فلسطين

تلف كميات من المساعدات الإنسانية وتكدس الشاحنات أمام معبر رفح في انتظار الدخول إلى قطاع غزة

تلف كميات من المساعدات الإنسانية وتكدس الشاحنات أمام معبر رفح في انتظار الدخول إلى قطاع غزة

تامر هنداوي

القاهرة  تواصل مئات شاحنات المساعدات اصطفافها أمام معبر رفح البري، في انتظار السماح لها بدخول قطاع غزة المحاصر.

وكان الهلال الأحمر المصري أعطى سائقي شاحنات المساعدات الضوء الأخضر للتحرك والاصطفاف أمام المعبر قبل أيام، بعد إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها ستسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وحسب مصادر في الهلال الأحمر المصري، فإن كميات كبيرة من المساعدات تعرضت للتلف خلال الأيام الماضية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويواصل الاحتلال لليوم الـ88 غلق المعابر البرية مع غزة، ومنع المساعدات من الدخول.
كما واصل الاحتلال لليوم الـ69، منع خروج الجرحى والمصابين والمرضى الفلسطينيين القادمين من غزه للعلاج في المستشفيات المصرية.
وكان الاحتلال أوقف عملية خروج المصابين والجرحى الفلسطينيين من غزة عقب خروج 46 دفعة ضمت 1705 جرحى ومصابين يرافقهم 2500 من أقاربهم للعلاج في المستشفيات المصرية.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، رفض بلاده لسياسات التجويع التي يفرضها الاحتلال على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماعه مع مجلس حلف الشمال الأطلسى «الناتو» الجمعة، خلال الزيارة التي يقوم بها إلى بروكسل، حيث ألقى كلمة أمام أعضاء المجلس.
وأكد عبد العاطي خلال كلمته على التطلع للاستمرار في تعزيز التعاون المشترك بين مصر والحلف، وأشاد بالتعاون القائم بين الحلف مع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والذي يعد نموذجاً في دعم جهود تسوية النزاعات وإحلال السلم والأمن.
وأطلع عبد العاطي المجلس على الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة توقف إسرائيل عن انتهاكاتها الفادحة بحق المدنيين في قطاع غزة، رافضا بشكل كامل سياسة التجويع والعقاب الجماعي التي نتج عنها كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، مؤكداً على موقف مصر الثابت والرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وقال السفير أسامة عبد الخالق، الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة التي تناولت الأوضاع في فلسطين، مساء الجمعة، إن مصر اضطلعت بدور محوري في تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة منذ عام 2023، مساهمة في الاستجابة للأزمة المتفاقمة هناك. وبين عبد الخالق أهمية التحرك الفوري والفعّال من جانب المجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي اللازم للإغاثة الإنسانية وبرامج التعافي السريع، في ظل ما يشهده قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، بالإضافة إلى التحديات الجسيمة التي تواجهها الضفة الغربية.
وشدد السفير المصري على ضرورة أن تلتزم جميع الآليات الإنسانية العاملة في الأراضي الفلسطينية بالمعايير الدولية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بدون عراقيل. كما أكد على أهمية الشراكة الدولية وتوحيد الجهود من أجل التصدي للأوضاع الإنسانية الحرجة والمتدهورة في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن الأعباء تفوق إمكانات المؤسسات المحلية والدول المانحة القليلة وحدها.
وأضاف عبد الخالق أن مصر والمملكة المتحدة، باعتبارهما تتشاركان رئاسة الفريق المعني بتنسيق المساعدات الإنسانية، تبديان التزامهما الكامل بالتعاون مع جميع الأطراف ذات الصلة، سواء الحكومات أو منظمات المجتمع المدني أو وكالات الأمم المتحدة، من أجل تعزيز فعالية الاستجابة الإنسانية ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الظروف الراهنة. ولفت إلى استعداد القاهرة ولندن لتوفير كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي للمساهمة في تذليل العقبات وتطوير طرق إيصال المساعدات.
كما دعا السفير المصري إلى ضرورة اضطلاع القادة المشاركين للمجموعات الدولية الأخرى بمهامهم، من خلال اتخاذ خطوات ملموسة والتزامات عملية تسهم في تمهيد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنجاز رؤية حل الدولتين بوصفها الخيار العادل والوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد أن المساعي الدولية يجب أن تركز على تفعيل الحلول العملية، وعدم الاكتفاء بالتصريحات أو الوعود غير المتبوعة بإجراءات واضحة على الأرض.
وفي سياق متصل، سلط عبد الخالق الضوء على حجم المأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عمليات عسكرية منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكبت خلالها انتهاكات ترقى إلى جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. وأشار إلى أن هذه العمليات أدت حتى الآن إلى سقوط أكثر من 53.800 شهيد، و122.000 جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلاً عن وجود أكثر من 11 ألف مفقود، وتشريد مئات الآلاف من السكان، في ظل ظروف إنسانية قاسية للغاية.
وختم ممثل مصر الدائم حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته السياسية والأخلاقية عبر تكثيف الجهود لوقف معاناة المدنيين، وتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وأكد أن إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة سيكون صمام أمان لتحقيق الاستقرار الشامل في المنطقة، ويعيد الاعتبار للعدالة الإنسانية والقانون الدولي.

ـ «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب