
سقوط نظام وسقوط محور
بقلم الدكتور غالب الفريجات
مع سقوط النظام السوري الذي كان عدوا شرساً للوطنية السورية، وللأمة العربية، الوطنية السورية التي تم التآمر عليها ارضاً وشعباً، فمن لا يعبأ باحتلال جزء من الوطن بالتأكيد لا علاقة له بهذا الوطن الذي يجثم على صدره، وإمعانه في ترك هذه الارض المحتلة في قبضة العدو، وتعطيل كل حركة لتحريره لا يمكن أن تكون جذوره وطنية، وينتسب لهذه الأرض التي يجثم على صدرها، فقد ضاعت الجولان بسبب خيانة النظام السوري بقيادة حافظ الأسد، ومنع تحريرها بجهود النظام السوري في العام ١٩٧٣، عندما سنحت الفرصة للجيش السوري والقطاعات العسكرية العراقية التي اسرعت لحماية دمشق من السقوط.
والحديث عن خيانات النظام السوري على مستوى الأمة تطل قائمة طويلة من الممارسات والأفعال الخيانية، بدأت بتدمير تل الزعتر في بيروت ١٩٧٦، واستباحة الجيش السوري للبنان تحت يافطة قوات الدعم العربي التي انسحبت، وتركت القوات السورية تعيث في حياة اللبنانيين فسادا، حد اغتيال الزعيم القومي كمال جنبلاط، والشهيد رفيق الحريري، وعندما بدأت الثورة العراقية تقف على قدميها بتأميم النفط، كان رد حافظ الاسد تأميم انبوب النفط العراقي حتى جاء حكم ملالي الفرس المجوس والذين وجدوا ضالتهم في هذا النظام الطائفي المجرم، فوقف موقفاَ عدائياً ضد العراق طيلة العدوان الفارسي، ولما تمكن العراق من افشال مخطط الخميني في النيل من العراق، جاءت فرصة نظام الأسد ليصطف مع مبارك، وكل خونة الأمة في حفر الباطن جنباً الي جنب مع القوات الأمريكية والصهيونية.
ومع انفجار بطولة طوفان الأقصى ماذا كان موقف هذا النظام المارق؟ ، والذي يتغنى به البعض كعضو فيما يسمى بمحور المقاومة، وقد نأى بنفسه عن دعم حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ورغم ادعاءات تلاميذ هذا المحور، فإن حماس لم تكن في يوم من الايام مع النظام السوري، وقد غادرت سوريا مع الايام الأولى لاندلاع الثورة السورية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم تطلق من جانب النظام السوري طلقة واحدة في رد العدوان الصهيوني عن غزة ولبنان.
سقوط النظام السوري زاد من كشف حقيقة اكذوبة محور المقاومة، المقاومة سيدها ما يجري على ارض غزة من بطولات فلسطينية وصمود شعب فلسطين، وأما حزب الله وعلى مدى عام كامل من العدوان الصهيوني على غزة اكتفى بالامتثال لقواعد الاشتباك مع العدو، وهي القواعد المتفق عليها مع العدو الصهيوني، لانه كان ينتظر ان تحقق إيران أهدافها في التفاوض مع أمريكا، وعندها يكون قد وصل لحالة وكفى الله المؤمنين القتال ، وعندما لم تتمكن إيران من تحقيق اي شيء من أمريكا، جاءت فرصة نتنياهو ان يحشد كل قواته على لبنان، والتي كانت في معظمها تقاتل في قطاع غزة، عندها وقع الحزب في الاعيب اسياده الملالي الذين تخلوا عنه، واستفرد الكيان الصهيوني في لبنان، وقد بان مدى هشاشة الجبهة الداخلية لحزب الله من سهولة اصطياد قياداته، والوصول لادق التفاصيل في منظومته القيادية، ووصل الاشتباك مع العدو لاتفاق مذل يبرمه الحزب مع نتنياهو برعاية أمريكية فيما يتعلق بتطبيق قرار ١٧٠١، وملحقات مخفية تتعلق بتواجد عناصر الحزب وبسلاحه، والاتفاق المبرم بين الحزب والكيان الصهيوني يخالف تماماً ما كان يؤكد عليه الحزب لا لوقف إطلاق النار مع العدو إلا بوقف إطلاق النار مع حماس.
أين هو شعار وحدة الساحات الذي تم التغني فيه ، والذي كان برعاية ايرانية، فايران نأت بنفسها منذ انطلاقة طوفان الأقصى، والنظام السوري لم يصدر طلقة واحدة طيلة المواجهة بين المقاومة والعدو، وحزب الله يعقد اتفاقه دون التمسك بوقف إطلاق النار في غزة، وما يسمى بالمقاومة العراقية كانت تشكل كذبة العصر إذ ان هؤلاء العملاء الذين جاءوا على الدبابة الأمريكية كيف يكون لهم ان يكونوا مقاومة، بقي السادة الحوثيون الذين وقف الامريكان في جانبهم عندما حان سقوط الحديدة، والتي تعتبر ميناءاً مهماً يتحكم في معيشة حياة اليمنيين من جهة، والحوثيون الذين رهنوا الوطن اليمني كيف يكونوا أبطال مقاومة من جهة أخرى، وهم يحتكمون لارادة ملالي إيران التي غادرت المحور منذ الطلقة الأولى في طوفان الأقصى.