مقالات
التلاقي بيني وبين مراسل السياسة* بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -
التلاقي بيني وبين مراسل السياسة*
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
خلال الأسابيع الأولى للحرب العراقية الإيرانية،كان أحد طلابي مدفوعاً من مجموعته الحزبية يسألني عن الحرب العراقية الإيرانية ،وكنت أتهرب من الإجابة عن سؤال من اعتدى أولاً العراق أم إيران.إلى أن جاءني في أحد الأيام نفس الطالب،وقال لي حرفياً يادكتور:” الحق على مين العراق أم إيران؟
أجبته يلغيان أنا لست مراسلاً حربياً حتى أعرف من المعتدي،و
لكن بلّغ من يرسلك لي بأني سألقي محاضرة في المدرج الخامس تحت عنوان :”لماذا تشيعت إيران.وألقيت المحاضرة
وحدث الذي حدث،ومرت الأيام والأسابيع والسنين،حتى عام 2007،حيث جاءني أحد الطلاب وقدم لي نفسه من أنه أهوازي
وسمع عن محاضرة لي عن تشيّع إيران،وسألني هل بالإمكان أن
يجري معي مقابلة صحفية حول موضوع هذه المحاضرة لصالح جريدة أحوازية “السياسة”.
وافقت وأجرينا المقابلة على النحو الآتي*
كان يوم جمعة،وشهر شباط 2007، أسم الطالب إبراهيم الناصري التميمي.
وبدأ بسؤالي عن:مكانة القضية الأحوازية في المشروع القومي العربي؟
المشروع القومي في حقيقته،رؤية لحال الأمة العربية في تجربتها الاجتماعية التي مرت في مراحل مختلفة،وما يحب أن
تكون عليه الأمة في المستقبل،وهو تصور لصيرورة المجتمع العربي،في انتقاله من خال إلى حال،والقوانين الاجتماعية التي قادت هذا الانتقال،والصعوبات والتحديات التي واجهها المجتمع العربي في تجربته الاجتماعية،وما يتوجب على الأمة
فعله،وما تطرحه من حلول مبنية على التفاعل الحي الخلاق بين الفكر والممارسة……..إلخ
2- هل صحيح أن المشروع القومي العربي بمختلف تياراته
هو في جوهره مشروع سني،ولا يأخذ قضايا الشيعة بعين
الاعتبار؟
المشروع القومي العربي،وما يتحلى عنه ومنه من تيارات قومية
عربية وناصرية،وحتى أحزاب وطنية تؤمنّ بالوحدة العربية على
اختلاف مستوياتها وأشكالها،تنظر إلى الشعب العربي في الأحواز بعين عربية لاتفرق بين سني وشيعي على الإطلاق،بل
تراهم من خلال العلاقة العضوية بين العروبة والإسلام،لأنّ
الإسلام مثّل الحركة العربية الأولى في تاريخ الأمة،يوم لم تكن
فيه مذاهب تقسيمية تحزيئية.
كما أن المشروع القومي العربي بفكره ومنطلقاته النظرية يرى
ويؤمن بأن الوطنية هي القومية وثمة مستويات من التجليات
بين الثلاثية العربية:الوطنية،العروبة،الإسلام.فالوطنية هي العروبة،والعروبة هي الإسلام،ومن هذه التحليات تنبثق المثير من المعطيات والمؤشرات المادية والاجتماعية والثقافية والروحية،التي تؤكد على استمرار الأمة العربية بحقائقها من الأرض إلى التاريخ إلى اللغة والدين والاقتصاد،والحضارة والدور
الحضاري.
وعروبة الأحواز هي الحاضرة في حال الأمة باعتبارها جزءاً من
كل تتماهى في داخلها تنوعاتها الثقافية والمذهبية،وفي حقائقها التي شكلت سخنتها الأولى………إلخ ص2
وصولاً إلى السؤال العاشر،وقلت إن التشيع في حقائقه الفارسية يشمل الدين القومي الفارسي،وهرنقيض للتشيع القومي العربي الذي أراد حصر الخلافة في بيت الرسول وآله ،أي أن تبقى عربية
وأبنت أن التشيع الفارسي الصفوي جاء حاملاً لدور حضاري فارسي يعيد للفرس ماضيهم الحضاري الفارسي،ويحملهم دوراً حضارياً معاديا الدور الحضاري العربي ورسالته الخالدة*
* هذه المقابلة التي أجراها معي أحد أبناء الأحواز العربي،بناء على محاضرة عن تشيع إيران،ومن أنّ هذا التشيع يعد دينا قومياً فارسيا.
والمقابلة تمت لنشرها في جريدة السياسة الأحوازية،وهي مكونة من عشرة أسئلة جاءت في سبع صفحات،وقام بها
الطالب الأحوازي المناضل إبراهيم الناصري التميمي،والذي لم أعد أراه من تاريخ تسليمي هذه الأوراق،وكنت قد نبهته إلى الخطورة التي تشكلها عليه هذه المقابلة.
تحياتي له ولكل شباب الأحواز والنصر لقضاياهم العادلة
وتمنياتي من أبناء الاتجاه القومي العربي بمنتداه،إيصال هذه
المداخلة إذا نشرتها “صوت العروبة” إلى رفيق إحوازي حضر مؤتمر المناضل عبد الجبار القبيسي في باريز للمعارضة العراقية الوطنية،تمهيدا للحوار مع النظام الوطني القومي العراقي،،قبل أن يتم العدوان الصهيوني عليه في عام2003.وأعتذر عن نشر هذه المقابلة لطولها.
د-عزالدين حسن الدياب
