مقالات

الرسائل وصلت إلى البيت الأبيض، لكن الطريق إلى سورية المستقرة ما يزال طويلا بقلم الدكتور رياض العيسمي -السويداء 

بقلم الدكتور رياض العيسمي -السويداء 

الرسائل وصلت إلى البيت الأبيض، لكن الطريق إلى سورية المستقرة ما يزال طويلا
بقلم الدكتور رياض العيسمي -السويداء 
كمواطن أمريكي من أصل سوري ويهمني مستقبل سورية، البلد الأم، أرسلت هذا الصباح رسالة إلى البيت الأبيض أشكر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قراره الحكيم والجزيء الذي اتخذه في الرياض بالتنسيق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإعلان قرار رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية بقرارات تنفيذية. وتمنيت الوصول إلى إقناع الكونغرس بأسرع وقت ليحذو حذوه وإلغاء قانون العقوبات المعروف بقانون قيصر، والذي كان قد فرضه الكونغرس على النظام البائد عام ٢٠١٩، وجدد التصديق عليه لغاية ٢٠٢٩ قبل سقوط النطام بثلاثة أيام. وهذا ما نحتاج العمل عليه جميعا بمثابرة وحنكة في الفترة القادمة. وهي قضية صعبة ومعقدة قانونيا. وذلك لانه من ضمن القانون فرض عقوبات على العديد من رموز النظام الذين تورطوا بالقتل والتعذيب في السجون السورية وملاحقتهم قانونيا، ومعظمهم مازالوا فارين ويجب استمرار ملاحقتهم وتسليمهم للعدالة، ومنهم رئيس النظام نفسه المطلوب للعدالة في عدة دول.
وكوني ولدت في السويداء وامضيت فترة طفولتي فيها ويهمني امرها، أرسلت له نسخة مترجمة لبيان سماحة الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، الذي أصدره بخصوص رفع العقوبات. وشكر فيه هو أيصا الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان. واكد فية على وحدة سورية. وشدد على ضرورة التلاقي والتآخي بين أبناء الوطن الواحد دون تفريق أو تمييز. وهذا اهم ما تحتاجه سورية في المرحلة المقبلة التي تعتبر الأخطر على الإطلاق في تاريخها الحديث.
ولهذا نتمنى على السويداء ان تبدأ الخطوة باتجاه وحدة واستقرار سورية كما بدأت بمسار اسقاط النظام في ساحة الكرامة. والتي كان الشيخ حكمت الهجري شيخها واصبح مرجعية لكل الثوار والأحرار في السويداء وسورية. ولهذا نتمنى عليه بحكم الحب والأملية أن يستعيد زمام المبادرة كما عرفناه ونتوقع منه. وان يدعو إلى مؤتمر حوار وطني جامع في السويداء يناقش وضع السويداء وعلاقتها مع الحكومة في دمشق ووضع خطة عمل تتجاوب مع عظم التحديات التي تواجه السويداء وسورية. ويكون المؤتمر مثلا يحتذى في باقي المحافظات. فهناك الكثير الكثير ما هو مطلوب مقابل رفع العقوبات. وسورية لا تستطيع مواجهتها والتعامل معها إلا وهي موحدة بجغرافيتها وتسود فيها وحدة وطنية راسخة على اساس المواطنة التي تقوم على تلاقي المواطنين، وليس فرقتهم.
وفي نفس الوقت نتمنى من الدكتور مصطفى بكور المحافظ المعين من قبل الحكومة، والذي اثبت مرونته وحنكته وصبره وقدرته على مد الجسور بكل الاتجهات، أن يبادر مشكورا بحل أزمة طلاب السويداء العالقة والمتفاقمة. فهو كان قد اقترح مشكورا ان يقوم بمرافقة الطلاب إلى جامعاتهم ويحميهم على الطريق. لكن هذا الفعل وعلى قدر نبالته، يمكن ان يوصل الطلاب بسلام إلى جامعاتهم. لكنه لا يمنع تكرار ما حصل. اذن لا بد من التعامل مع هذه الازمة بطرية ناجعة وناجزة. وأعتقد بأنه أمام الدكتور بكور فرصة ذهبية يمكن ان تكون بلا مبالغة الخطوة الأولى على طريق استقرار سورية الطويل. وهي أن يسافر الدكتور بكور إلى دمشق بمفرده وعلى وجه السرعة. ويقابل السيدين وزير التعليم العالى لاصدار قرار وطرح حلول تحتوي الأزمة العلمية والتعليمية الحاصلة. وان يقابل أيضآ السيد وزير الداخلية لتقديم ضمانات واتخاذ اجراءت تحمي كل الطلاب السوريين في كل الجامعات، وفي كل الأوقات. فالحرم الجامعي هو مكان مقدس، أينما كان. وفيه يبنى كل القادة وصناع القرار والمهنيين من مهندسين وأطباء وعلماء، وحتى رؤساء. والتعليم هو مدماك الاساس في بناء المستقبل لاية دولة. يقول مهاتير محمد باني مجد ماليزيا وصانع مستقبلها:”كل الدول لديها مشاكل. قسم من هذه المشاكل لها حلول، وقسم ليس له حلول. ولكن حل اية مشكلة يبدا بالتعليم.” والتعليم بحسب خبرتنا يحتاج إلى بيئة حاضنة ومحفزة حتى يكون فعالا وناجحا. ولهذا نقترح على الدكتور بكور عند زيارته إلى دمشق ان يتوقف أيضا في مكتب السيد أحمد الشرع الرئيس الانتقالي لسورية لاطلاعه على نتائج جولته وطبيعة مهمته. وبالنتيجة، هو الرئيس وهو قبطان السفينة. فإذا لا يستطيع قيادتها بمهارة وجدارة وقت العواصف والرياح العاتبة، فلا أمل بالنجاة. فستغرق السفينة ويبتلعها البحر هي ومن فيها. والقبطان هو بحاجة لدعم ومؤازرة كل من في السفينة للحيلولة دون غرقها. العالم قد وصل الى مرحلة تاريخية يحتاج لأن يقف مع سورية بشكل أو بآخر. وذلك لأنه يريد أن يقف مع نفسه. فليقف السوريون جميعا مع أنفسهم من أجل أنفسهم. ووقت اتتحرك هو الآن. والسفينة قد ابحرت. ولا وقت للانتظار.
مع أطيب التحيات واصدق الأمنيات
رياض العيسمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب