ولو بمخالفة واشنطن.. إسرائيل: لن نوقف حربنا في غزة.. ولن يمنح “الاتفاق الجديد” أي حصانة لإيران

ولو بمخالفة واشنطن.. إسرائيل: لن نوقف حربنا في غزة.. ولن يمنح “الاتفاق الجديد” أي حصانة لإيران
يبدو أن بعضاً من مصممي الرأي العام في إسرائيل يريدون العودة إلى أيام ما قبل 7 أكتوبر. في حروب الماضي، لا يذكر أن موضوعاً مثل تجنيد الاحتياط قد وصل إلى العناوين الرئيسة. الكابنيت الأمني يجلس لاتخاذ قرار حول استمرار المعركة. معنى قرار عملياتي كهذا، مثل تجنيد الاحتياط وتوزيع أوامر 8، يبدو كجزء طبيعي من كل قرار للقتال. وعليه، ففي أيام العقل السوي، ما كان استمرار المعركة وتجنيد الاحتياط ليحتلا عناوين رئيسة.
غير أن الوضع لن يعود إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر. في تلك الفترة التي اعتقد فيها قادة الاحتجاج بأن فيه “هدم القرية” بات أمراً مرغوباً فيه “لأجل إنقاذها”، لم يتصور الجمهور أن يدخل الجيش الإسرائيلي بأقدامه وبمركباته المدرعة إلى عمق غزة. كانت هذه فترة “ابننا كلنا”، وهذا المزاج أدى إلى هجمة 7 أكتوبر وإلى شلل حل بالجيش الإسرائيلي.
حكومة نتنياهو مستعدة للمبادرة بخطوات حسم ضد حماس. والمقاتلون أيضاً، رغم استنزاف مئات أيام الاحتياط. لكن ربما يكون هذا خط الائتمان الأخير الذي يعطيه الجمهور للحكومة. بديل العملية الواسعة هو الرضوخ لحماس؛ وتحرير المخربين من السجون، وانسحاب شامل من أراضي القطاع، وبوليصات تأمين دولية تمنح للمنظمة الإسلامية.
جهد مضنٍ لتصفية تدريجية
لن يحصل هذا، والطريق الوحيد لتحرير المخطوفين يمر عبر جهد مضنٍ من تصفية تدريجية لمخربي حماس. في نهاية الأمر، بقينا وحدنا في هذه المعركة. رئيس الولايات المتحدة، ترامب، لم يوفر البضاعة؛ ولم يتبقَ الكثير من التهديدات الصاخبة. كان متوقعاً من الولايات المتحدة أن تمارس ضغوطاً متنوعة على مصر وقطر إلى أن يخرج دخان أبيض من حماس.
جند المصريون ضغطاً دولياً ضد الأمريكيين بقيادة فرنسا ماكرون. كان ينبغي لقطر أن تبذل كل إمكاناتها للضغط على حماس. لكن حماس وقطر تديرهما، ضمن آخرين، إيران. يمكن الافتراض بأن هدف حماس هو أن تبقي إسرائيل قدر الإمكان في جهد عسكري متواصل داخل غزة، على أمل التخفيف عن إيران. دور الجيش الإسرائيلي هو أن يري حماس بأن استمرار القتال يضعف المنظمة، ويتسبب بمعاناة زائدة للسكان، وأن ليس أمامها سوى طريق واحد للنجاة من الإبادة التامة، ألا وهو تحرير المخطوفين. تنازل رئيس الوزراء كفيل بأن يكون انفصالاً أليماً عن سموتريتش وبن غفير.
من المتوقع للحملة أن تعيد إسرائيل إلى واقع تضارب المصالح مع إدارة ترامب. هاكم تضارب مصالح لا تفهمه محكمة العدل العليا، وهو يكمن في محور إيران والحوثيين. كان غانتس محقاً؛ كان يجب أن تتلقى إيران الضربات، على حد قول الشاعر.
السؤال هو: هل المفاوضات على اتفاق نووي جديد بقيادة الولايات المتحدة، ستمنح إيران الحصانة؟ يبدو أن الخيار الذي أمامنا -ومن الأفضل على سبيل التغيير- هو عدم التشاور مع واشنطن، وذلك بتحديد هدف، وليس بالضرورة المشروع النووي، ثم العمل. استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية بات وضعاً لا يطاق. في المناسبة ذاتها، نذكر أنفسنا بأن ليس لإسرائيل سياسة أمن مستقبلية. ومع كل الأسف، لا يمكن أن تستورد إسرائيل النزاعات الدموية السورية أيضاً.
أمنون لورد
إسرائيل اليوم 5/5/2025