زيارة ترمب للسعودية هل تحمل من مفاجآت ؟؟؟

زيارة ترمب للسعودية هل تحمل من مفاجآت ؟؟؟
بقلم رئيس التحرير
زيارة الرئيس الأمريكي المقررة للسعودية وقطر والإمارات ترسي دعائم نهج جديد للسعودية والدول العربية في العلاقات الدولية المتكافئة بعد النهج السعودي في نسج علاقات متوازنة مع الصين وروسيا ودخولها منظمة بريكس ، وأثبتت من خلال سياستها الناجحة الداخلية والخارجية ثقل ومكانه المملكة السعودية الدولية والإقليمية والعربية وأصبحت محط أنظار الدول الكبرى للعمل معها خاصة وأن المملكة السعودية وبعد اتفاقها مع إيران بالرعاية الصينية ترفض أن تكون طرفاً في أي من أزمات المنطقة، لكنها مستعدة أن تنخرط بمسار سلام ووساطة بين الأطراف المتصارعة، وهذا ما أعلن عنه ترمب حين قال “إنه سيعمل مع ولي العهد من أجل إعادة السلام إلى المنطقة”.
لم تعد مسألة التطبيع مع إسرائيل تلقى رواجًا، ووفق صحيفة لوفيغارو الفرنسية إنه مع قرب موعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بات ولي العهد محمد بن سلمان مضطراً لأخذ موقف شعبه المعادي للتطبيع بعين الاعتبار، حتى وإن كان ذلك سيُخيّب آمال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً.
فمنذ أشهر، تكرّر الرياض استعدادها للاعتراف بإسرائيل بشرط أن تلتزم تل أبيب بـ“مسار لا رجعة فيه وذي مصداقية يقود إلى دولة فلسطينية”. غير أن هذا الهدف يبدو بعيد المنال في ظل حكومة إسرائيلية تعارض بشدة قيام دولة فلسطينية.
وقبيل زيارة ترامب إلى الرياض، يبدو أن الموقف قد حُسم في المملكة. لكن ترامب والإسرائيليين ليسوا وحدهم من قد يُخدع، فإيمانويل ماكرون أيضاً يأمل بإقناع ولي العهد السعودي بخطوة نحو الاعتراف بإسرائيل خلال مؤتمر أممي في نيويورك في يونيو المقبل، تشارك فرنسا والسعودية في رئاسته، تقول الصحيفة الفرنسية.
وفي هذا السياق أكد السفير السعودي لدى بريطانيا الأمير خالد بن بندر، أن المملكة لن تُطبّع مع “إسرائيل” أو تنضم إلى “اتفاقيات ترامب” للسلام دون حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطين.
وأضاف: “لدينا خطوط حمراء بالنسبة للسعودية، لإنهاء 75 عاماً من الألم والمعاناة الناتجة من مشكلة واحدة، يجب أن يشمل ذلك إقامة دولة فلسطينية” واستطرد قائلاً: “هذه البقعة من الأرض تم القتال عليها باستمرار لمدة 6000 عام، وليس من السهل العثور على حل، كل حضارة على وجه الأرض، في القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، حاربت على البقعة نفسها من الأرض. لا أعتقد أن هناك مكاناً آخر شهد مثل هذا الشيء”.
وشدد على أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية، مضيفاً: “السعودية لا تتحدث كثيراً، ولكنها عندما تتحدث فهي تعني ما تقول، لن نُطبّع مع إسرائيل أو ننضمّ إلى اتفاقيات (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب للسلام دون حل للقضية الفلسطينية والحل هو الدولة الفلسطينية”.
وعلى مسافة يومين من زيارة ترامب التي توصف بالتاريخية، تتصاعد حالة الترقّب والقلق والتساؤل المعلنة في إسرائيل عن وجهة ترامب، هل يباغتها من جديد، كما فعل في موضوع المفاوضات المباشرة مع “حماس”، ولاحقاً مع إيران، وفي الاتفاق مع الحوثيين الذين وصفهم بالشجعان؟ وما الذي سيرد في تصريحاته قبيل وخلال الزيارة بعدما تحدّث عن أنباء كبيرة وإيجابية في الأسبوع الماضي؟
في ظل هذه المفاجآت والضبابية تكثر التقديرات والترجيحات في إسرائيل؛ هل سيعترف بدولة فلسطينية؟ وهو خيار نفاه السفير الأمريكي في البلاد بشكل قاطع، أم سيذهب ترامب لإعلان نهاية الحرب؟ أو إعلان صفقة مع “حماس”؟ أو منح السعودية فرصة لتخصيب يورانيوم على أراضيها والسماح لها ببناء فرن نووي لأغراض مدنية..
حتى في ديوان رئاسة الوزراء لا يعرفون ماذا سيقول ترامب، ورؤسائه يستطيعون التخمين فقط ماذا سيقول من اعتُبر صديقاً شخصياً لنتنياهو. هكذا تقول بلغة ساخرة صحيفة “هآرتس” في عنوانها الرئيس، اليوم، وهي تنقل عن مقربيّن من نتنياهو قولهم إنهم “ببساطة لا يعرفون”.
وبحسب تصريحات إعلاميه أفادت مصادر إعلامية بأن لقاءً خماسيًا سيعقد في العاصمة السعودية الرياض، بعد غدٍ الثلاثاء، سيضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني جوزف عون، والرئيس السوري أحمد الشرع. ، ووفق مصدر مطّلع رفض الكشف عن هويته، فإن المبادرة جاءت باقتراح من الأمير محمد بن سلمان، ولاقت موافقة من الرئيس ترامب.
وأشار المصدر إلى أن السعودية تأمل في انتزاع موافقة من ترامب على شرطها الأساسي بدعم إقامة دولة فلسطينية، وهو ما تعتبره القيادة السعودية “إنجازًا استراتيجيًا” ضمن مساعيها الدبلوماسية المكثفة.
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” قد نقلت عن مصدر خليجي أن ترامب يعتزم الإعلان عن اعتراف رسمي بدولة فلسطينية خلال زيارته الحالية للشرق الأوسط، وهي الأولى له منذ عودته إلى البيت الأبيض.
ومن المتوقع أن تتصدر ملفات أمنية وتجارية جدول أعمال القمة، تشمل صفقات في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.