
العروبةكالشرف/ انتماء وموقف
الأسقف عطا الله حنا انموذج لرجل الدين الوطني
( نحن مسيحيون ونفتخر بهذا ونحن ننتمي الى الامة العربية وقضيتنا الأولى هي فلسطين
نحن لسنا أقليات في اوطاننا لا في فلسطين ولا في سائر ارجاء هذا المشرق.
لغتنا هي اللغة العربية وانتماءنا هو الانتماء العربي ولا يوجد هنالك تناقض بين ان تكون عربيا وان تكون منتميا لاي كنيسة من الكنائس التي لها تاريخها العريق في هذه الأرض المقدسة.
فنحن كنيسة الروم الأرثوذكس على سبيل المثال وهنالك السريان الأرثوذكس وهنالك الاقباط الأرثوذكس وهناك الكنائس الكاثوليكية والانجيلية والموارنة كما وغيرهم من الكنائس ، فكل هؤلاء في هذا المشرق
هم عرب ولغتهم هي العربية والعروبة في مفهومنا ليست عرقا ولا تتناقض مع الخصوصية الثقافية واللغوية لاي كنيسة من الكنائس فأن تكون روميا ارثوذكسيا هذا لا يعني انك لست عربيا فالعروبة هي حاضنة لكل مكونات هذا المشرق بكافة خلفياتها الدينية والعرقية والمذهبية والقومية.
العروبة هي حاضنة للكل وان كانت تمر اليوم في مرحلة عصيبة وصعبة بسبب التشرذم والفتن والصدامات والصراعات والتي جعلت البعض يشككون بعروبتهم وجعلت البعض الاخر يتخلون عن هذه العروبة وقد نصبوا مكانها انتماء مذهبيا او طائفيا .
أقول للمسيحيين في هذا المشرق وهم من الروم والسريان والاقباط والموارنة والكاثوليك وغيرهم بأن انتماءك لكنيستك ولهويتك الثقافية ولغتك الكنسية لا يحجب انتماءك العربي
فالعروبة جامعة للجميع وان كانت تمر اليوم بكثير من مواضع الخلل والضعف والترهل والوهن.
وامام هذه الحالة التي يسودها الوهن فإنني أرى ان هنالك بعضا من الأجانب الذين يناصرون قضايانا العربية
وفي المقدمة منها قضية فلسطين اراهم اقرب الى العروبة من بعض أولئك الذين يدعون الانتماء اليها .
العروبة فكر وثقافة وإنسانية ولغة وحضارة وليست تخلفا وتراجعا وطائفية وتشرذما
.أقول بأنني افتخر بأنني انتمي الى كنيسة الروم الارثوذكس ولكنني افتخر أيضا بأننى فلسطيني وعربي ولا أرى بأن هنالك تناقضا بين هذا وذاك.العروبة الحقيقية.أما البوصلة فهي فلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء فهي قلب المسيحية النابض وقلب الإنسانية النابض ولا عروبةزبدون فلسطين والتي من المفترض
ان تكون قضية العرب الأولى وقضية الاحرار في كل مكان ومن كافة الأديان والاعراق ) .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 6/5/2025