صحيفة عبرية..إسرائيل: ما معنى قتل 9 أطفال ونحن في طريقنا إلى “صباح الخير”؟

صحيفة عبرية..إسرائيل: ما معنى قتل 9 أطفال ونحن في طريقنا إلى “صباح الخير”؟
موت الإخوة التسعة من عائلة النجار من خان يونس في قصف شديد، وقع في وقت يمتلئ بمفارقة رهيبة: بينما نشأ إجماع شاذ في التيار المركزي ضد أقوال يئير غولان، بقيت إسرائيل في معظمها غير مبالية من حادثة مخيفة بكل مقياس. بينما شعر كثيرون وكثيرات بالإهانة عقب ادعاء غولان بأن “دولة سوية العقل لا تقتل الرضع كهواية” قلة قادرون على أن يسألوا كيف ولماذا يموت الكثير من الأطفال في هذه الحرب. نقطة. وبينما أثار قتل 12 طفلاً في مجدل شمس في تموز الماضي غضباً جماعياً في إسرائيل عقب نار أطلقها حزب الله، فإن موت الأطفال التسعة من عائلة زوجين طبيبين، ينشر في إسرائيل تحت عنوان رمزي “صدمة في العالم”، وبالطبع قلق وطني من “فقدان الشرعية”.
كل هذا رهيب، لكنه ليس مفاجئاً أيضاً: ثمة دعوات من داخل الحكومة والائتلاف لارتكاب جرائم حرب من الطرد وإعدام كل رجال غزة، مثلما اقترح نائب رئيس الكنيست نسيم باتوري، أصبحت “صباح الخير”: شيء ما يقال دون التفكير مرتين. الجانبان الوحيدان اللذان لا ينجحان في إثارة ثورة جماهيرية ما منذ خرق إسرائيل لاتفاق وقف النار هما الخوف على حياة المخطوفين والمخاطرة بحياة المقاتلين.
وهناك أيضاً، ينبغي الحرص على عدم انتقاد الجيش الإسرائيلي الذي يتخذ تكتيكاً ذكياً: يناقض علناً انغلاق حس المستوى السياسي بالنسبة لأهمية تحرير المخطوفين، في الوقت الذي تنفذ ميدانياً أعمال تبعد إنهاء الحرب، تم بأعداد عظيمة من الأبرياء، ولا تدفع قدماً بتحرير المخطوفين، وتعرض سلامة المقاتلين الجسدية والنفسية للخطر من أجل أهداف موضع خلاف.
عملياً، يتبين أن تصريحات رئيس الأركان ومحافل رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي ممن يبيعون للجمهور مباشرة وعبر وسائل الإعلام المفزوعة “التنسيق الكامل مع قيادة الأسرى والمفقودين” (أو كما يسمع هذا: “لنا بطاقة من نيتسان ألون”)، هي تصريحات بلا أساس: نشر رونين بيرغمان في هذه الصحيفة في نهاية الأسبوع، معلومات صادمة تبين كيف أن هجوما على النفق الذي كان فيه إيدان ألكسندر كاد يقتله، قبل وقت غير بعيد من فهم الأمريكيين بأن عليهم أن يثقلوا على حكومة إسرائيل للعمل على تحريره. الناطق العسكري، ذاك الذي قال بانفعال إن “المخطوفين أمام ناظرينا دائماً”، لم يحترم حتى التقرير بأجوبة لأسئلة عن التحقيق في الحادثة الخطيرة هذه.
لقد خرجت إسرائيل بعد 7 أكتوبر إلى عملية أكثر من شرعية، عقب هجوم بربري نفذته منظمة إرهاب وحشية، جلبت على نفسها وعلى رعاياها خراب غزة. لكن بمرور 20 شهراً فإن ما يهدد إسرائيل ليس “صدمة في العالم”، بل لأن قتل تسعة أطفال من غزة لا يحرك حتى ساكناً في الوجه، فيما معارضة استمرار الحرب لاعتبارات أخلاقية وإنسانية باتت في الهوامش. “التسونامي السياسي” هو مشكلة استراتيجية. والإعصار الداخلي -ذاك الذي يصفي القدرة على الدفاع عن إسرائيل وعدالة طريقها- هو خطر وجودي.
عيناب شيف
يديعوت أحرونوت 26/5/2025