عربي دولي

هجمات «الدعم» تتصاعد: بورتسودان لم تَعُد آمنة

هجمات «الدعم» تتصاعد: بورتسودان لم تَعُد آمنة

مي علي

الخرطوم | مع إعلان السودان، الإمارات “دولة عدوان”، وقراره قطع العلاقات الدبلوماسية معها، أكّد قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قدْرة جيشه على “القضاء على هذا العدوان، بمساندة الشعب ودعم القوات المسلحة والقوات المساندة لها”، إذ “لن يهدأ لنا بال حتى القضاء على هؤلاء المتمرّدين (الدعم السريع) ومَن يساندهم ويدعمهم”، معتبراً أن ما يجري يمثّل تهديداً للممرّ الملاحي في البحر الأحمر.

واستهدفت مجموعة من المُسيّرات، أمس، ولليوم الرابع على التوالي، قاعدة “فلامنغو” البحرية في مدينة بورتسودان، فيما أوضح الناطق باسم الجيش، نبيل عبدالله، أن المضادات الأرضية تصدّت لها بنجاح، وأسقطت معظمها. ومنذ بداية الأسبوع الجاري، استهدفت عشرات المُسيّرات الانتحارية عدداً من المرافق المدنية، بما فيها مطار بورتسودان، ومحطة الكهرباء، وقاعدة “عثمان دقنة” الجوية، ما أدّى إلى اشتعال الحرائق في مستودعات الوقود الاستراتيجية، حيث بذلت قوات الدفاع المدني جهوداً كبيرة، على مدى ثلاثة أيام، للسيطرة على الحرائق. ومن جهتها، طمأنت وزارة النفط، المواطنين إلى احتفاظها ببدائل مناسبة لتجنّب حدوث أزمة وقود في البلاد.

ووفقاً لمحلّلين، فإن الهجوم المنظّم على المرافق الحيوية في مدينة بورتسودان، يمثّل تطوّراً خطيراً في مسار الحرب، ذلك أنه يهدف إلى “شلّ حركة الدولة، حتى في المناطق التي لم تصل إليها الحرب”، وتالياً خلق حالة من التذمر وسط المواطنين، لدفعهم إلى التنديد بسياسات الجيش وطريقة إدارته للحرب، فضلاً عن إدخال البلاد في عزلة دولية، خصوصاً أن جميع ممثّلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإنسانية، يقيمون في بورتسودان، كما يُعتبر مطار المدينة المنفذ الرئيسي لوصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

يهدف الهجوم إلى “شلّ حركة الدولة، حتى في المناطق التي لم تصل إليها الحرب”

وفي هذا الإطار، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تصاعد الهجمات على مدينة بورتسودان شرق البلاد، إذ أوضح الناطق باسم الأمين العام، فرحان حق، أنه وعلى الرغم من أن أيّاً من الموظفين أو منشآت الأمم المتحدة لم يتأثّروا بشكل مباشر، إلّا أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أشار إلى أن التصعيد في العنف يمثّل خطراً متزايداً على سلامة العاملين في المجال الإنساني، في ظلّ استمرار تعليق رحلات خدمة النقل الجوي الإنساني التابع للأمم المتحدة من وإلى بورتسودان. وبدورها، دانت الولايات المتحدة الهجمات، التي اعتبرها مكتب الشؤون الأفريقية التابع لوزارة الخارجية “تصعيداً خطيراً في الحرب الدائرة في السودان”.

وباتهامه دولة الإمارات مباشرة بالضلوع في الحرب، يكون مجلس الأمن والدفاع سمّى الأمور بمسمّياتها للمرّة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل عامين. ورأى مراقبون أن تسمية دولة الإمارات بأنها “العدو الحقيقي الذي يشنّ الحرب على السودان”، عبر ذراعها، “الدعم السريع”، هو “الطريق الصحيح نحو الحسم والتصدّي للعدوان الإماراتي وإنهاء الحرب لصالح الجيش السوداني”. أيضاً، كانت لهذا الإعلان ردود فعل في أوساط المواطنين السودانيين المقيمين في الإمارات، حيث سارع عدد من أصحاب الأعمال والمستثمرين الشباب الذين نقلوا استثماراتهم إلى هناك بعد الحرب، إلى إعلان تجميد أنشطتهم التجارية في الدولة الخليجية؛ علماً أن التبادل التجاري بين البلدَين ظلّ متسمرّاً طوال فترة الحرب.

وعلى الرغم من انخفاض صادرات السودان خلال عامَي الحرب، إلا أن الإمارات تصدّرت قائمة الدول التي تستقبل صادراته، من نحو مليار دولار إلى 1.66 مليار دولار، حيث يشكّل الذهب حوالى نصف صادرات البلاد. وبحسب مصدر دبلوماسي تحدّث إلى “الأخبار”، فإنه من المفترض إيقاف تصدير خام الذهب إلى دولة الإمارات، باعتباره نشاطاً تجارياً حكوميّاً، في ما سيمثّل ضربة اقتصادية موجعة لأبو ظبي التي يشكّل ذهب السودان مورداً اقتصادياً مهمّاً بالنسبة إليها.

الاخبار اللبنانيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب