الصحافه

إبادة شعب بغطاء “تدمير حماس”: من لبيد حتى سموتريتش.. كل إسرائيل مجرمة

إبادة شعب بغطاء “تدمير حماس”: من لبيد حتى سموتريتش.. كل إسرائيل مجرمة

جدعون ليفي

الجميع مع تدمير حماس. من ضد؟ لا أحد. المتطرفون يريدون فعل ذلك قبل تحرير المخطوفين. المعتدلون يقولون “في البداية، سنحرر المخطوفين، ثم ندمرهم”. الحديث يدور هنا عن تضليل يجب إزالة القناع عنه. تدمير حماس يعني إبادة شعب، أو إبادة جميع رجال غزة. تدمير حماس يعني إبادة شعب بغطاء معقول. تدمير حماس هدف مشروع كما يبدو، خصوصاً بعد 7 أكتوبر، لكن لا يمكن تحقيقه بدون تدمير غزة كلها. لذلك، تدمير حماس هدف إجرامي. ما دام الاحتلال مستمراً فلن يتحقق هذا الهدف ذات يوم، حتى لو لم يطلقوا على المقاومة لقب “حماس”. ستنهض مقاومة دورة بعد أخرى، وستقوم إسرائيل بتدميرها.

يجري الآن تنفيذ مذبحة جماعية للرجال في غزة تحت غطاء تدمير حماس، والحديث عن هذه المذبحة قليل. حفنة من الإسرائيليين أصحاب الضمير والرأي العام الدولي يركزون على النساء والأطفال الذين يذبحون بحجم جهنمي. باستثناء الفاشيين في إسرائيل وفي الكنيست وخارجها، لا كائن بشرياً إلا ويبالي بمشاهد الأطفال الذين يموتون في غزة. ولكن هذا التركيز الإنساني على الأطفال والنساء يعطي الشرعية لقتل الرجال، لأنهم ليسوا أبرياء أو ساذجين.

يجري الآن تنفيذ مذبحة جماعية للرجال في غزة تحت غطاء تدمير حماس، والحديث عن هذه المذبحة قليل. حفنة من الإسرائيليين أصحاب الضمير والرأي العام الدولي يركزون على النساء والأطفال الذين يذبحون بحجم جهنمي

لا يمكن تدمير حماس بدون القضاء على كل الرجال والشباب في غزة. كل من يتنفس الآن في غزة، وبالتأكيد كل من يكسب الرزق في غزة، يرتبط بشكل ما بحماس. مع حزب سلطة قمعي في بلد محاصرة منذ 19 سنة، فإن كل ممرض في مستشفى أو مدير حسابات في بلدية أو سائق في مدرسة أو شرطي للسير أو منظم في السوق، وحتى طفل في الحضانة، مرتبط بعلاقة معينة بحماس، وهؤلاء مسموح تصفيتهم، مثل كل مقاتلي حماس. ومن أجل تصفيتهم، مسموح أيضاً قتل آلاف الأشخاص واعتبارهم ضرراً هامشياً. حقيقة أن الحرب لا تجري بين جيشين، بل بين جيش ضخم وقوة هي في أفضل الحالات يمكن تسميتها مليشيا حفاة، حقيقة تطمس الحدود. إسرائيل لا تعتبرهم جنوداً، وكلمة مخربين مفهوم مرن جداً في إسرائيل. وفي الضفة أيضاً بات مسموحاً إعدام طفل صغير يحمل حجراً صغيراً بذريعة أنه مخرب.

مئات آلاف الأطفال – أيتام الحرب وضحاياها، والمعاقين، والنازحين، والجائعين والمرضى، وأيضاً أحفادهم في المستقبل – سيكبرون وسيرغبون في الانضمام للمقاومة. لن يمكن وقفهم بدون قتلهم جميعاً. جيل كامل سيطلب الانتقام وبحق، مع حماس أو مع أي حركة ستقوم بدلاً منها. أبناء الموت الجدد لن يقرأوا ميثاق حماس، ومشكوك فيه أن يعرفوا إلا قوانين المقاومة. سنقتلهم – هذه هي تصفية حماس. أيضاً عشرات آلاف الآباء الثكالى في غزة سيريدون الانضمام للنضال ضد الذين قتلوا عشرات الآلاف من أولادهم، وهؤلاء أيضاً يجب قتلهم. الجيش الأكثر أخلاقية في العالم سيسمي ذلك “جز العشب”. في كل موسم جز جديد للعشب ما استمر عهد الاحتلال.

هل سيكون قتل الرجال والشباب في غزة أقل إجراماً من قتل الأطفال والنساء في غزة؟ ثمة شك في ذلك. صحيح أن النساء والأطفال يمثلون البراءة والعجز، لكن لم تعد في غزة براءة بعد هذه الحرب، وجميع سكان غزة عاجزون. ولن يكون هناك أشخاص غير متورطين، لأنه لم يعد أحد غير متورط في غزة. كيف يمكن أن تكون غير متورط بعد 19 شهراً من الرعب والإرهاب والقصف بدون تمييز، وعمليات قصف إجرامية. النازح الذي سيحاول العودة إلى أنقاض بيته سيعتبر متورطاً، شخصاً يستحق الموت، بالضبط مثلما اعتبر اللاجئون في 1948 متسللين. كان يجب قتلهم أيضاً. إذا حاولت الدفاع عن أولادك فهذا تورط. والجدة التي ستحاول إنقاذ حفيدها متورطة أيضاً، ويجب قتلها وقتل كل محيطها. هذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم تدمير حماس.

من يئير لبيد وحتى سموتريتش – كل إسرائيل تؤيد ذلك.

 هآرتس 11/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب