مطالبات عاجلة للكونغرس الأمريكي بالتحرك: إسرائيل تعتزم احتلال قطاع غزة و”تسويته” وتجويع سكانه حتى الموت

مطالبات عاجلة للكونغرس الأمريكي بالتحرك: إسرائيل تعتزم احتلال قطاع غزة و”تسويته” وتجويع سكانه حتى الموت
رائد صالحة
واشنطن- دعت منظمات حقوقية المشرّعين الأمريكيين إلى اتخاذ موقف واضح ضد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تواصل حربها وحصارها المتواصلين منذ 588 يومًا على قطاع غزة، حيث استشهد ما لا يقل عن 115 فلسطينيًا يوم الجمعة جراء غارات إسرائيلية، وسط تفاقم المجاعة الجماعية.
وأرسل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، وهو أكبر منظمة أمريكية مدافعة عن حقوق المسلمين، رسالة مفتوحة موقعة من مدير الشؤون الحكومية روبرت س. مكو، طالب فيها جميع أعضاء الكونغرس بـ”التحدث علنًا ضد خطة الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى احتلال غزة وتسويتها بالأرض، ودفع من تبقى من الفلسطينيين إلى معسكرات تمهيدًا لطردهم من أراضيهم”.
وتشهد الأيام الأخيرة تصعيدًا داميًا في إطار عملية إسرائيلية تدعى “مركبات جدعون” تهدف إلى السيطرة الكاملة والدائمة على غزة وتطهيرها عرقيًا، في ظل دعوات من مسؤولين إسرائيليين لإعادة استعمار القطاع.
وبحسب تقارير محلية ودولية، أسفرت الهجمات الإسرائيلية منذ فجر الجمعة عن استشهاد 115 فلسطينيًا على الأقل، بينهم أطفال، مع تركيز الغارات على بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال غزة.
وكتب مكو: “نتنياهو أعلن صراحة أن إسرائيل لن توقف الحرب حتى لو أُفرج عن جميع الرهائن، وتعهد بإعادة احتلال غزة بالكامل وطرد الفلسطينيين منها”، مشيرًا إلى أن حكومته صادقت رسميًا على غزو بري شامل واحتلال دائم للقطاع.
وأضاف في الرسالة: “لقد حان الوقت للتحرك، الآن أو أبدًا. نناشدكم إدانة خطة نتنياهو، والمطالبة بوقف دائم لحرب الإبادة هذه، والتعهد بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل ما لم تتوقف انتهاكاتها الحقوقية. طالما استمرت إسرائيل في تلقي الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي الأمريكي غير المشروط، فلن يجد نتنياهو سببًا للتراجع”.
وتتهم منظمات حقوقية نتنياهو بتعريض حياة 23 رهينة لا تزال محتجزة لدى حركة حماس للخطر من خلال إطالة أمد الحرب لتفادي محاكمته بتهم فساد.
كير: ارفعوا أصواتكم بقوة وطالبوا بوقف هذا الجنون قبل ألا يبقى أحد لننقذه
وذكر بيان صادر عن CAIR: “نتنياهو أوضح نواياه بتدمير غزة وتطهيرها عرقيًا، حتى لو أدى ذلك إلى تجويع الرهائن الإسرائيليين وقتلهم خلال القصف العشوائي”.
وأضاف: “الأطفال يُقتلون كل ساعة بأسلحة أمريكية، والرضع يموتون جوعًا بينما الطعام يتعفن على أبواب غزة. الأهالي يموتون معهم، والرهائن مهددون بالمصير ذاته”.
وتابع البيان: “رجاءً، ارفعوا أصواتكم بقوة وطالبوا بوقف هذا الجنون قبل ألا يبقى أحد لننقذه”.
وفي سياق متصل، اعتُقل بن كوهين، المؤسس المشارك لشركة “بن آند جيري”، هذا الأسبوع بعد اقتحامه جلسة استماع في مجلس الشيوخ صارخًا: “الكونغرس يقتل الأطفال الفقراء في غزة بشراء القنابل، ويدفع ثمنها بقطع المساعدات عن الأطفال في أمريكا”، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.
وأضاف كوهين: “على الكونغرس إنهاء الحصار، والسماح بدخول الغذاء إلى غزة. يجب إطعام الأطفال الجوعى!”.
وفي تقرير صادر الإثنين عن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC)، تبين أن 244 ألف شخص في غزة وصلوا إلى المرحلة الخامسة، أي مستوى المجاعة القصوى، حيث يترافق الجوع مع وفيات جماعية وسوء تغذية حاد وافتقار تام للمساعدات.
ووفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، استشهد عشرات الفلسطينيين، بينهم 57 طفلًا على الأقل و14 مسنًا، بسبب المجاعة ونقص الرعاية الصحية في أنحاء القطاع.
وتواجه غزة، المحاصرة منذ عام 2007، ظروفًا كارثية بعد الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وشُدد في 2 مارس/ آذار 2024 بمنع دخول الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي.
وتخضع الانتهاكات الإسرائيلية، بما في ذلك الحصار والتجويع والقتل الجماعي والتهجير القسري لأكثر من مليوني فلسطيني، للتحقيق في محكمة العدل الدولية ضمن قضية الإبادة الجماعية التي تقودها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. كما يلاحق كل من نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت من المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، منها الإبادة والتجويع القسري.
وفي تطور سياسي، رحب مجلس العلاقات الإسلامية ببيان وقّعه 27 سيناتور ديمقراطي واثنان مستقلان، يطالبون فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب باستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية لإنهاء الهجوم الإسرائيلي، وضمان إطلاق سراح الرهائن، ورفع الحصار لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.
ورغم نفي بعض المسؤولين الإسرائيليين وداعميهم وجود مجاعة، أقر كل من ترامب وسفيره لدى إسرائيل مايك هاكابي بأن السكان الفلسطينيين يتضورون جوعًا. وأكد ترامب من أبو ظبي في ختام جولته في الشرق الأوسط أن “الكثير من الناس في غزة جوعى”، مضيفًا: “سنعمل على معالجة هذا الوضع”.
من جانبه، كشف هاكابي أن خطة أمريكية-إسرائيلية لإدخال مساعدات محدودة ستغطي فقط نحو 60% من سكان القطاع، وهو ما رفضته الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية العاملة في غزة.