.
أسرة التحرير
هآرتس 2/5/2025