تقرير: مجازر غزة.. استمرار وجود إسرائيل يشكل تهديدًا مباشرًا للإنسانية

تقرير: مجازر غزة.. استمرار وجود إسرائيل يشكل تهديدًا مباشرًا للإنسانية
رائد صالحة
واشنطن- كتبت الكاتبة كايتلين جونستون في تقرير مزلزل يعكس مأساة قطاع غزة المستمرة، مؤكدة أن الأفعال التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحاصرة لا تليق بأي دولة تدّعي الشرعية، داعية إلى إعادة النظر الجذري في وجود الدولة الإسرائيلية إذا كان هذا هو الثمن الحقيقي لاستمرارها.
وتبدأ جونستون تقريرها بمأساة الطفلة الفلسطينية يقين حماد، أصغر مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي بقطاع غزة، التي لم يتجاوز عمرها 11 عامًا قبل أن تقتلها القوات الإسرائيلية، وهي التي كانت قد أثرت في حياة عشرات الآلاف عبر سردها قصص النجاة من الحصار والدمار.
وفي حادثة مؤلمة أخرى، فتحت القوات الإسرائيلية النار على مئات المدنيين الجائعين أثناء محاولتهم التوجه إلى منشأة للمساعدات الإنسانية تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، في إطار سياسة أمريكية-إسرائيلية لتجاوز آليات الأمم المتحدة التقليدية في تقديم المساعدات، وجذب السكان نحو مواقع محددة.
ويستند التقرير إلى تحقيق لوكالة الأسوشيتد برس والذي أكد أن إسرائيل تستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية بشكل متعمّد، ما يدحض الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن المدنيين يتواجدون فقط قرب المقاتلين، وهو ما يُستخدم لتبرير المجازر التي تحدث يوميًا.
وأشارت الكاتبة إلى نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة إسرائيلية تظهر أن 82% من الإسرائيليين اليهود يؤيدون تطهيرًا عرقيًا كاملًا في غزة، فيما يرى 47% منهم أن القوات يجب أن تقتل كل من يسكن المدن التي تُسيطر عليها إسرائيل، سواء رجالًا أو نساءً أو أطفالًا. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد 65% من المستطلعين بوجود تجسد حديث لعدو إسرائيل التاريخي ، وأن معظم هؤلاء يرون أن الأمر الإلهي بمحو ذكرى هذا العدو ما زال ساريًا حتى اليوم.
وتقول الكاتبة إن هذه الأفعال اليومية من قتل وتعذيب وتشريد لا يمكن أن تُبرر أو تُغتفر، وأن استمرار وجود إسرائيل على هذا الأساس هو تهديد مباشر للسلام والإنسانية. وتؤكد أن القضية ليست ضد اليهود كأفراد، بل ضد النظام الأبارتهايدي الذي يمارس الإبادة الجماعية، مطالبة بتفكيك هذا النظام السياسي العنصري، ومنح الحقوق المتساوية لجميع السكان الفلسطينيين، والسماح بحق العودة، وتصحيح أخطاء الماضي عبر تعويضات عادلة.
وتختم الكاتبة بأن دعوة إنهاء هذا النظام لا تجعل من الناقد عدوًا أو متطرفًا، بل هو موقف إنساني يتجاوز العواطف أو الانتماءات الدينية، ويطالب بوضع حد للمعاناة والقتل. وهي تحذر من أن قبول استمرار هذا النظام هو قبول بأن حياة الفلسطينيين أقل قيمة من مشاعر الآخرين.
وفي ظل تصاعد الأحداث، وبرامج الحرب التي لا تهدأ، تؤكد هذه الرواية أن إسرائيل نفسها تقدم أدلة لا تقبل الشك على وجوب إعادة النظر في وجودها السياسي والقانوني، وهو موضوع لن يتوقف عن إثارة النقاش على الساحة الدولية والعربية على حد سواء.