كتب

إسرائيل تستشعر النهاية بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

إسرائيل تستشعر النهاية
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
إسرائيل كيان أمني/ أستخباري بامتياز. بل هي عبارة عن دائرة أمن كبيرة، وإسرائيل بنفس الوقت والنتيجة، قاعدة عسكرية كبيرة، وجيش ضخم وأجهزة استخبارية عديدة، حتى يصح القول فيها: أن إسرائيل معسكر كبير، فيه جيش بكل صنوف السلاح، وأجهزة أمنية كفوءة، ومحيط سكاني ذكي وله خبرة، واقتصاد حرب يسخر كل شيئ فيه للحرب من البناء الارتكازي الشامل (infrastructure) إلى كافة الخدمات الأخرى. من هذا أريد القول أن الحس الأمني مرتفع جداً، ربما لدرجات الحساسية المبالغ بها، وهذا ليس خطأ، بل ربما مطلوب، وفي إسرائيل مبالغ به كثيراً، ولكن ألسنا نحن القائلون ….
لا يعرف الشوق إلا من يكابده +++ ولا الصبابة إلا من يعانيها
لنلاحظ ما يدور ونحصد نتائج حرب إسرائيل في غزة / منذ 2023:
إسرائيل تدافع.
إسرائيل تهاجم.
إسرائيل تعاني من عقدة الهولوكوست.
إسرائيل لا تريد الفوز بل الإبادة.
إسرائيل يهمها اسراها وتريدهم (في الاستهلاك الإعلامي).
إسرائيل في الواقع لا يهمها أسراها.
إسرائيل تريد الهدنة.
إسرائيل في الواقع لا تريد الهدنة.
إسرائيل دولة دينية يهودية، في الواقع هي دولة مافيا صهيونية.
مصادفة أو أتفاقاً، ينسجم عقل الصهاينة مع توجهات دولية.
في حسابات الغرب: لتضرب إسرائيل العرب ففي ذلك مصلحة لنا .
في إسرائيل يفعلون ذلك لصالحنا، ولكن السلبيات تسجل على حسابهم.
معسكر العدو يهرج على العرب أن يردوا، وحسناً يفعلون،
ما أدهي أجهزتنا (الغربيون) حين نجحنا في تجنيد بعض الجهات للعمل ظاهريا ضد إسرائيل، ولكنهم معنا يفعلون ذلك بإشارة الإيقاع منا …! يسكبون الزيت على النار كلما تعب المتقاتلون وفترت همة القتال …!
إسرائيل مرعوبة حتى النخاع لا تستطيع إيقاف القتال. بل هي مصابة بمرض نادر الفوبيا السياسية، (political phobia) وفي صفوف قياداتهم يدب الهرج والمرج، ورعبها سيدفعها لارتكاب أخطاء كبيرة وصغيرة، ودليلنا على أنهم مرعوبين، لاحظوا أنهم زجوا بكل احتباطياتهم الغالية (وخاصة من بين صفوفنا) التي كانوا يحرصون على إخفاءها، اليوم يكشفوها بكل غباء وبلادة. (1)
الخلاصة يا أعزائي، أن الخوف هو ملازم لإسرائيل ومتجذر فيهم منذ يوم تأسيس كيانهم، وحين يرونك تضحك، يسحبون السلاح ويبدأون بإطلاق النار، يضربون شرقا وغرباً وشمالا وجنوباً، في هيستيريا قاتلة.. ليس بوسعك أن تسأل المرعوب ” لماذا أنت خائف لهذه الدرجة ” سيجيبك: ” لأنك لا تخاف، لذلك لا تعرف معنى وطعم الخوف. لأنك لست قاتلاً لذلك أنت لست مطلوبا ..! أنت لست سارقا لخزانة مال، لذلك لا تخشى أن تطاردك العدالة.. لذلك أنت لا تعرف طعم الخوف، ولا تحتاج لشهود زور تبحث عنهم يقفون معك في المحاكم ..! فالشهود يريدون ثمن شهادتهم”.
سيسأل أحد السذج (هذا إذا أحسنا الظن ولم نعتبره قابضاً متواطئاً أو متعاوناً .. وصولا لمرتبة الخيانة العظمى)، ففي كل أمة درجة منحطون… خائروا القوى، وممن أضاعوا البوصلة، توكل لهم مهمات بث الاشاعات: من قبيل: أخ الرئيس سينزل في الساحل، وهو، أخ الرئيس مصاب بالتوحد يبول على نفسه إذا شاهد فأراً، وكان قائداَ صورياً لفيلق مدرع دبابات ومدرعات وصواريخ، أطلق ساقيه للريح، أو القول : أن إسرائيل ستحتل بلاد العرب من النيل للفرات.. وفات هذا الأحمق، أو الغبي المتشفي ..أو فاقد البوصلة.. ها هي إسرائيل منذ عام 1948 لم تنم ليلة بلا مفرقعات مفزعة، رغم كل الدعم اللامحدود، والخوف(الفوبيا) يلتهمها …
إسرائيل ليست كياناً له استقلاله، ولا حتى شبه التام، بل حين فكروا بها، وشرعوا بتأسيسها، كان جوهر الفكرة يكمن في تأسيس مكب نفايات ليهود أوربا، زائداً قاعدة عسكرية استيطانية انجلوساكسونية في شرق المتوسط، كجزء من مشروع استعماري. الفكرة غبية في المكان الخطأ وبإخراج خطأ، مشروع يزعمون أنه إنساني، ولكن السيناريو والموسيقى التصويرية حربية.
يقول مفكر تركي (سلجوق تورك يلماز): صحيح أن مسيرة الكفاح الفلسطيني شهدت مدا وجزرا، لكنها نجحت، رغم كل العوائق، في الحفاظ على استمرارية لافتة بين الأجيال. وتتسيد الساحة السياسية، وهذا يعود إلى أن هذه الفصائل حوّلت بنجاح القضية الفلسطينية إلى فكرة حيّة متفاعلة، إلى لوحة عملاقة يشارك فيها الشعب بأسره، والقضية ذاتها بقيت حاضرة بوصفها فكرة مقاومة، وهذا بحد ذاته إنجاز بالغ الأهمية ينبغي التوقف عند.
حين تتغير المدخلات، بديهي جداً أن تتغير المخرجات، أجلب الحاسبة وأحسبها بنفسك، وهز رأسك استحساناً للنتيجة.. الصهاينة يفعلونها يومياً، طب نفساً.. طب نفساً …النهاية واضحة، الضوء لا يبزغ في ثانية واحدة.. بل تدريجياً وإذا نعست.. ستفز مستيقظاً وقد ملأ الضوء المكان.. طب نفساً .. الفجر آت.. آت حتماً.. واليوم حين تردد جماهير واسعة النشيد الوطني الفلسطيني و ” Viva Palastiena”في شوارع العواصم الأوربية، وتشيد بضحايا الإرهاب الصهيوني، في كل مدن وميادين العالم فالأمر ليس حدثًا عابرًا. بل هو أعمق من ذلك، أن أمم العالم باتت تشارك العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم ويعتبرونها القضية الإنسانية رقم واحد.
إسرائيل كيان غير ضروري، ومتعب حتى لأصدقائه المؤسسون وحلفاؤه، ولا يمتلك مقومات وجوده، رحيله سيكون مفيداً (تقريباً).. الشجرة الخسيسة خائسة ومتعفنة اليوم من جذرها لذروتها … هي ستسقط لحالها لأن المعطيات التي قامت عليها لم تعد قائمة، ولكن لكل حفل مستلزماته ومستحقاته أو لنقل بالأحرى دخلت عليها تعديلات هامة. المعطيات: الديموغرافية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية تغيرت تغيراً شبه جذري .. والمعطى الشاذ الوحيد فيها هي إسرائيل …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. بدأت الآن في ميدان الفكر السياسي والثقافة العلمية، مصطلح: الفوبيا السياسية …!
” الرهاب هو خوف غير عقلاني في شدته أو ماهيته حيث يرتبط هذا الخوف بجسم، أو فعالية، أو بحالة معينة، ويتسبب التعرض لمسبب الخوف بهلع وقلق لشخص المتعرض فردا كان أو جماعة “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب