ماكرون في جنوب شرق آسيا.. أي رهانات لجولته؟
ماكرون في جنوب شرق آسيا.. أي رهانات لجولته؟
باريس-
يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذا الأحد، جولة في جنوب شرق آسيا تشمل فيتنام وإندونيسيا وسنغافورة، في إطار تفعيل استراتيجية فرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تهدف هذه الجولة إلى طرح فرنسا كشريك “موثوق” و”يحترم سيادة واستقلال” الدول في منطقة واقعة بين النفوذين الأمريكي والصيني، والدفاع عن مواقف باريس بشأن الحرب في أوكرانيا والنزاع في غزة.
في “السياق الحالي لمنطقة آسيا- المحيط الهادئ التي أصبحت عالقة بين الولايات المتحدة والصين”، حيث تمارس واشنطن “ضغطا شديدا للغاية” من خلال الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، وتزداد بكين هجومية بشأن “النزاعات الإقليمية”، تسعى باريس إلى أن تبرز كشريك “موثوق” و”يحترم” “سيادة” و”استقلال” هذه الدول، بحسب ما أوضحت الرئاسة الفرنسية للصحافيين.
يحرص ماكرون خصوصا على دحض الرؤية التي ترى وجود “ازدواجية في المعايير” الأوروبية والغربية بين الحرب في أوكرانيا والنزاع في غزة.
وقد أوضح أحد مستشاريه قائلا: “نحن نفهم تماما حساسيات المجتمعات المسلمة في المنطقة”، مؤكّدا أن الرئيس الفرنسي “منخرط بشكل خاص” من أجل “تحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
في إطار المؤتمر الذي ستشارك فرنسا في رئاسته مع المملكة العربية السعودية في يونيو بالأمم المتحدة حول ما يُعرف بـ”حل الدولتين” الفلسطينية والإسرائيلية، فإن الاعتراف بدولة إسرائيل يُعد أيضا “قضية أساسية” في محطة إندونيسيا، التي تُعد أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة من حيث عدد السكان، وفقًا للرئاسة الفرنسية.
في فيتنام، سيلتقي ماكرون بالمسؤولين الفيتناميين ويبحث معهم التعاون في مجال الطاقة، خصوصاً الطاقة النووية المدنية التي تأمل فرنسا في تصدير خبرتها بشأنها.
ثم يتوجه إلى إندونيسيا حيث سيجتمع بالأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، للتأكيد على موقع فرنسا كـ”قوة توازن” في وجه التنافس الأمريكي- الصيني المتصاعد.
وفي سنغافورة، سيلقي الرئيس الفرنسي خطابا افتتاحيا في منتدى “حوار شانغري-لا”، أكبر مؤتمر أمني في آسيا، حيث سيشدد على أن الغزو الروسي لأوكرانيا يمس بسيادة الدول وله انعكاسات عالمية، منها ما يطال الأمن في آسيا.
كما سيسعى لتأكيد التزام فرنسا بالأمن الإقليمي وتعزيز شراكاتها الدفاعية، خاصة مع إندونيسيا، التي تتطلع لتنويع مصادر تسليحها.
“القدس العربي”:
