آثار سوريا في مهبّ البرابرة

آثار سوريا في مهبّ البرابرة
فيديوهات صادمة توثّق عمليات تنقيب عن الآثار والذهب في سوريا وسط غضب شعبي وتشكيك بدور السلطات. إذ أثار مقطع فيديو نُشر أخيراً على منصات التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة، بعدما ظهرت فيه مجموعة من صناع المحتوى وهم يقومون بعمليات تنقيب عن الآثار داخل أحد المنازل القديمة في درعا جنوب سوريا، مستخدمين أدوات خاصة في البحث عن المعادن.
وجاء ذلك بعلم مالك المنزل منوهين إلى «صاحب المنزل تواصل معنا لما اكتشف شي تحت بيتو». وتضمّن الفيديو إعلاناً لشركة تقدم أجهزة للكشف عن المعادن، وانتهى بالإعلان عن العثور على عملات معدنية قديمة، بعضها من النحاس والآخر من الذهب.
الفيديو، الذي حصد آلاف المشاهدات والتعليقات، فتح الباب مجدداً أمام الانتقادات لتساهل السلطات السورية مع ظاهرة التنقيب العشوائي عن الآثار، وسط تزايد الشكوك حول تورّط أطراف متعددة في هذه العمليات، خصوصاً أنّ صناع المحتوى أشاروا خلال التقرير إلى أن «صاحب المنزل اكتشف وجود كنيسة تحت منزله في وقت سابق».
وفي تطوّر متزامن، انتشر مقطع فيديو آخر من مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، شمال سوريا، يظهر عملية حفر كشفت عن مدفنين أثريين يحتوي كل منهما على ستة قبور تعود إلى الحقبة البيزنطية. وقد جرت هذه الحفريات تحت ذريعة «إنشاء مقهى» في الموقع.
وتداول رواد المنصات تعليقات تعكس يأساً واستنكاراً واسعَين، إذ كتب أحدهم: «سوريا كلها عم تحفر عن الدهب» فيما «تغيب الدولة عن هذه العمليات التي يمكن أن تضرّ بالمواقع الأثرية»، بينما أشار آخرون إلى أن «الاعتراف بوجود آثار لا يحدث إلا بعد الانتهاء من استخراجها، وترك الشواهد التي يصعب نقلها كالهياكل واللوحات الحجرية».
وتسلّط هذه الحوادث الضوء على الفوضى التي تعانيها مواقع الآثار في سوريا، وتطرح تساؤلات حول غياب الرقابة والمساءلة، في بلد يُعد من أغنى مناطق الشرق الأوسط بالإرث التاريخي والأثري.